قصة أغنية: حكاية ملام.. الأغنية التي أعادت أحمد الجابري للغناء!!
شاعر عظيم:
الشاعر الصادق الياس اسمٌ قد يغيب على الكثيرين الذين لا يعرفون إبداعه الشعري الذي يتناثر كحبيبات المطر والعطر عند كبار الفنانين، والصادق الياس يكفيه جداً أغنية رسائل التي تغنى بها العبقري الراحل أحمد الجابري وهذه الأغنية بغير صياغتها اللحنية المتفردة تُؤكِّد أن الصادق الياس شاعرٌ بسيط المفردة وعميق المعنى ويستطيع أن يلامس وجدانك ويتوغّل في الأغوار السحيقة.
بعد أغنية رسائل:
ويحكي الصادق الياس (بعد تعاوني مع الراحل أحمد الجابري في رسائل ونجاحها الكبير لا لم أتكاسل وتوالى التعاون ما بيني والراحل احمد الجابري وتغنى لي بأغنية الجريف واللوبيا.. التي عكست من خلالها روعة الجروف وقيماً جميلة اندثرت، بالإضافة إلى أنني أقطن بضاحية الجريف غرب) ، وأخيراً أغنية (حكاية ملام) والتي مازلت احفظ قصتها ولمن لا يعرفها هي أن الفنان الجابري كانت والدته مريضة وكان لديه ارتباط عمل واعتذر لأهل العرس، إلا أنهم أقنعوه بأن يذهب ويُحيي لهم الحفل وذهب معهم وترك والدته المريضة.
وفاة والدة الجابري:
بعد أن جاء من الحفل وجد والدته قد وافتها المنية، فدخل في حزن عميق وأصبح يلقي باللوم على نفسه ووصل به الحزن الى درجة أنه كسر العود الذي يعزف عليه واعتزل الغناء لمدة قدرها سنتين وكنت دائماً ما اذهب اليه واخفف عنه آلامه وكتبت له حكاية ملام وألقيتها عليه ويقول مطلعها:
اخت اللوم على نفسي ولا اتحسر
على عمري ولا ألوم حبي الراح..
وما أن سمعها أجهش بالبكاء، وقال إنه وجد بها الكلام الذي كان يود قوله للناس ولحن الأغنية ووجدت نجاحا كبيرا وتغنى بها في البرنامج الإذاعي صالة العرض.. وحكاية ملام أرجعت الجابري إلى مجده وعرضت علينا شركة حصاد عقد لإنتاج ثلاثة ألبومات، وكان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان يتم التسجيل في مصر وأنا سعيدٌ لأنني التقيت بالجابري في بداياتي الأولى.