1
يقول طلاب الكلية التقنية في قروباتهم، بأنهم حال فتح الجامعات سيدخلون في إضراب لتحقيق بعض المطالب، يأتي على صدر تلك المطالب إقالة المدير العام للكلية وبعض الأساتذة و… و..
2
العاملون بوحدة المهن الصناعية يعدون العدة لتسيير موكب إلى رئاسة الوحدة، لتسليم مذكرة ضافية تحوي مطالب تتعلق بتحسين شروط الخدمة، وصرف العلاوة الفنية التي توقفت من قبل قيادات نافذة ذات صلة بالنظام البائد.. و… و… وفي حالة عدم الاستماع إلى مطالبهم فإنهم سيعلنون الدخول في إضراب عام عن العمل.. و… و..
3
إحدى الغرف التجارية ترفع مذكرة ضافية للمجلس العسكري الانتقالي، مطالبة بالتخلص من بعض قيادات البنك المركزي، تتهمهم بعرقلة العمل المصرفي وهم يومئذ، حسب تلك الجهة، يحسبون على الدولة العميقة مما يستوجب تصفية وجودهم في هذه المؤسسة المالية الهامة.. و.. و…
4
أينما اتجهت هذه الأيام بوسط مدينة الخرطوم فثمة مسيرة طلابية، يحدث ذلك برغم أن كثيراً من الجامعات لم تفتح أبوابها بعد، ولا أعرف، والحال هذا، إذا افتتحت كل الجامعات أبوابها رسمياً، كيف يكون حجم المواكب التي يمكن أن تخرج في كل الاتجاهات ولأضعف الأسباب، كالمطالبة بـ (رفت أستاذ) في إحدى الكليات!!
5
فضلاً عن مواكب كبيرهم الذي علّمهم ثقافة المواكب والحراك الثوري، أعني تجمع المهنيين، صاحب المسيرات والمواكب الكبرى، فما إن يطوي جدول مواكب أسبوع حتى يضع جداول مواكب أسبوع جديدة، وليس هناك في المقابل من يضع جداول الامتحانات والاستقرار الدراسي وانتظام العملية التعليمية، بل إن تجمع المهنيين يحذر من مغبة إعلان فتح الجامعات واستئناف الدراسة، مما سيكون له أثر سالب على حجم الحراك الثوري!!
6
فمن جهة، هنالك جهات لا تشعر بأي درجة من القلق على مستقبل الطلاب، ولا تقلق من عمليات توقف دولاب العمل وما ينتج عن ذلك من جلب الضرر المباشر للمواطن، ومن جهة أخرى تقلقهم جداً عودة الحياة إلى طبيعتها وحدوث استقرار في كل الأصعدة، ومن الآخر… ماذا تقولون في هذه الجهات التي تواصلت مع القوى الغربية، بألا يُرفع الحصار عن السودان في الوقت الحاضر!!
7
ومن جهة ثالثة، ثمة خيط رفيع بين الحرية والفوضى وأخذ القانون بيد المواكب، أخشى أن يبلغ الحال بأن تسير الموكب للمطالبة بعزل من لا يستلطفونه في الشغل، على أنه ينتمي إلى النظام البائد، أو تكون تصفية حسابات المناصب والوظائف على أسس شخصية لا علاقة لها بأي قواعد أخلاقية وأسس مهنية!!
8
هل نستوعب الدرس قبل أن يبلغ المواطن درجة إحباط الزعيم زين العابدين الهندي، والله لو خطفها كلب… ما أشبه اليوم بالبارحة.. على أن ذلك كان نتاج اشتعال ثقافة المواكب والمسيرات الاحتجاجية، والإضرابات والاضطرابات والفوضى العارمة، على جسد وطن ضعيف منهك لا يحتمل كل هذا الترف الثوري، فهل يا ترى نستفيق قبل أن يداهمنا البيان رقم واحد، ومن ثم نحتاج لثلاثة عقود أخرى باهظة حتى نسترد الحرية التي أضعناها في كل مرة بذات الأسباب القديمة الجديدة.. وليس هذا كل ما هناك..