في ذكرى الاستقلال والثورة.. وجه شبه
الخرطوم- صلاح مختار
يتزامن الاحتفال بذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م، مع ثورة ديسمبر المجيدة 2018م التي طوت صفحة الـ(30) عاماً، من تاريخ الإنقاذ. ربما دلالة الموقف في نجاح ثورة ديسمبر وتزامنها مع الاستقلال هي كبيرة في نظر الكثير من الثوار الذين يرون أن الثورة مازالت تتحسس خطاها في اتجاه بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تحت شعارات ثورة ديسمبر في الحرية والسلام والعدالة.
ومثلما يرى البعض أن السودان لم يجني حتى الآن ثمار الاستقلال كذلك يرى أن ثورة ديسمبر حتى الآن لم تبلغ مراميها لأسباب كثيرة. وبالتالي هنالك وجه شبه بين الذكرتين.
بين جنسين
يرى الخبير السياسي والأكاديمي د. صلاح الدومة، هنالك شئ من المبالغة عندما نربط الاحتفالين ما بين ثورة ديسمبر والاستقلال لأن الاستقلال من المستعمر بينما ثورة ديسمبر من مواطن سوداني وهي المشكلة . وقال لـ(الصيحة): في النهاية هي من دكتاتور طاغية الأول أجنبي والثاني يحمل الجنسية السودانية.
رب صدفة
ولكن يرى الدومة في دلالات الاحتفال في نفس اليوم بالاستقلال والثورة ويقول رب صدفة خير من ألف وعد, وأحياء المناسبتين ربما يذكرنا بسوء الدكتاتورية والتسلط والاستبداد والطغيان وأيضاً تذكرهم أهمية الحرية والعدالة والمساواة, وثمار النضال إلى أي درجة ثمارها مر وحلو إلى أي درجة. وقال أنا اتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم, عندما عاد جعفر ابن أبي طالب من الحبشة إلى المدينة حدث في نفس اليوم فتح خيبر, فقال أيهما أفرح بفتح خيبر أم بعودة جعفر, أصبح الفرح فرحان.
بحث جارٍ
ولكن الدومة يقول كما ظل البحث عن الاستقلال منذ خرج الإنجليز, أيضاً مازالت ثورة ديسمبر تبحث عن الاستقلال. وقال أنا أوافق هذا الرأي الاستقلال الأول كان من المستعمر الأجنبي والاستقلال الثاني ضد العميل السوداني للاستعمار الأجنبي إذا كان الأول أنكأ وأمر أيضاً الثاني أنكأ وأمر . وأضاف الاستقلال من المستعمر جيد، ولكن الاستقلال من العميل المستعمر الذي يحمل الجنسية السودانية هو الأخطر. وكما يقول المثل السوداني (التركي ولا المتورك). لأنه مصيبة وليس لديه سقف من الإخلال لتحقيق المصالح.
ذكرى الثورة
ويقول الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد محمد الهادي محمود في حوار سابق مع لـ(الصيحة) في البدء أحب أن نحيي الشعب السوداني بالذكرى ثورة ديسمبر المجيدة التي حقق فيها الشعب السوداني انتصاراً كبيراً على النظام الديكتاتوري الغاشم الذي جسم على صدر البلاد ثلاثون عاماً، عجاف قضى فيها على الأخضر واليابس وضاع الكثير من أبناء الوطن الأبرياء بسببه كما فقد أمهات الوطن أبنائهم في الثورة المجيدة نترحم على روح شهدائنا الأبرار الذين هم أكرم منا جميعاً، كذلك يجي الذكرى الاستقلال على البلاد ونحن نعيش ظروف بالغة التعقيد في شتى الجوانب الاقتصادية والصحية والسياسية خاصة التوترات والتعقيدات التى يعيشها المشهد السياسي .
موقف مبدئي
وقال محمود نحن بالحزب الوطني الاتحادي الموحد منذ اليوم الأول لانقلاب الإنقاذ المشؤوم أعلنا معارضتنا له وذلك لموقفنا المبدئي والتاريخي لقياداتنا في الحزب ضد الدكتاتورية والشمولية فكانت الثورة ضد هذا النظام نحن وكل القوى الحيه السياسية والمدنية من الشرفاء من أبناء وبنات الشعب السوداني وهي ثورة تراكمية إلى أن توجت بثورة ديسمبر المجيدة بقيادة شبابنا من الثائرات و الثوار الجيل الراكب راس الذي حقق لنا ولبلادنا هذا الانتصار العظيم وأنا أقول بكل الوضوح والصراحة أنه من أهداف الثورة.
وضوح وصراحة
وأكد محمود بكل الوضوح و الصراحة من أهداف هذا الثورة العظيمة و التي عبر عنها شعارها حرية سلام و عدالة و المدنية خيار الشعب فقد حققنا الحرية التي هي الحق المشروع للإنسان من حيث هو إنسان و حق الشعوب الكريمة التي لاتقبل إلا أن تعيش بحرية وكرامة إنسانية و لكن للأسف الشديد بقية المطالب لم تحقق و نسير فيها ببطئ. وأضاف أن تحقق مطالب الثورة تسير ببطء قاتل ذلك يعود إلى أسباب كثيرة نجملها في الآتي :التركة المثقلة بالهموم والصعاب والحطام الكبير الذي أورثنا له ذلك النظام المباد ودولته العميقة وإضافة إلى الخلافات التي أصابت الحاضنة السياسية الأولى.
أهداف الثورة
وأرجع محمود أسباب تعثر الثورة بعد السقوط تعثرت بعض الخطى نحو تحقيق أهداف الثورة من تحقيق العدالة و القصاص للشهداء وتحقيق العيش الكريم للشعب السوداني الصامد الصابر وعدم اكتمال مشوار السلام مع كل الحركات المسلحة. ولذلك كل المني للسودان أن يحتل مكانه بين الدول بعد الثورة التي نالت إعجاب العالم. وشعبنا السوداني قادر على ذلك وأكثر فقد حقق الإجماع الفريد في نيل الاستقلال فلذا ثقتنا كاملة في شعبنا بهمته العالية بأن يوحد إرادته ويصنع المعجزات.