عبد الله مسار يكتب: عظماء من بلادي الزعيم المناضل الشريف حسين الهندي
25 ديسمبر 2022
هو الشريف حسين الشريف يوسف الشريف محمد الأمين الهندي، ولد في بري اللاماب عام ١٩٢٤م، والده الشريف يوسف زعيم ديني كبير، نشأ في بيت عادي من الطين، تميّزه سرايا الضيوف والخلاوي، حفظ القرآن في هذه الخلاوي.
درس في ود مدني، ثم كلية فيكتوريا بالإسكندرية في مصر، ثم كلية غردون بالخرطوم.
التحق بالحزب الوطني الاتحادي بقيادة الزعيم الأزهري.
لم يعمل موظفاً في الحكومة، بل عمل في القطاع الخاص، اُنتخب نائباً في البرلمان لمرتين من دائرة الحوش الشرقية ولاية الجزيرة.
صار وزيراً للري والحكومات المحلية، ووزيراً للمالية مرّتين في حكومتي المحجوب والصادق المهدي.
عندما تولى وزارة المالية أسّس بند العطالة، حيث عيّن كل الخريجين في وظائف الدولة السودانية، وأسهم في استقرار اغلب الأسر السودانية.
كان ممّن اهتموا بقطاع الزراعة بدعمه القوي للمزارعين، وتبنيه قضايا الإنتاج وخاصةً في مشروع الجزيرة.
عُرف عن الهندي علاقته المميزة جداً مع الزعيم الأزهري ومع كبار قيادات الحزب الاتحادي، وكذلك مع السيد محمد أحمد المحجوب من حزب الأمة.
عُرف عن الهندي العمل الميداني، وكذلك تواضعه وزهده، بل امتاز بذكاءٍ خارقٍ، قاد النضال ضد حكومة مايو، وأسّس مع آخرين الجبهة الوطنية التي ضمّت الاتّحاديين والأنصار والإخوان المسلمين، وقاد النضال برفقة زميله في فيكتوريا الإمام المرحوم الهادي المهدي.
أنشأ مُعسكرات للتدريب العسكري ضد نظام مايو في الحبشة وليبيا. وكان ذا صلة قوية مع الملك فيصل، وكذلك الرئيس صدام حسين حتى استفاد من مجلة الدستور وحرّكها لصالح المعارضة السودانية، وكذلك مع قيادات الدولة اللبنانية، وكذلك مع العقيد القذافي، وقامت الجبهة الوطنية بتشكيل جيش غزا الخرطوم في يوليو 1976م بقيادة العميد محمد نور سعد، واستلمت البلد لثلاثة أيام، وكان قوام الجيش هو حزب الأمة والإخوان المسلمين والحزب الاتحادي.
وظل الشريف الهندي معارضاً لنظام نميري حتى بعد أن صَالحَ السيد الصادق المهدي والإخوان المسلمين والسيد الرئيس النميري في ١٩٧٧م، وظل قائداً للمعارضة ومقاتلاً شرساً حتى وفاته في ١٩٨٢م.
عُرف عن الشريف قوة شخصيته وغزارة علمه وعظم معرفته، بل كان اقتصادياً فذاً، وكان نصيراً للغلابة، بل عُرف عنه إيمانه العميق بالديمقراطية، ومقاومته للأنظمة العسكرية، وإخلاصه لوطنه.
كان الهندي خطيباً مُفوّهاً ومتحدثاً لبقاً وصاحب حجة وبيان، كان محبوباً لدى كل وعامة السودانيين، ومحل الاحترام في الداخل والخارج. عاش قوياً ومات مناضلاً قبل انتفاضة أبريل ١٩٨٥م، ولو كان حياً لكان له القدح المعلى في انتخابات ١٩٨٦م.
ألا رحمه الله رحمةً واسعةً وأدخله الفردوس الأعلى.