17ديسمبر 2022
في الدوحة الفرح المُقيم.. وانتصارات المغاربة تفتح أبواب الغد المُمكن بلا تردُّد
ما أجمل الانتصارات عندما تُزيّن مدائن العرب وبعضها في حُزنها غارقة إلا من إشارة الانتصار منها دوحة العرب
عُدت يا سادتي للدوحة تلك الظهيرة، أشهد يومها الاِحتفاء بها عاصمة للثقافة العربية. وصلتها على عجلٍ، ففي برنامجي المُزدحم تلك الأيام، يوم كُنت أمينًا عامًا للاتحاد العام للفنانين العرب الكثير بين المُدن، وأنا حديث العهد بالتكليف، وعازمٌ على أداء أمانة عشقتها منذ دوري الوفاقي في أيام التأسيس بين دمشق والقاهرة، وعنت الأحباب أحياناً، والقبول، وغيرة، فكنت وسطاً بين كل ذلك. لذاك مرت سنواتي التي اقتربت من عقدين من الزمان في يسر وتعقيد في آنٍ، وأظنها أسهل، لأنها تعقّدت بعدها كثيرًا. وتلك حكاية أخرى.
وقطر الدولة والثقافة الرسمية والمُبدعين فيها من المُؤسِّسين، ساهموا في الفكرة، في اللقاءات الأولى في قاهرة المعز، وانتخبوا أعضاءً في المكتب التنفيذي، وامتدت حواراتنا المُنفتحة يومها على المُمكن لتوسيع أفكار الشراكة الإبداعية بين أهل الفنون العربية عبر هذا الكيان الكبير والجامع. نزلتها والظهيرة تودعها، أخذوني فور وصولي للقاء الأحباب، اطلعت على برنامج الافتتاح لإعلان الدوحة عاصمة للثقافة العربية، كل شيء مُعد باتقانٍ وجودة، مع تقدير الإشارات الأهم، لتواجد ممثلين لمنظمات إقليمية ودولية تعمل في مجالات الفكر والثقافة والعلوم والتربية، كل شيءٍ مرتبٌ، والحضور فيه التنوع المطلوب. وجلسنا لليلة الافتتاح الفخم البديع، وتلك كانت من إشارات ومقدمات لأحداث بعدها أكبر. ومرّت أيام الدوحة عاصمة للثقافة العربية نموذجاً أطيب في التنظيم والإدارة، أسعدني ذاك الحضور لبعض الأنشطة والبرامج، وشهدت نجاعة التنظيم، وكان من بين الحضور ضيفٌ كريمٌ، استاذي وشيخي ملون العصر الفنان إبراهيم الصلحي، وقد عمل لسنوات فيها، ثم عمل فيها معه أو بعده، وكان عطره المستنير في كل أنحاء قاعات الفنون، وأروقة الإعلام، سيدي ومحل ودي الطيب صالح قدّس الله سرَّه. ومن هناك كانت الإشارات الذكية، إنهم قادرون على تنظيم الفعاليات بكل الفرص المُمكنة، كما حدث بعد ذلك بسنوات أيامنا الماضية، والدوحة الجميلة بأهلها تستضيف أكبر حدث رياضي لا أكبر نشاط إنساني.
ثم جئتها مُحكماً في واحدة من أهم مهرجانات الإذاعة المرئية والمسموعة، والدوحة فيها كل شيءٌ، والناس من كل أنحاء الوطن العربي الكبير، والتقيت بالأحباب الفنانين القطريين، كانوا هم الضيوف، وكنا نحنُ أهـــــل الدار.
ثُمّ رجعت إليها أكثر من مرة في شأن الفنون. ثم في بعض تكاليف (اليونسكو).
ولأنها الدوحة كنت الأسعد بالفكرة، إن تنظم دولة عربية واحدة من أهم وأكبر الأنشطة الإنسانية الرياضية، والرياضة في عموم مظاهرها مفتاح الإنسان لعوالم أخيه الإنسان، بها تنحل العُقد، وتجتمع الشروط المكملة للسلام والمحبّة، رغماً عن ما يبدو في ظاهرها الانتصار والهزيمة، ثم تابعت تدابير الترشُّح، وإعداد المطلوبات، وهي كثيرةٌ ومُتعدِّدة، تقنية وفنية واجتماعية وثقافية واقتصادية وهندسية، وهذا هو الأهم. وبين (جنيف) وبعض المدن (السويسرية)، حيث جرت التدابير والإجراءات. كنت يومها في (لوزان) حيث الاتحاد الأكبر في العالم والغني والأقدر، يومها كانت تحيط به الزوابع والإشارات السالبة، وفي مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) زُرت ذاك الصباح مع بعض الأحباب المبنى الأنيق، وكان المتحف عندي هو الأهم، وقفت أمام صورة بهية للراحل الدكتور عبد الحليم محمد، المُؤسِّس والشخصية الأكثر تأثيراً على نشاط كرة القدم إقليميًا ودوليًا، وفرحت ومرافقي يحكي عن (دكتور حليم)، كما نحب أن نقول، وعندها أدركت وبعدها لمّا وقف (بلاتر) الرئيس السابق، يُعلن بأن الفائز بتنظيم كأس العالم 2022 هو دولة قطر، وقفت مع الواقفين وأظنني أطلقت بعض صيحات الفرح، أو لوّحت بعمامتي الخضراء. وتابعت بعدها باهتمام وحرص منعني حتى من السفر. المُتابعة هنا من الخرطوم والبقعة المُباركة أجمل، وعندي أفضل، وأنت في كل يوم في حالة، تشجِّع هذا، وتمشي نحو ذاك الفريق، لكن قلبي تعلّق بفريق المملكة المغربية، على مؤسسيها من السادات الأشراف أفضل الرضاء، هم أحفاد الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات مع التسليم وأهله الأطهار المُكرّمين، من عند السيد بن السيد المؤسس، إلى مولاي محمد السادس أمير المؤمنين بن الحسن الثاني العلوي قدس الله سرَّه، أيامي الماضية أدخل فريق كرة القدم المغربي البهجة والسرور على كل إنسان عربي أفريقي، وكل إنسان محب لكرة القدم، اللعبة الأوسع انتشاراً، جمعوا بذاك الأداء المتميز، كل الناس حولهم، من انتصار إلى آخر، في جمال الأداء، ثُمّ جعلوا لنا كلنا من المُحيط للخليج فرص الفرحة العامرة، لكل مشجع، قالوا إنّ في الممكن مُمكناً، وإن الانتصار دافعٌ للكل، في أكثر أوقات العرب وأفريقيا تعقيداً، نعم، وقد مشوا في طريق الانتصار بقوة وإصرار، تلمح في مختلف التفاصيل ذاك الأداء الجماعي والمُتقن والجيد، وأحالوا البقعة المباركة الى حالة فوز وانتصارات رغم ما فيها.
وتنقلت أيامي الماضية بين قاعات أعرفها في (خرطوم الجن)، وأخرى حديثة قدّمت خدمات راقية جداً لجمهور احتشد للمشاهدة، وتنقّلوا بين الفرق العربية والأفريقية حتى خرجت، ووصل الفريق المغربي الفنان إلى دور الأربعة، ثم ها هو يلعب أخيراً على المركز الرابع والثالث.. وإن شاء الودود مُنتصرٌ.
كنت شاهداً مع الآلاف وسعادة سفير دولة قطر، الصديق محمد إبراهيم تاجر السادة يحتفي بالعيد الوطني للدولة، وكان ملتقىً كبيراً، لم يغب عنه أحدٌ، وفيه إشارة أهم لعمق العلاقات السودانية القطرية، الجميع كانوا في الساحة الكبيرة، وشهد بعضهم جانبا من أجمل المباريات بين (فرنسا) والفريق المغربي الكبير، وتابعت مع العالم حماساً وأداءً رائعاً، أكد أن الاجتهاد يحقق النتائج.
اكتب عنها كرة القدم تزين الدهليز بالفرح، والفرح حالات، أهمّها أن يسع الجميع شراكةً ومحبةً.
نعم تسعدني نجاحات الأشقاء المغاربة، ومن البداية كنت أراهن عليها تحقيق الآمال من عند حُسن التنظيم من عند دولة قطر.
تبقى للناس التصاوير الجميلة والحكايات، ثم حجم الإنجاز في تعظيم شعيرة العمل المُتقن.
قطر الدولة والناس قدّموا تجربة متقنة، مصنوعة بمحبة، فحققت النجاح الأكبر.. وذاك قلم آخر.
التبريكات والتهاني مستمرة للصديق عميد السلك الدبلوماسي بالخرطوم سيدي الشريف سعادة السفير محمد ماء العينين حفظه الرحمن، وهو الحضور الجميل في كل الأوقات.
في البقعة المباركة، جلس أهلي لأيام مع التهليل وصيحات الإعجاب، ثم جمعت لكم تصاوير من جمهور كأس العالم 2022 في إستادات الدوحة الوسيعة، ناس، وناس أجمل وفي الحُسن غير.
سبحان الودود.
وكل عام أو أربعة والفريق المغربي لكرة القدم بطلاً لكأس العالم إن شاء الودود.
أدرك أنني أحسن، أسمع كلمات الطبيب، وأراهن على راحة كبرى، ثم الدعوات.
أمشي نحو سفرٍ بعيدٍ، أقف فيها القاهرة التي أحب وأعشق ليوم وبعض يومٍ.
نعم..
دعواتكم،،،