لفت نظر “الصيحة”، عددٌ لا يستهان به من الشباب وهم يستقلون عجلات وركشات وتكاتك وبكاسي ويحملون على ظهرها باغات من الزيت الراجع.
إلى أين يا ترى يذهبون به، وما سر هذه المهنة وهل هي مربحة، وهل هنالك أسواق لبيع الزيت الراجع التالف وما سر هذه التجارة…؟
“الصيحة” تتبعت هذه المهنة وخرجت بتفاصيل مُدهشة….
الخرطوم: قسمة أحمداي
قال أبو بكر محجوب محمد لـ”الصيحة” صاحب ورشة لصيانة العربات وتغيير الزيت، إنه يعطي بائعي الزيت أصحاب العجلات مجاناً وبدورهم يبيعونه لبعض المصانع التي تقوم بتكريره من جديد ويتم الاستخدام في الركشات وفي صناعة الحديد والصابون والبلاستيك.
وكشف يوسف أحد التجار الذين يشترون الزيت الراجع من أصحاب العجلات والتكاتك والتناكر والركشات والبكاسي، ويعمل في الشقلة الحاج يوسف ٢٤ داردوق محطة سلك، عن وجود محطات كثيرة للزيت الراجع، وهنالك 10 نوافذ أخرى بأم درمان وكوبر والوادي الأخضر وبحري، وذكر في حديثه لـ”الصيحة” أن التكرير يتم بإضافة مواد بعد استخراج الهيدروليك، وقال إن دخله الشهري يصل إلى 80 ألف جنيه ولا يكفي كل احتياجاته، وابان بأنه ينال حافزاً أيضاً ما بين 10 – 13 ألف جنيه أسبوعياً، موضحاً ان سعر البرميل ١٥٠ ألف، كاشفاً ان العمل لم يعد كالسابق.
وقال كمال هارون صاحب عجلة، إنه يشتري الزيت الراجع من الورش الصناعية بـ(500) جنيه ويبيعه بـ(700) جنيه، مُشيراً إلى أن ما يتغاضاه يساعده في الإنفاق على أسرته.
وذكر موسى إبراهيم أحد بائعي الزيت بالتُّكتوك، أنه يشتري الزيت الراجع من الورش والذهاب به الى محطة سلك، وأنّ المصانع تأخذ ما تحتاجه، وأنه يبيع 30 برميلاً في الشهر، مشيراً الى أن مصانع الحديد أكثر استخداماً.
وأوضح عوض بله أبكر محمود صاحب (عجلة) انه يشتري الزيت من الصناعية بـ٥٠٠ جنيه للجالون ويبيعه بـ٧٠٠ جنيه، وقال (الشغل كويس جداً، إيراد اليوم ٤ آلاف جنيه إلى ٥ آلاف جنيه كحد أعلى)، وعلق قائلاً (الواحد يفطر ولا يتعشى الخلط)، وأضاف لا يوجد عمل بديل، وقال إنه يصرف على أسرته.
من جانبه، قال أبو دجانة: أنا عامل في الشقلة ٢٤ محطة سلك ويأتي أصحاب العربات والتناكر والعجلات والباكسي والتكاتك يبيعون لنا الزيت الراجع، وأضاف: أنا أتقاضى راتبا شهرياً قدره ١٠٠ ألف جنيه وحافزاً أسبوعياً ما بين 10 – 13 ألف جنيه، مبيناً أن الزيت الراجع “ميت”، والشركات لديها مواد تتم إضافتها فيه ويستخدم في صناعة الحديد والأسمنت.
وذكر هارون آدم أحمد أنه يقوم بتجميع الزيت من الورش الصناعية ويبيعه للمصانع، وأوضح أن دخله اليومي ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف جنيه فقط.
من جانبه، حذّر يوسف أحد باعة الزيت أنه يعمل مضطراً لعدم وجود بديل، وقال إن الزيت الراجع له أضرار خطيرة ويتسبب في أمراض السرطان.
في حين كشف محمد الحاج حمزة، فوائد كثيرة للزيت الرّاجع، وقال إنّه يستخدم في مصانع الحلويات وفي البناء وفي تَركيب السيراميك.
وحكى عماد قصته مع الزيت الراجع، وقال إنّه يأتي ويقوم باستئجار ركشة يومياً ويستخدمها في نقل الزيت إلى أماكن بيعه، وأوضح أنه يخرج من منزلهم الساعة السادسة صباحاً ويعود الساعة 12 مساءً يومياً، وقال إنه يبيع الزيت لشخص محدد وهو يأخذه إلى المصنع.