(1)
الفكرة تبدو جد مدهشة حينما نتأمل أغنية بجمال (فراش القاش) من حيث كل مكوناتها وتراكيبها .. فهي لحنياً امتازت بخفة ورشاقة (الفراش).. أغنية ذات ألوان طبيعة في جملها الموسيقية.. وهي تأكيد جلي على عبقرية الراحل الجميل زيدان إبراهيم .. سلطان الطرب والتطريب والتنغيم .. وهي واحدة من إشراقات البدايات التي أعلنت عن حضور زيدان كمغني جديد في فضاء الأغنية السودانية.
(2)
أغنية (فراش القاش) هي عنوان عريض على موهبة شاعر عظيم .. شاعر مختلف في كل تفاصيله الكتابية .. شق طريقه بمفردة جزلة وبسيطة .. ولكنها في ذات الوقت عميقة ومحتشدة بالجديد من حيث اللفظ والمعنى .. (فراش القاش) أغنية تستحق الوقفة لأنها كانت أول كتابات الشاعر الكسلاوي (عبدالوهاب هلاوي) .. أغنية أعلنت عن نبوغه المبكِّر في مجال كتابة الشعر الغنائي.
(3)
موهبة عبدالوهاب هلاوي لا يمكنها أن ننسبها للمكان فقط كمكوِّن جمالي.. لأن الفكرة أبعد من تأثير المكان وأبعد من حدود الجغرافيا وتراسيمها وحدودها .. عبدالوهاب هلاوي.. صحيح أنه من كسلا .. جنة الشرق والإشراق .. وهو واحد من مبدعيها العظام .. ناس كجراي وأسحق الحلنقي وغيرهما من العظماء .. هلاوي ينتمي لهم من حيث التكوين .. لكنه انفتح على دنياوات من الجمال والإشراق في مجال الشعر ..وإن حاول البعض أن يحصر في خارطة ضيِّقة .. ولكنها بتقديري خارطة لا تسع وسامة وجمال المفردة الشعرية عند عبدالوهاب هلاوي.