* بين الفينة وأخراها؛ أتيح أنواء لبعض الزملاء الكُتَّاب الصُحفيين الذين في الغالب ما يعقِّبون على ما أتناوله هنا من قضايا، بتعقيب مباشر أو غيره.. ومن بين هؤلاء الزميل الكاتب الصُحفي عبد الخالق عبدون، والذي أُتيح له أنواء اليوم، وهو يتناول قضية في اعتقادي ذات أهمية..
* يقول عبد الخالق في رسالته:
الأمن من أهم مطالب الحياة الطيبة المطمئنة، ذلكم أن الأمن يعني: السلامة من الفتن والشرور، ويعني: الاطمئنان والاستقرار والرخاء والازدهار.
*الأمنُ حقيقته: انتفاء الخوف على حياة الإنسان وعِرضه ومُلكه ومُكتسباته، (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ). فالأمنُ نعمةٌ عُظمى ومنَّةٌ كُبرى.
*وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أصبح آمنًا في سِربه، مُعافى في جسده، عنده قُوت يومه؛ فكأنما حِيزَت له الدنيا”.
*فإذا اختلَّ نظام الأمن وزُعزِعت أركانُه واختُرِق سياجُه، فكم يقع حينئذٍ من الفتن العريضة والشرور المستطيرة؛ إذ لا يأتي فقدُ الأمن إلا بسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وتناثُر الأشلاء، وإثارة الفتن العمياء، والجرائم الشنعاء، والأعمال النَّكراء.
*ومن هنا؛ فالأمن في الإسلام مقصدٌ عظيمٌ شُرِع له من الأحكام ما يكفُلُه ويحفظُ سِياجَه، ويدرأُ المساس بجنابه، فقد تضافَرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على الضروريات الخمس، وهي: الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال، وحرَّمت الشريعةُ كل وسيلةٍ إلى النَّيْل من هذه المقاصد، أو التعرُّض لها.
*كلنا عشنا في الآونة الاخيرة بعض الحوادث التي أفزعت الجميع وبلغت القلوب الحناجر خوفاً ورعباً من أن تمس ما تناقله الناس عبر مواقع التواصل الجتماعي وما حدث من بعض تفلتات كادت أن تودي بحياة الناس من حوادث سرقات واختطاف واغتصابات، فما هي الأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذه الجرائم المفزعة؟
* ومما لا شك فيه أن لكل جريمة دافعاً ومن هذه الأسباب ابتداء ضعف الوازع الديني أي التقوى عند مرتكب الجريمة فالإسلام إذ جعل أساساً للسلوك والتصرفات منعه من ارتكاب الجرائم والمخالفات.
*المخدرات التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وهي خطر محدق على المتعاطين، مما يجعلهم يرتكبون مثل هذه الجرائم البشعة، بل يسلك كل السبل مهما كانت خطرة أو شاقة لتوفير ذلك المخدر ولو جازف بحياته من أجلها، ولا سيما أنها دخلت البلاد بكميات مهولة. أيضاً العطالة التي بلغت نسبة كبيرة جداً.
*وكذلك الفقر الذي سكن وعشعش في كل بيت تقريباً.. سأل سيدنا عمر رضي الله عنه أحد ولاته قائلاً: ماذا تفعل إذا سرق أحد الرعية؟ فقال الوالي: أقطع يده. فقال الرفيق برعيته الفاروق عمر: ولو جاءني جائع أو عاطل عن العمل لقطعت يدك.
*في اعتقادي أن عدم وجود العقوبة الرادعة للمجرم فقد قيل (إذا أمن العقاب أساء الأدب). ويقول سيدنا عثمان رضي الله عنه إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
* فأمثال هؤلاء الواجب أن يعاقبوا بعقوبة رادعة. قال تعالى (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين). فهذا أكبر رادع للمجرم، ولا تصان حرمات الله إلا بحدود الله.
*كل هذه الأسباب يمكن أن تزال، وذلك بتطبيق أحكام الإسلام في شتى مناحي الحياة، فتعود الحياة حياة إسلامية، وذلك يكون بإقامة دولة للمسلمين، تركز القيم الفاضلة بين الناس وتسعى لحل مشاكل الناس من بطالة وفقر ومحاربة المخدرات حرباً لا هوادة فيها. همها أن ينعم الإنسان بحياة طيبة لا ضنك فيها ولا شقاء، وتلك الدولة دولة رعاية، ترعى شؤون الناس بأحكام الإسلام العظيم.