الدرامي هارون شلتوت: افتخر بأنني صاحب أول مسرحية تنتج كلياً في النيل الأبيض
قال إن كوستي قدمت الكثير من الدراميين والمسرحيين
الدرامي هارون شلتوت: افتخر بأنني صاحب أول مسرحية تنتج كلياً في النيل الأبيض
هارون محمد مصطفى الشهير بـ(هارون شلتوت) رمز ثقافي معروفٌ في ولاية النيل الأبيض وتحديداً في مدينة كوستي، حيث اشتهر بنشاطه الدرامي الكثيف ومُحاولاته الجادّة من أجل ارتقاء الدراما والمسرح بالمدينة، وهو حالياً يشغل أمين أمانة الولايات بالاتحاد العام للدراميين السودانيين..
ولعلّه صاحب تجربة مُتفرِّدة ومُتقدِّمة حينما قدم مسرحية (جن في ورطة) من تأليفه وإخراجه والتي تُحسب له تاريخياً بأنه أول مبدع غامر بتقديم مسرحية متكاملة الأركان بإنتاج محلي خاص في كل تكويناتها وتفاصيلها..
وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح تستضيف الحوش الوسيع، هارون شلتوت ليحدثنا عن الكثير من الشؤون التي تخص المسرح في عموم ولاية النيل الأبيض.
حوار: سراج الدين مصطفى
أولاً دعنا نقرأ بطاقتك الشخصية؟
هارون محمد مصطفى (شلتوت) من مواليد مدينة كوستي مدير منظمة بحر ابيض للثقافة والفنون، كما أشغل حالياً أمين أمانة الولايات بالاتحاد العام للدراميين السودانيين.. كما أنني ممثل ومخرج ومؤلف درامي، لديّ العديد من الأعمال الدرامية على المستوى الولائي والقومي.
متى بدأت علاقتك بالدراما والمسرح؟
البداية كانت في المرحلة المتوسطة مدرسة القومية كوستي عن طريق الجمعيات الأدبية بعد ذلك الانتساب لفرقة (ندى البراءة) عن طريق الأستاذ فتحي الشريف ود الخياط، الذي استفدت منه كثيراً، وبعد ذلك الأستاذ القاص صديق الحلو الذي ساعدني كثيراً في مجال الكتابة الدرامية عموماً والمسرحية خصوصاً، وبعد ذلك استفدت كثيرا من دراستي على يد الأستاذ الراحل عبد الحكيم الطاهر بمركز شباب بحري وكورسات قصر الشباب والاطفال، وبعد ذلك اسّست مع الأستاذ صلاح اسكندر فرقة سلامات المسرحية التي لديها بصمة بصمة واضحة في الحركة الدرامية بالنيل الأبيض وايضاً أسّست مجموعة النيل للثقافة والفنون ومن ثَمّ تطوّر الأمر ليكون منظمة بحر أبيض للثقافة والفنون وتنمية المجتمع.
ما هي أهمية النشاط المسرحي في المدارس؟
من المعلوم بأن المسرح من الوسائل التعليمية المحببة للأطفال ويقدم المعلومة والترفيه ويمكن يُوظف أكاديمياً لشرح المادة التعليمية بطريقة جاذبة للطالب، وعلى المستوى الشخصي لقد قدمت الكثير من العروض المسرحية للطلاب حتى صرت متخصصاً في مجال المسرح الطلابي في جميع مستويات التعليم من الروضة وحتى الجامعة.
كيف يساهم المسرح في بناء المجتمعات وتطوُّرها؟
الفنون بصفة عامة هي مرآة الشعوب، والمسرح هو أبو الفنون ولقد وظف تاريخياً في معالجة القضايا والمشاكل التي تواجهه المجتمعات بالنسبة لنا هنا في ولاية النيل الأبيض، لقد وظفنا المسرح لمناقشة جميع القضايا والمشاكل التي تُواجه الإنسان في مجالات الصحة والتعليم وحتى المشاكل التي تختص بالنزاعات الزراعية أو الرعوية والتعايش السلمي.
لديك تجربة كبيرة مع المسرح التوعوي في المدارس.. حدثنا عنها؟
قدمت عن طريق فرقتي المسرحية او المنظمة اكثر من عشرين موسماً مسرحياً لطلبة المدارس في جميع انحاء السودان، ولقد اشتغلت على شعارين فقط ولهذه الفترة الشعار الأول (دور التعليم في بناء المجتمعات)، ولقد أردنا من هذا الشعار أن نوصل للطالب والمجتمع أن التطور والتقدم لا يتم إلا عن طريق التعليم، وركّزنا على تعليم الفتيات خصوصاً في الريف، وكانت أعمالنا تحث الطالب والمجتمع للاهتمام بالتعليم، والشعار الثاني (إعادة هيبة المعلم في نظر التلميذ والمجتمع، لقد لاحظنا ان المعلم بدأ يفقد مكانته التاريخية عند تلميذه والمُجتمع من حوله، لذلك سعينا عن طريق المسرح في أن نرسخ لقيمة المعلم وضرورة أن يأخذ مكانة اجتماعية خاصة لأنه بدون احترام المعلم لن تكون هناك عملية تعليمية.
حدِّثنا قليلاً عن تاريخ المسرح في مدينة كوستي؟
عرف المسرح في كوستي من بدايات القرن العشرين بعد دخول السكة حديد وكان مسرح نادي السكة حديد يشهد نشاطاً مسرحياً عن طريق العاملين بالسكة حديد، ولقد استمرّ هذا الحراك المسرحي حتى منتصف السبعينيات وانقطع هذا الحراك، ولكن في بداية الثمانينات بدأ نشاط مسرحي مكثف حتى وصل عدد الفرق المسرحية لأكثر من ثلاثين وكان أشهرها فرق “القمر والإبداع والأضواء وندى البراءة والأفارقة”، ومن اشهر الممثلين في تلك الحقبة مساعد علي سليمان وحسن يوسف (سيد جرسة) ومحمد سليمان ود الداية وصلاح اسكندر وعبد الباقي عبد الرحمن وخالد بابوري وعلاء الدين جومو وحاتم طلب والمرحومة نفيسة بشير وغيرهم كثر ولقد استمر هذا الحراك ليومنا هذا.
ما هي الفرق المسرحية في كوستي؟
الفرق المسجلة كثيرة ولكن الفرق الفاعلة هي فرق سلامات واماسي ونجوم النيل والإبداع واديب وبريق المحبة والنيل.
مسرح كوستي مكانٌ مهمٌ ولكن بلا فعالية واضحة؟
ما نحمد الله عليه كثيراً صار لدينا في مدينة كوستي مسرح بمواصفات عالمية، لكن النشاط المسرحي فيه قليلٌ لأن عملية الإنتاج مكلفة مادياً والوضع الاقتصادي للفرق لا يُساعدها على الإنتاج، والمؤسف الدولة لا تقوم بدورها في هذا المجال وليس لديها اهتمامٌ كبيرٌ بالثقافة، لذلك تلاحظ أن النشاط المسرحي ينحصر في المسرح المدرسي والبرامج التي ترعاها المنظمات العالمية العاملة بمدينة كوستي، ولكن مع ذلك نسعى من اجل ان يكون هناك حراك مسرحي وربنا يهون.
مَن قدمت كوستي من الدراميين والمسرحيين؟
كوستي قدمت الكثير من الدراميين والمسرحيين أبرزهم المرحوم عيسى تيراب وسيد سنوسي وحسن يوسف (سيد جرسة) وعبد الباقي عبد الرحمن (بقة) وحمد يوسف وعادل فرج الله وغيرهم كثر.
حدِّثنا قليلاً عن تجربة مسرحية (جن في ورطة)؟
تجربة مسرحية (جن في ورطة) تجربة عزيزة على نفسي وافتخر بها، يكفي أنها أول مسرحية متكاملة تتنج كلياً في النيل الابيض وتقدم لفترة خمسة أيام متواصلة بمسرح كوستي القومي كأكثر مسرحيه تُعرض في كوستي لأيام متواصلة، وبالرغم المعاناة التي لاقيتها في كتابة وإخراج وإنتاج هذه المسرحية، إلا أنني سعيدٌ بها وسوف تتواصل عروضها إن شاء الله في جميع أنحاء السودان بدايةً من المسرح القومي السوداني وسوف تكون فاتحة لمسرحيات أخرى.
ما هي أهمية وجود فضائية النيل الأبيض في دعم الحراك الثقافي؟
أن تكون للنيل الأبيض قناة فضائية هذا حلم طال انتظارنا له، فالنيل الأبيض بما تملكه من إرث ثقافي تستحق أن تكون لها قناة من زمن بعيد، ولكن كل المسؤولين الذين مروا بالولاية كانوا غير متفهمين لهذا الامر، ولكننا المهتمون بالنشاط الثقافي لن نيأس وسوف نظل نحلم ونسعى من أجل أن تكون لنا قناة فضائية تعكس ثقافة وتراث النيل الأبيض.
ما هي ترتيباتكم للاحتفال باليوم العالمي للمسرح؟
هذا العام ترتيباتنا غير، فبدلاً من أن يكون هناك احتفالٌ باليوم العالمي للمسرح، سوف يكون لدينا لأول مرة مهرجان بحر أبيض المسرحي والذي سوف يبدأ يوم 27 مارس متزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ونسأل الله التوفيق.