(1)
أغنية واحدة بقامة ووزن (كلمة) كافية لأن تؤشر على عبقرية المبدع الراحل صلاح بن البادية .. وتلك الأغنية لو لم يغن غيرها سنعترف به فناناً جميلاً له مقدرة أن يبدع ويقدم غناءً مختلفاً ويحتشد بالجمال والتطريب والدهشة اللا متناهية.. ومن كانوا يسألون عن سر التألق الدائم لهذا الفنان الجميل عليهم التوقف في تفاصيل حياته الشخصية والمهنية وتقليب دفاترها جيداً لاستقراء التاريخ وكيفية بناء الشخصية المبدعة من خلال الالتزام الأخلاقي.. فهو كان نموذجا للفنان الملتزم الذي لم تلوث سمعته أي شائبة ولم نسمع عنه ما يشين طيلة فترة وجوده في الوسط الفني أو حياته ككل.
(2)
ولعل ذلك الالتزام والاحترام انعكسا على تجربته الفنية ذات القيمة العالية والألق المستمر الذي لم يفتر مده حتى بعد وفاته.
تأثر الراحل صلاح بن البادية بالجو الصوفي والالتزام الأخلاقي الأسري، لذلك ضجت أغنياته بالجمال والقدرة على اختيار المفردات ذات البعد الوجداني المؤثر وبالنظر لقائمة الأغنيات التي تجمعه مع الشاعر الكبير محمد يوسف موسى نجد أنه كان يتقن اختيار كلماته بقدرات مذهلة ويضع لها الألحان التي تناسبها وتظهرها بمظهرها الحقيقي الذي أراده شاعرها.