الناطق باسم البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله لـ(الصيحة): مرحلة النقاش انتهت.. وهذا فراق نهائي بيننا وبينهم
– الحرية والتغيير لم تعد الإطار الذي يعبِّر عن الثورة
– أبرز خلافاتنا مع الفرقاء أن أولوياتنا مضطربة بالنسبة لهم
كشف الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله، عن تداعيات خلافاتهم وأسباب خروجهم وانسلاخهم من الحرية والتغيير عقب التوقيع على الاتفاق السياسي الإطاري.
وأكد عدم تلقي حزب البعث اتصالات أو لقاءات جمعتهم بعد الانسلاخ..وأوضح أن آخر لقاء جمعهم كان قبل التوقيع على الإطاري بيومين.
وقال:إن الحرية والتغيير ارتكبت خطأ استراتيجي بالتوقيع على الاتفاق الإطاري وتجاوز أولويات ومطلوبات المرحلة المتمثلة تأسيس جبهة شعبية عريضة تؤسس للانتقال الجديد، الذي رأينا بدايته بإسقاط الانقلاب.
وزاد: رأينا أن أولوياتنا مضطربة بالنسبة لهم..وهذه أبرز نقاط خلافاتنا.
وأكد خلف الله أن حزب البعث أدار حواراً (طويل النفس) مطوَّل مع الفرقاء في التغيير قبل الانسلاخ عنهم..وزاد: الآن بالنسبة للبعث مرحلة الحوار انتهت مع الحرية والتغيير و(هذا فراق بيينا وبينهم) وقلنا لهم إنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء.. ولم تعد (قحت) الإطار الأمثل المعبِّر عن الثورة وتطلعات الشعب… إلى الحوار.
حوار: نجدة بشارة
هنالك مبادرة برئاسة رئيس حزب الأمة القومي برمة ناصر، لإقناع الرافضين للاتفاق الإطاري بعد انسلاخكم من الحرية والتغيير هل تم التواصل معكم في إطار محاولات للإقناع؟
في آخر لقاء لنا معهم في الثالث من ديسمبر، قبل التوقيع على الاتفاق الإطاري بيومين نقلنا لهم رفضنا التوقيع على الإطاري ثم أعلنا لاحقاً انسلاخنا عن الحرية والتغيير .
وقلنالهم: (إن خلافنا معكم لم يكن ثانوياً أو التفاصيل وإنما من حيث المبدأ)، وعلى هذا الأساس أعلنا في بياناتنا أن هذا فراق بيننا وبين تحالف الحرية والتغيير، لأنها لم تعد الإطار الأمثل المعبِّر عن الثورة، وتطلعات الشعب السوداني..واعتقد انتهت بالنسبة لنا مرحلة الحوار والنقاشات..وهذا فراق نهائي “بيننا وبينهم”.
في اعتقادك ماذا كانت ردة فعل الحرية والتغيير بشأن إعلان خروجكم؟
لا أعتقد أن هذه الخطوة مفاجئة بالنسبة وقلنا لهم إنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء .
ماذا بعد انسلاخكم من الحرية والتغيير؟
نحن تجاوزنا مرحلة الحرية والتغيير، لأنها غادرت خط الثورة فيما نتمسَّك نحن بإسقاط الانقلاب، ونعمل -حالياً- على تكوين جبهة شعبية تحالفية واسعة، تنسق وتوحِّد بين مكوِّنات الحراك السلمي والقوى المتمسِّكة بالانتقال الديموقراطي، مع قوى أخرى سياسية واجتماعية، وأحزاب ولجان مقاومة وتشكيلات نقابية ومهنية، حتى تستوعب الراهن السياسي، وقطعنا شوطاً كبيراً في ست ولايات تشمل ولاية الجزيرة وولاية نهر النيل وولاية النيل الأبيض، وساعين لاستكمال الولايات الأخرى وهناك تجارب حيِّة لهذه الجبهة وبذات المستوى فإن المصالحة التي تمت ستعمل على استنهاض قوى شعبية تعمل على تحفيز خطواتها في تشكيل الجبهة الشعبية العريضة في مختلف المدن وبقية الولايات، وهذا تأكيد على أن الثورة متقدة وسوف تزيد اشتعال .
وليس لدينا متسع لخوض معارك جانبية.
ماهي أبرز خلافاتكم مع الحرية والتغيير بشأن الاتفاق الإطاري؟
نحن لم نوقع على مسودة الوثيقة الدستورية، ولكن رؤيتنا بشأنها كانت واضحة بأنها أحد المطلوبات للتأسيس لانتقال جديد يبدأ بإسقاط الانقلاب، على أن تتبناها الجبهة الشعبية الواسعة لاحقاً وتدير بها حوار، والحرية والتغيير رفضت وبالتالي كانت هذه النقطة أحد خلافاتنا مع الفرقاء، لأننا رأينا أن أولوياتنا مضطربة بالنسبة لهم..ونحن ماتزال الأولوية لدينا بناء الجبهة الشعبية الواسعة، ثم تترك لها حق تقرير اعتماد الدستور،البرنامج الانتقالي، وهياكل الانتقال.
ولكن ألا ترى أن الحرية والتغيير لديها ذات المطلوبات..والإطاري فتح باب أمام مشاركة واسعة..شبيهة بالجبهة العريضة التي تتحدث عنها؟
الحرية والتغيير قفزت فوق هذه المطلوبات وتجاوزتها عبر إدارتها للحوار مع المكوِّن العسكري، وهذا اعتبره خطأ استراتيجي استفاد منها البرهان عبر استيعاب إحدى مكوِّنات قوى الثورة، تصالحت معه، وبالتالي فكت طوق العزلة المحلية والدولية حوله وما يؤكد ذلك مضمون خطابه مؤخراً .
ونحن أدرنا حواراً واسعاً “وطويل النفس” مع الفرقاء الرفاق في الحرية والتغيير وبعد خطوة الاتفاق الإطاري المصالحة مع الانقلاب وشرعنته لم تعد الحرية والتغيير الإطار المعبِّر عن الانتفاضة، وفي ذات الوقت لا ينسجم مع أهداف مبادئي، والدور النضالي لحزب البعث العربي الاشتراكي .
لكن ألا ترى أن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد تتطلب الحكمة؟
ما قامت به الحرية والتغيير ارتكبت خطأ استراتيجي وأسميه ضرب جديد من المصالحات تمت مع بعض القوى السياسية وبين الديكتاتورية وشرعنت للانقلاب .
وأرى أن تطوُّر الأحداث وتوقيع الحرية والتغيير على الإطاري يجعلنا نعزز علاقاتنا وصلاتنا مع قوى الثورة .
وبالتالي نحن نضع الأساس النضالي والجماهيري لإخراج البلاد من الأزمة التي أدخلها فيه انقلاب 25 أكتوبر .