المُحاولة الانقلابية.. التّوقيت الخاطئ
تقرير: صلاح مختار
كَشَفَ القوات المسلحة، عن إحباط مُحاولة انقلابية جديدة قام بها عددٌ من الضباط بالجيش بمُشاركة عددٍ من القيادات المحسوبة على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني.
وقال مَصدرٌ مُطّلعٌ، إنّ المجلس العسكري الانتقالي اعتقل ضباطاً كباراً بالجيش، بتُهمة التخطيط لتنفيذ انقلاب على الحكم. وطبقاً لمصادر واسعة أنّ حملة الاعتقالات شَمَلَت حتى مساء أمس عدداً من القيادات المُنتمية إلى النظام السابق.
وأعلن رئيس الأركان المشتركة المُكَلّف الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، عن إحباط المحاولة الانقلابية، وقال: لقد تابعتم الإعلان عن المحاولة الفاشلة، مُبيِّنَاً أنه بعد مُتَابَعَةٍ ورَصدٍ، تَمّ الكشف عن مُشاركة عَدَدٍ من الضُّباط بالقُوّات المُسلّحة وجهاز الأمن والمخابرات من رُتبٍ رفيعةٍ، بجانب قيادات تَمّ التّحفُّظ عليها والتّحقيق معها، وقال إن المحاولة الفاشلة قام بها قيادات عسكرية محسوبة على النظام البائد بحزب المؤتمر الوطني، وأكد أن المحاولة تهدف الى إجهاض الثورة الشعبية وعودة النظام السابق ممثلةً في المؤتمر الوطني لقطع الطريق أمام الحل السياسي الذي يُؤسِّس للدولة المدنية, وأكد أن القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات ستظل يقظةً ولن تتهاون في حماية البلاد والثورة.
تحرك مبكر
مَصدرٌ مُطلعٌ، أفصح لـ(الصيحة) أنّ الأجهزة الأمنية رصدت وجود تحرك منذ وقت مبكر من بعض الضباط مع اتّصالات بقيادات سياسية للنظام السابق وتنسيق بالداخل والخارج، وقال إنّ الضُّباط المُعتقلين تَحَرّكُوا في وَقتٍ مُتأخِّرٍ من مساء الثلاثاء لتنفيذ المُخَطّط، بيد أنّهم اُعتقلوا قبل ساعة الصفر.
قيادات رفيعة
ورغم أنّ الجهات الرسمية لم تكشف عن كل الأسماء المُتورِّطة والمُشاركة في المُحاولة، إلا أنّ حَملَة الاعتقالات طَالَت عدداً من القيادات العسكرية ومن الضباط، وُصفت بـ(رفيعي المُستوى)، غير أنّ تسريبات كشفت عن أسماء مُحَدّدة، حيث أوردت وسائل التراسُل الاجتماعي أنّ حملة الاعتقالات طالت رئيس الأركان المشتركة الفريق أول هاشم عبد المطلب، وقائد سلاح المدرعات اللواء نصر الدين عبد الفتاح، وقائد المنطقة المركزية التي تَقع فِي مُحيطها مقر قِيَادَة الجيش، اللواء بحر الدين أحمد بحر، إضافة إلى اللواء عبد العظيم قائد الدفاع الشعبي حيث يتم التحقيق معهم.
اعتقال المدنيين
ونقل عدد من المَواقع الإلكترونية أنّ المجلس العسكري اِعتقل وزير الخارجية السابق علي كرتي، والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، فيما أكّدت مَصادر أُخرى أنّ البَحث جَارٍ عن أسامة عبد الله القيادي بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، بجانب عددٍ من القيادات تُحَدِّدَها مَجرى التّحقيق.
حركة تنقلات
وتحصلت وكالة (الأناضول) على وثيقة تشير إلى حركة تنقلات واسعة بين الرُّتب السامية في الجيش، وحملت الوثيقة الصادرة بتاريخ الثلاثاء أمراً بالتّحرُّك لعشرة ضباط برتبة لواء للتنقل بين الإدارات العسكرية المُختلفة.
اعتقالات صحيحة
وأكّد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء يونس محمود لـ(الصيحة)، صحة الاعتقالات التي طَالت القيادات العسكرية، رغم أنّه شَكّك في خلفية الأسباب التي أدّت بهؤلاء إلى ارتكاب عملية الانقلاب، وقال انّ كل الأسماء التي وردت عن الاعتقالات صَحِيحَة وتَمّ التّحفُّظ عليهم، وقال إنّ الاعتقالات تمّت على خلفية معلومات أكيدة وقيمة، وأضاف بالقول: (لا يُمكن اعتقال رئيس الأركان الجيش بهذه السهولة)، موضحاً: (مافي قيادي بالجيش يقوم بانقلاب في هذه الظروف إلا إذا كانت هنالك أسباب قوية لذلك)، بيد أنه قال: لا يُمكن أن نكذب المجلس العسكري على خلفية الاعتقالات التي طالت (جنرالات) الجيش، ورأى أنه ليس هناك عاقلٌ في هذه الظروف يقوم بمُحاولة انقلاب.
تأثيرات الانقلاب
وتَوقّع محمود أن يكون خلف المُحاولة والاعتقالات تأثيرها على المُستوى السياسي وعلى الجيش، وقال إنها مُؤشِّرات للدولة المُستقرة سياسياً وأمنياً، وأوضح أنه عندما تحصل مثل هذه المُحاولات تصبح خصماً على استقرار البلاد، مثل ما حدث في تركيا من مُحاولة انقلابية إقليمية ودولية لإزاحة النظام هناك لخدمة أجنداتها.
محاولات بائدة
وكان المجلس العسكري الانتقالي أعلن في 12 يوليو إحباط مُحاولة انقلاب فاشلة بالبلاد والتحفُّظ على قائدها، وضبط على إثرها (7) ضباط في الخدمة و(5) آخرين مُتقاعدين، و(4) ضباط صف، بينهم قائد مُحاولة الانقلاب.
وأعلن المتحدث باسم المجلس شمس الدين الكباشي، إفشال محاولتي انقلاب، شارك فيها عددٌ من الضباط والمتقاعدين ومجموعات سياسية، فيما ذكر شمس الدين الكباشي مايو الماضي في مؤتمر صحفي، أنّهم أفشلوا مُحاولتين انقلابيتين على الحكم دُون أن يقدم تفاصيل إضافية.
الفريق هاشم
رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب من ضباط سلاح المدرعات، وهو خريج مدرستها وعمل عقب تخرجه كذلك في جميع مناطق وولايات السودان باعتباره ضابط مدرعات، وترفّع في الرتب العسكرية إلى أن تَقَلّدَ منصب رئيس هيئة العمليات المُشتركة، ثم تقلد بعدها منصب المُفتش العام للقوات المُسلحة، وفي عهد رئيس الأركان المُشتركة السابق الفريق أول ركن د. كمال عبد المعروف، تَقَلّدَ هاشم نائباً لرئيس الأركان ثُمّ رئيساً لها.
اللواء عبد العظيم
ويعتبر قائد الدفاع الشعبي اللواء عبد العظيم من القلائل الذين عملوا طيلة فترة وجودهم بالجيش خارج الخرطوم حتى وصوله إلى الرتبة الرفيعة، وقبل الانفصال عمل قائداً لحامية بحر الغزال ثم بالفرقة (22) مشاة في بابنوسة، كذلك عمل في وحدات شندي وهو خريج الكلية الحربية ضابط مشاة، ثم انتقل إلى لواء الإدارة والدفاع بالقيادة العامة قائداً لها.. وعمل عبد العظيم في شركة ساطع للنقل إحدى استثمارات القوات المسلحة ثُمّ قائداً لقوات الدفاع الشعبي.