ليس هذا المنتظر!!
مضى أبريل أبريلان
والعنزان تنتطحان في أني
سراب أم حجر
عشب طري أم شرر
هذا الخريف
تغير الديكور خلف عباءتين
فصفق الديكور للجمهور واشتعل المطر
وحدي صرحت وكان هزوا أو عنادا
فقلت يا ريح اطفئينا
نارنا ولدت رمادا
ليس هذا المنتظر
….. عبد القادر الكتيابي
* هنالك عدد من الشعارات والمسوغات التي دفعت المواطنين إلى مساندة التغيير، غير أن أهم تلك المسوغات يتمحور حول عمليات التدهور الاقتصادي وتعقيد حياة الموطنين المعيشية، سيما ما يتصل بالأسواق واحتدام وتيرة الأسعار، وفي هذه الحالة المعيشية الضاغطة تتراجع شعارات الحرية إلى شعارات من الدرجة الثانية، فعلى الأقل أن الشرارة الأولى للثورة قد انطلقت من أمام مخبز بمدينة عطبرة، عندما لم يجد طلاب عطبرة الصناعية الثانوية في ذلك الصباح خبز إفطارهم ….
* شهور بأكملها انصرفت دون أن يرى المواطن حتى مجرد معالم في الطريق، تفتأ تعمل على تذليل أمور حياته التي تتفاقم يوماً بعد يوم، فضلاً عن حدوث انخفاض في الأسعار، والخطورة أن يضطر الموطن إلى المقارنة بين الأسعار والأمن والخدمات قبل الثورة وبعدها، ستكون هذه أولى عتبات الإحباط التي يمكن أن تطيح بكل آمال الثورة والتغيير!!
* على أن الأسوأ من الأزمات الاقتصادية، وقد بلغ رطل اللبن عشرين جنيهاً وكيلو الطماطم بلغ جنيهاً على سبيل أسعار المطلوبات اليومية للمواطن، الأسوأ من الأزمات الاقتصادية هو أن القوم، قوم قوى الحرية والتغيير لم يبلغوا بعد مرحلة التفكير في الملف الاقتصادي، حيث لا يزالون في سنة أولى سياسة، ولو أن الفرقاء السياسيين، المدنيين منهم والعسكريين، لو كانوا يتمتعون بدرجة من حساسية قضايا الوطن، لما تركوا البلاد تعيش هذا الفراغ الحكومي المتطاول، ولتجاوزوا كل العقبات لأجل إدراك قضايا الوطن الحقيقية التي عجلت بحدوث التغيير …
* فعلى الأقل أن الأخبار الواردة من أديس أبابا حيث تحاور قوى الحرية نفسها وبعض مكوناتها خارج السودان، تقول تلك الأخبار المحبطة بأنه قد حدث ما كان يخشاه الجميع، بحيث أن القوم بالفعل قد انحرفوا إلى متاهة المحاصصات الحزبية وتوزيع ميراث الثورة قبل أن يجف دم الشهداء، فالآن يحتدم الخلاف حول تقسيم مناصب هي أمل الثورة في المجالس السيادية والوزارة وحتى مجلس النواب المؤجل و… و..
* أعود وأذكر بأن شرارة هذه الثورة قد انطلقت من أمام مخبز صغير بمدينة عطبرة، وهذه وحدها دلالة على أن أس الأزمة هي معاش الناس، القصة المنسية الآن تماماً، فنخشى والحال هذه، أن تثور الجماهير على الثورة نفسها التي انتهت إلى محاصصات حزبية أو في طريقها إلى ذلك، ذلك إن لم ينتبه القوم إلى خطورة أمر تدهور الخدمات وتعذر الضروريات … وليس هذا كل ما هناك