ياسر زين العابدين المحامي يكتب : بين المطرقة والسندان

20 ديسمبر 2022

الواقع رُسم بمهل جهرة وخفية…

تبدي كل شيء مفزع ومفجع وسيئ…

التهافت هنا غير بعيد منه…

وعندما يفوت الأمر حدّه ينقلب لضده

الحريق حذّرنا منه آنفاً حدث بمرأي

ومسمع…

هرعوا لفض الجميع من الجميع…

الصراخ علا هناك وا غوثاه…

وبالاذان وقرٌ، المكتولة ما بتسمع

الصايحة…

قالوا إنّما تؤخذ الدنيا غلابا…

تؤخذ زندية طالما غاب الأمن…

بعد فوات الأوان فضُّوا الحريق…

لم تفض الأغبان، الأحقاد، الثأر…

استنجدوا بأهاليهم للفزعة اللئيمة…

لرد فعل مساوٍ أو يزيد، فالأسوأ قادمٌ…

لا يهم نشتم رائحة الموت النفاذة…

القتل لأتفه الأسباب وبدون سبب…

بعضهم يضحك لانفراط عقد الأمن…

هل السُّلطة عاجزة، الإجابة غائبة…

وعن وقف مد قد يذهب لهناك…

المواجهة أزفت أم توجس رمادي…

لكنها لن تبقي ولن تذر…

الإجابة تختلف باختلاف الزمان

والمكان… هل…

ستسكن القطط الملاذات، والمساكن…

الخَوْفُ يتسلّل لغرفة نوم أحدهم…

يقبع بسرواله الكبير بركن قصي…

المشهد ترسمه وقائع لا خيال…

تكتبه أيادٍ والغة حد الثمالة بالإثم…

معطونة بدم قاتم مندلق بإهمال…

ترقبه عيون بالظلام تشاهد الظلام…

الخَوْفُ يضعفنا، يقهرنا، يعصرنا…

يدق العنق بين مطرقة وسندان…

محاوره ودوائره وحكاياته ترسم

من جديد…

بانتظار الترقُّب واللا معقول…

الوجوه مُرهقةٌ بلوحةٍ عصيّة الفهم…

سريالية تُنبئ عن المُثير الكثير…

عميقة الدلالة، لذيذة الرواية، بلا فهم…

تكتب على رمل التوقع – بمسامه…

المشهد قطط تهاجم جيفة مرمية…

تنهش عظامها، الذباب حولها يحوم…

لا ترتوي من ظمأٍ ولا تشبع من مخمصة

تستنزفنا، تسعى ليوم كريهة…

وعندما يبدأ بعضهم بدق الأعناق…

وببتر اللحمة عن سداها بصلف، بلؤم…

يهرب أصحاب الجوازات الأجنبية…

يبقى القطيع وحده يُكابد الخَوْفَ…

وقتها المشهد هو الخَوْفُ اللذيذ…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى