في الذكرى الرابعة للثورة: مواكب بالخرطوم وولايات ترفض (الإطاري) وتُطالب بالمدنية
الخرطوم- صبري جبور 20 ديسمبر 2022م
شهدت العاصمة الخرطوم ومدن في بعض الولايات أمس، مواكب ومظاهرات بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر التي اندلعت شرارتها في العام 2018.. مطالبة بإبعاد العسكر عن السلطة، ورفضاً للتسوية التي أفضت إلى التوقيع على (الاتفاق الإطاري) بين المكون العسكري وأطراف مدنية في الخامس من ديسمبر الجاري.. شاركت في مشاوراته الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”)، والرباعية المكونة من (الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات).
إغلاق طرق وجسور
في الخرطوم، استبقت السُّلطات المواكب التي دَعَت لها تنسيقيات لجان المقاومة، إغلاق جسور المنشية والمك نمر والنيل الأبيض، التي تربط بين مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، للحد من توافد الثوار والمواطنين والوصول إلى القصر الرئاسي.. كما أغلقت السلطات، الطرق المؤدية إلى القصر والقيادة العامة للجيش.
وبحسب شهود عيان لـ”الصيحة”، أغلق متظاهرون يحاولون الوصول إلى القصر الرئاسي، عدداً من الشوارع الرئيسية والفرعية وسط العاصمة بالحواجز الأسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة، قبل أن تطلق السلطات الغاز المُسيّل للدموع في مواجهتهم، كما شهدت الشوارع الرئيسية والفرعية مواجهات عنيفة وحالات كر وفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين.. وأيضاً رَدّدَ المُتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات ضد العسكريين وقِوى الحُرية والتّغيير تُطالب بالحكم المدني الكامل وإسقاط التسوية.. كما رفع الثوّار لافتات تحمل كتابات “لا للحكم العسكري” و”دولة مدنية كاملة”، و”لا للتسوية السياسية”، و”لا للاتفاق الإطاري”، و”نعم للحكم المدني الديمقراطي”.
تمسك باللاءات
كما رصدت الصحيفة، تظاهر المئات في مليونية 19 ديسمبر، والتي تأتي بالتزامن مع الذكرى الرابعة للثورة، مطالبين بالمدنية الكاملة.. وشهدت المواكب التي جاءت في ظل الظروف الراهنة بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري، هتافات رافضة للاتفاق والتسوية، داعين إلى خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية بصورة نهائية، كما تمسّكت تنسيقيات المقاومة باللاءات الثلاث.. فيما شهد محيط شروني وشوارع بوسط الخرطوم إطلاق الغاز المُسيّل للدموع تجاه المتظاهرين.
الأمل والعزم
بدورها، قالت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، تمر على البلاد الذكرى الرابعة لانطلاق قاطرة الثورة المجيدة، من مايرنو وسنار والدمازين والفاشر وعطبرة، مضيفة أنها كانت رحلة شاقة وطويلة حتى توجت بسقوط البشير، وأضافت نقف اليوم نفس الموقف ونحتاج أنفس الأمل والعزم والإصرار حتى إسقاط العسكر.
وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، دعت الشعب للخروج في مليونيات 19 ديسمبر المتجهة نحو القصر الجمهوري.
اختطاف الثورة
تعليقاً على يوم الذكرى الرابعة للثورة، قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، إنّ البلاد في حاجة ماسة إلى وفاقٍ وطنيٍ لا يقصي أحدًا، وأضاف جبريل بحسب تدوينة في حسابه “تمر علينا الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة دون أن تحقق أهدافها بسبب اختطافها من قلّة من الناشطين الإقصائيين”، وختم إبراهيم بالقول: (المجد والخلود لكل شهداء الثورة السودانية وعاجل الشفاء للجرحى وعوداً حميداً للمفقودين).
حق التعبير
وهنأت المفوضية القومية لحقوق الإنسان، الشعب السوداني بمناسبتي ذكرى إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في العام 1955 وذكرى ثورة ديسمبر المجيدة في العام 2018.
وقالت المفوضية في بيان تلقّته “الصيحة”، إنّ الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي من الحقوق المنصوص على احترامها وحمايتها في الوثيقة الدستورية وفي المعاهدات الدولية والإقليمية التي صادقت عليها، مُطالبةً باحترام وحماية التجمعات السلمية من جميع أشكال العُنف والتدخُّلات غير القانونية، وأن تكون جميع التدابير والإجراءات المُتّخذة بشأنها تحت إشراف النيابة العامة، كما طالبت المتظاهرين باحترام القانون والالتزام بالتعبير السلمي.
مقاومة مدنية
قبيل يوم من ذكرى الرابعة للثورة، قالت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري إنها تعمل بروح جماعية مشتركة لإكمال خطوات المرحلة الثانية من العملية السياسية والوصول لاتفاق نهائي، وإنّها ترفض ما تسميه إغراق العملية السياسية بمحاولات إلحاق أطراف غير حقيقية ولا علاقة لها بالثورة، وجدّدت الدعوة لحركات الكفاح المسلح وقوى الثورة للمشاركة في المرحلة الثانية للوصول إلى اتفاق نهائي ينهي الأزمة الوطنية، وأعلنت قِوى الاتفاق أنها تفاوض بيد وبالأخرى ستشارك في الحراك السياسي والمقاومة المدنية.