حميدتي في دار مولانا الميرغني.. ما وراء الزيارة
جمع (الحسن وجعفر) لأول مرة بعد الخلاف الأخير
حميدتي في دار مولانا الميرغني.. ما وراء الزيارة
الخرطوم- الطيب محمد خير
سجل نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم، زيارة إلى مولانا محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل، مرشد الطريقة الختمية، بمقر إقامته ببحري، في حضور كل من: جعفر الميرغني، والحسن الميرغني، وعبد الله المحجوب الميرغني، وأحمد الميرغني، وأحمد سعد عمر.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة، بإسهامات مولانا الميرغني، الوطنية، التي ظل يبذلها في المجالات كافة، مؤكداً أن الميرغني يمثل أحد أبرز الرموز الوطنية، التي قدَّمت تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق الاستقرار للبلاد.
من جانبه تقدَّم مولانا محمد عثمان الميرغني، بالشكر للفريق أول دقلو، على الزيارة التي تمت في إطار حرص قيادة الدولة على التواصل مع المكوِّنات المختلفة في البلاد، وأعرب مولانا الميرغني عن أمله في أن يتحقق الاستقرار للبلاد، من خلال اجتماع السودانيين على كلمة سواء.
اللافت أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة لزعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي مولانا، جمعت لأول مرة نجلي الميرغني جعفر والحسن في مكان واحد، في أعقاب التوترات الموضعية الطفيفة بينهما بسبب الموقف من الاتفاق الإطاري الذي يسانده الحسن الميرغني بينما يعارضه شقيقه الآخر جعفر الميرغني.
وقالت أوساط قريبة ومطلعة داخل الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل لـ(الصيحة) -فضَّلت عدم ذكر اسمها- قالت: إن الزيارة لم تنحصر في الجانب البروتوكولي، بل تخطته لمبادرة لتمهيد وتعبيد الطريق لإزالة أجواء الاحتقان من أجل لمّ الشمل وتحصين الساحة الاتحادية ووضع الاختلافات في إطار الاحترام المتبادل، ما يمكن من معالجتها بالحوار وبالحسنى الأمر الذي أحدث ترحيباً بين القيادات الاتحادية، مضيفة أن هذه المبادرة ليست بعيدة عن أجواء المصالحات التي تأتي ضمن سلسة واحدة متكاملة قادها الفريق حميدتي باعتباره الرجل الثاني في الدولة كواجب وطني في دارفور وشرق السودان، لإقامة جسور التفاهم بين المختلفين التي تهدف لإرساء أسس تقبّل الآخر والتعايش معه في إطار حماية السلم الأهلي بالتأسيس لعلاقات مجتمعية سليمة لا تقوم على منطق الاستقواء أو استخدام السلاح في تصفية الحسابات الفكرية والسياسية، بجانب محاولاته المستمرة لفتح ثغرة في الجدران المسدودة بين المكوِّنات السياسية، التي تصب في خانة المصالحة الوطنية لاستعادة التوازن للساحة السياسية التي أخذت تخطو خطوات متسارعة نحو التوافق بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري، الذي تشكِّل وحدة الحزب الاتحادي أهمية قصوى لنجاحه .
وختمت المصادر أن الزيارة تضمَّنت إشارات ورسائل وضعت إجابات على كثير من التساؤلات التي كانت دائرة في الشارع السياسي والأوساط الاتحادية التي رحبت بوضع حد لما كان دائر حول موقف الحزب الاتحادي من الاتفاق الإطاري.
وقال المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر، لـ(الصيحة): إن الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل على الرغم من ظهور أكثر من كتلة في داخله، لكنه لم يخرج من تحت قيادة السيد مولانا محمد عثمان المرغني.
في قراءته لهذه الزيارة التي جمع فيها أبناء السيد (الحسن وجعفر) على الرغم من اللغط الذي كان دائر حول موقفهما من الاتفاق الإطاري، قال خاطر: هذا يعني أن هناك اهتمام كبير من قبل الفريق حميدتي بضرورة تماسك الحزب الاتحادي الديموقراطي وأن تكون علاقته الداخلية والخارجية واحدة ومتناغمة، وأضاف : بالتأكيد أن أبناء الميرغني كأسرة واحدة استجابوا لمبادرة الفريق حميدتي في إطار توحيد الأسرة والقبول بالاتفاق الإطاري ولا استبعد أن يقدِّم السيد جعفر، نائب رئيس الحزب الاتحادي للحاق بركب الموقعين على الاتفاق الإطاري، وهذا جانب مهم من أغراض الزيارة خاصة بعد أن قرر المجتمع الدولي إنهاء كل أوجه التوتر ومسبباته في السودان وأن يكون مستقرًا فضلاً عن أن السودانيين يتطلعون لأن تشكِّل وحدة الحزب الاتحادي وتأييده صمام أمان لنجاح الفترة الانتقالية والوصول لانتخابات في أجواء سليمة ومعافاة.