الذين يُطالبون بخروج أو إخراج قوات الدعم السريع “قدس” من العاصمة الخرطوم ومن حواضر الولايات المختلفة، ربما يغفلون أو يجهلون حجم المخاطر الكبيرة والمُهدّدات المحيطة بالبلاد والعباد، وما لعبته وتلعبه قوات الدعم السريع، وما قدمته وتُقدِّمه من تضحيات في سبيل أمن الوطن وسلامته واستقراره وفي سبيل تأمين المواطنين وممتلكاتهم ومصالحهم فضلاً عن دورها الفعال في إنجاح الثورة وصوْن الأرواح والممتلكات وبث الطمأنينة العامة .
فئة أخرى، تُدرك تماماً حجم ودور وتأثير قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية والقابلة، لكنها فئة منحبسة في رؤية سياسية ضيقة ترتكز على أن “قدس” عقبة كؤود و”عَضُم ناشف” في حلق تلك الفئة وما تخطط له ! وبالتالي لابد عندهم من استهدافها ! وهو ذات موقف فئة ثالثة تحركها موجة عاطفية ترتكز مواقفها على أخطاء وتجاوزات فردية لا تصلح بالتأكيد لتكون أساساً لحكمٍ عام على قوات لعبت دوراً وطنياً عظيماً في تأمين دارفور الكبرى وغيرها .
البعضُ منزعجٌ من انتشار آليات وأفراد “قدس” على الطرق والجسور والمؤسسات والمفاصل ويدعو لخفض ذلك الحضور اللافت، وذلك مطلب مشروع يستحق النقاش والتقييم واتخاذ قرار بشأنه في الوقت المناسب، لكن وجود قوات الدعم السريع وانتشارها بالعاصمة – حتى لو اختلف شكل الانتشار – لهو أمر مهم جداً، خاصة وأن المهددات الداخلية والمخاطر الخارجية متوقع تزايدها في ظل حالة السيولة الأمنية والصراعات السياسية.
يلزمنا جميعاً الانتباه وتغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن المماحكات السياسية، علينا تقييم الأشياء بعقل ومنطق وحساب حتى لا ننساق ونسوق غيرنا – من حيث ندري أو لا ندري – نحو مُنزلق قد يضرُّ بنا وببلادنا ضرراً بالغاً، المهددات الداخلية المحتملة كثيرة وخطيرة وغير مستبعدة أبداً، لذا فإن الوعي مطلوب والتصرف المسؤول مطلوب، قوات الدعم السريع قوات وطنية ضاربة، واستهدافها وتشويه سمعتها والتحشيد ضدها من الأخطاء الغبية القاتلة.
غير بعيد عن النص : ثلاث رسائل وصلت لبريد “عسل مختوم”.. الأولى من القارئ حسن عبد الغني 0912394421 ويقول فيها : “شباب منتشرون في الطرقات يصطلون بالشمس، هل يُقارنون بالجالسين تحت المكيفات طوال اليوم يُنظِّرون؟ الدعم السريع وأمن البلاد مثل الخيمة والأوتاد.. الخيمة “البدون أوتاد بشيلا الهواء” .. هم يقظون ونحن في بيوتنا نائمون.. هل نتساوى؟! مَن له عقل يميز ” .
أما الثانية فمن صاحب الرقم 0915235011 وجاء فيها : “أنا ثوري ولكن أطالب ببقاء قوات الدعم السريع حتى لا نَهدِم ما بنيناه بسواعدنا”.
الرسالة الثالثة من صاحب الرقم 0912916644 وقال فيها : “كنتُ من الذين يتوجسون ويتخوفون من قوات الدعم السريع، لكن في ظل البلبلة والتدخلات واختلاط الأصدقاء والأعداء فإن انتشار تلك القوات مما يطمئننا، من يهاجمون قوات الدعم السريع ويقللون من شأنها ما هم إلا لسان قوى خارجية لا تريد لبلادنا الخير والاستقرار والنهضة”.
إشارة : ربما نكتبُ الأيام القادمة عن (9+9) .. ما البعيد ؟!
اللهم أحفظنا من أخطاء أنفسنا وجنِّبنا كيد أعدائنا