تطورات في قضية مقتل العميد بريمة.. تحريك إجراءات وقرار بنقل “توباك”
الخرطوم- محمد موسى
أمرت المحكمة أمس، بتحريك إجراءات قانونية في مواجهة مدير السجن القومي كوبر اللواء الطيب عمر أحمد الأمين، وذلك لعدم انصياعه لأوامر المحكمة المتعلقة بنقل المتهم الأول محمد آدم (توباك)، للحبس رفقة زملائه بالزنازين الشرقية بدلاً عن الغربية.
ويواجه المتهمين محمد آدم يعقوب (توباك) أحمد الفاتح (الننة)، ومحمد الفاتح (ترهاقا)، ومصعب الشريف، وطبيبة ثلاثينية الاتهام بقتل العميد شرطة علي بريمة، طعناً بآلة حادة (سكين) إبان تظاهرات اندلعت بشارع القصر في يناير للعام 2022م.
تحريك إجراءات وتوجيهات
وقرَّرت المحكمة برئاسة القاضي زهير بابكر عبد الرازق، تحريك إجراءات قانونية في مواجهة مدير سجن كوبر تحت طائلة نص المادة (90) من القانون الجنائي لسنة 1991م التي تتعلق بالموظف العام الذي يسيئ استعمال سلطة الإحالة للمحكمة أو الاعتقال،وقررت المحكمة مخاطبة النيابة المختصة بصورة من قرارها لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وذلك لعدم تنفيذ مدير سجن كوبر أوامر المحكمة بنقل توباك للحبس مع زملائه، إضافة إلى تقييده المتهم بالأصفاد إبان إحضاره للمحكمة في الجلسة السابقة، وعند استفسار منسوبي الشرطة أفادوا بنسيان مفتاح الأصفاد بالسجن، وذلك بالرغم من معاناته من علة مرضية، وشدَّدت المحكمة على أنها سبق وأن وجهت سلطات السجن القومي كوبر بعدم إحضار أي متهم أمامها مقيداً مع إفادتها بأسباب إحضار المتهم (توباك) أمامها وهو مقيداً في الجلسة السابقة وعدم تنفيذ أوامرها حول ذلك مع إفادتها بخطاب حول ذلك قبل موعد انعقاد جلسة الأمس – إلا أن إدارة السجن أغفلت تلك التوجيهات بالرغم من استلامها أصل خطاب المحكمة بتاريخ 6/12/2022م الأمر الذي يضعها تحت طائلة القانون ومخالفة أوامر المحكمة، وأكدت المحكمة بأنها لا تطمئن لوجود المتهم الأول محمد آدم (توباك)، بسجن كوبر القومي – لا سيما وأنها سبق وأن خاطبت سجن كوبر بتاريخ 14/11/2022م بنقل توباك، للحبس بالزنازين الشرقية رفقة زملائه المتهمين معه في القضية وذلك تنفيذاً لمبدأ العدالة الذي يقتضي حبس المتهمين في حراسة واحدة.
نقل توباك
في ذات السياق قرَّرت المحكمة نقل المتهم الأول محمد آدم توباك، من سجن كوبر دون تحديدها للسجن الذي سيتم نقله له.
وأوضحت المحكمة إلى أن خطاب سجن كوبر أفاد بأن الوقائع التي أدت إلى تقييد المتهم بالأصفاد عقب دخوله في عراك مع أحد المنتظرين بسبب (جردل حمام يخص منتظر آخر) خارج زنزانته، إضافة إلى تهديده للقوة العاملة بالسجن لحظة تقديمه لإدارة القسم الداخلي قبل دقائق معدودة من إجراءات نقله للمحكمة الأسبوع الماضي، ونبَّه الخطاب إلى أن سلطات السجن بالرغم من ذلك لم تتخذ إجراءات ضد توباك، رغماً عن فعله المشين بحسب الخطاب، وكشفت سلطات السجن عن تشكيلها لجنة لتحقيق حول تقييد المتهم توباك بالأصفاد إبان إحضاره أمام المحكمة في الجلسة الماضية، وشدَّد سجن كوبر في خطابه للمحكمة بأن وضع الأصفاد على المنتظرين لا يعتبر جزاءً وإنما إجراء قانوني وتدبير احترازي خشية هروب النزيل أو الحاق الأذى بنفسه أو غيره وفقاً لما نصت عليه المادة (65/2) من لائحة تنظيم العمل بالسجون ومعاملة النزلاء، وأشارت سلطات سجن كوبر إلى المحكمة بأن وضع المتهمين في الدعوى الجنائية داخل زنزانة واحدة أمر متروك لإدارة السجن التي تدخله بمنحى إداري وتعرضه للتطبيق وتوزيع النزلاء وذلك وفقاً لقانون تنظيم السجون وقانون معاملة النزلاء للعام 2010م، إضافة إلى العديد من الجوانب التي تستصحبها سلطات السجون في توزيع المتهمين من بينها نوع الجريمة، ومهدِّداتها الأمنية.
تأخير وأمر مقصود
وقالت المحكمة بأنها ومن خلال اطلاعها على خطاب السجن القومي كوبر اتضح لها بأن الخطاب صادر بتاريخ 7/12/2022م الأمر الذي يعني تأخيره ووصوله للمحكمة بعد انعقاد جلسة المحاكمة وإصدار المحكمة قرار حول الوقائع هو أمر مقصود.
تمثيل متهمين للجريمة
في ذات السياق مثل أمام المحكمة المتحري الثاني عقيد شرطة حامد شاندينا، وأفاد بأنه وبتاريخ 24/1/2022م قام المتهمين الأول محمد آدم توباك، والمتهم الثاني أحمد الفاتح (الننة) بتمثيلهما جريمة قتل العميد شرطة علي بريمة، وقدَّم المتحري أسطوانة (سي دي) تم تصويرها بواسطة الأدلة الجنائية تحتوي تمثيل المتهمين لجريمة قتل العميد المجني عليه أرجأت المحكمة قبولها لحين عرضها على الحضور بقاعتها.
طعن توباك للعميد
في ذات الوقت كشف المتحري للمحكمة عن طعن المتهم الأول توباك للعميد في الجهة اليسرى أسفل ظهره بالسكين أداة الجريمة مما تسبب في تهتك الرئة للشهيد علي بريمة، كما كشف المتحري عن تسديد المتهم الثاني أحمد الفاتح (الننة) طعنه للمجني عليه بريمة في العضد الأيسر، ولفت المتحري إلى أن المتهم الرابع مصعب الشريف قام بتسليم السكين للمتهم الأول توباك عقب تسديده طعنة بها للعميد بريمة، وكشف المتحري للمحكمة عن وجود اتصالات بين المتهمة الخامسة الطبيبة والمتهم الأول توباك في ليلة ارتكاب الجريمة، إضافة إلى تسليمها لـ(توباك) مبلغ (50) ألف جنيه، سوداني، واستئجارها شقة للمتهمين، وأوضح المتحري خلال استجوابه بواسطة ممثل الاتهام عن الحق العام بأن جميع المتهمين في القضية تم القبض عليهم بواسطة شعبة مباحث وسط الخرطوم بمناطق مختلفة من الولاية وذلك عقب توفر معلومات من مصادر تفيد بوجدهم فيها، وأكد المتحري في إفاداته للمحكمة بأن جميع المتهمين باستثناء المتهم الخامس فور إلقاء القبض عليهم تم إخضاعهم للتحريات استجوابهم على ذمة القضية، مشدِّداً على أن جميع المتهمين في يوم الحادثة كانوا موجودين بمسرح الحادث للمشاركة في تظاهرات انطلقت حوالي الساعة الثانية والنصف ظهراً، ولفت المتحري إلى أن العميد علي بريمة وفي يوم الحادثة حضر باكراً إلى مباني هيئة العمليات ومنها طاف على جميع ارتكازات قوات الشرطة بشارع (القصر، والجمهورية، وجوار مباني إزالة التمكين، وبري، ومعمل استاك) منبِّهاً إلى أن الشهيد علي بريمة بعدها غادر المكان لأداء واجب العزاء لأحد الضباط في وفاة والدته قبل أن يعود لارتكاز قوات الشرطة جوار عمارة الذهب، منبِّهاً إلى أن المجني عليه وأثناء وجوده جوار عمارة الذهب نبأ إلى علمه بوجود اشتباكات بين المتظاهرين ليتحرَّك إلى هنالك فوراً وأثناء وجوده برفقة القوات هنالك انسحبت شمالاً بشارع القصر وأثناء محاولة الانسحاب هرباً برفقة القوة تم تسديد طعنات له بواسطة المتهمين الأول والثاني.
اعترافات قضائية
وفي ذات السياق كشف المتحري الثاني للمحكمة عن تدوين المتهمين توباك والننة لإعترافات قضائية أقروا خلالها بطعنهما للعميد بريمة في يوم الحادثة.
توصية المتحري
وقال المتحري إنه أوصى بتوجيه تهماً للمتهمين محمد آدم توباك، وأحمد الفاتح (الننة) ومحمد الفاتح (ترهاقا) تحت طائلة نص المادتين (21) الاشتراك الجنائي و(130) القتل العمد وذلك من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م.