ياسر زين العابدين المحامي يكتب : بضاعة كاسدة
18ديسمبر 2022
الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء….
المرء يجزي بما كسبت يداه…
الأمنيات ثمرة انطباع ونزوع عاطفي..
الهدف يلزمه عملٌ دؤوب غير منقطع وبعقلٍ واعٍ….
حركات التغيير تمشي خطاويها بتوجُّه فكري واضح..
التجارب السابقة تفتح النوافذ على مصراعيها…
ما يؤدي لمنهج عملي تصوغه الخبرة
التراكمية…
والتجارب تقلل الأخطاء والزيغ…
وفكرة الإمكان التاريخي دائماً تكون حُبلى بالاحتمالات….
تعني ليس كل شيء بالإمكان…
الحركة الإسلامية تجربتها شابها ضلالٌ في فهم التطبيق…
التطبيق يتخلق بالأعمال الصالحة ليكون الفرد قُدوةً….
وبأخذ الكتاب بقوة ليكون العطاء زخماً وفيراً من البركات والخيرات…
كان بالإمكان ارتقاؤها مكاناً عليا…
لو اشتغلت كقوة دعوية حاضرة برجالها وأفكارها…
لو أرادت وجه الله حقاً ما استعجلت في أمرها…
ولاستثمرت في الإنسان لا في الشكل والهياكل…
لم يجمل الحياة السياسية، بل دنّستها بوثنها…
وبدلاً من التقرب لله زلفى ولغت في أخطاء لا ينبغي الوقوع فيها…
الفكر يرتبط بالعمل ليقود للتفاعل مع المُجتمع….
لكن صار واقعها غير فبقيت بشرنقة الانعزال….
ومن يتجرّأ على حرمات الأفراد يطغى
الفرد يتمرّد عند حرمانه حقوقه…..
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا…
وعندما يحدث لا طاعة ولا قربى…
الطاعة مزيجٌ من الرضاء والقناعة…
عند افتقادها فلا طاعة ولا رضاء ولا محبة…
وأمر البشر لا يستقيم إلا ببنائه على فكرة صادقة ومنهج متوازن…
فكرة يلزمها عدالة نفتقدها جداً…
ينبغي إعمالها بصورة مجردة من الهوى والنزق والانتقائية…
لإنزالها لأرض الواقع ثم تثمر…
ولا نخلط بين الغايات والوسائل…
الحركة تلح في أدبياتها على الطاعة العمياء والامرة والانضباط الحركي…
وتلغي العقل تماماً…
تغيب مسارات المبادرات الفرعية والفردية…
تكشط مفردة المرونة في التربية والتوجيهات…
الفتق يصعب على الراتق…
يتبدّى الخلل وعدم الاستيعاب… الفرق بين قُصُور المنهج والتقصير المبدئي…
فتضيع معالم الطريق ما بين الخُطة والأداء…
السياسة استغرقت الحركة من أعلى رأسها لأخمص قدميها…
وقعت بالزلل، هاجرت لما هاجرت إليه لم تهاجر لله…
الهجرة تعني التحرر من شهوات النفس وزيغها…
وركل نعيم الدنيا وغرورها وزيفها…
من هاجر لدنيا لم يهاجر لله…
من هاجر لنساء مثنى وثلاث ورباع هاجر لما هاجر إليه…
من هاجر لعرض الدنيا والسلطة فقد فارق درب الهجرة إلى الله…
هاجرت الحركة للدنيا، غرقت بنعيمها الحرام…
أوغلت بالمحرمات، بالظلم، بالتعسف…
غرق معظم قياداتها في الدنيا للثمالة
خالفوا هدي الشرع وكلام الدين…
ما يتنادون به جهراً أمام الملأ…
يتحدّثون عن الدين اليوم كأنهم حماته…
ويسوقون ذات بضاعتهم الكاسدة
ويجأرون بالشكوى…
يضعونها بأسنة رماحهم ثم يصرخون
لا لدنيا قد عملنا…
هل يصدقهم الشعب بعدما ذاق وبال
أمرهم…
تجريب المجرب للوصول إلى نتيجة
مُغايرة قمة الغباء…