لا يَتحدّث كثيراً ولكنه يُغامر: سيد جرسة.. أو النجم حسن يوسف حمد
كتب: السر السيد
(1)
يمشي حسن يوسف حمد مشيته الهادئة الواثقة محدقاً في البعيد، يرمي بجسده النحيل وروحه المضيئة الوثابة في عشقه الأبدي – فن التمثيل -، لا يتحدث كثيرا ولكنه يغامر… يفعل.. يخرج من حكاية ليدخل في حكاية جديدة.. تقول سيرته الشخصية انه من مواليد 21 فبراير 1963 في مدينة كوستي وهو ممثل محترف ومخرج وكاتب درامي.. بدأ مسيرته الفنية ممثلا في العام 1983م مع فرقة النهضة المسرحية، تلك الفرقة التي رفدت المسرح بأسماء مهمة كالكاتب خليفة حسن بله والمخرج مجدي مكي وقد أسّسها الكاتب والمخرج أحمد رضا دهيب عام 1982 ثم تحولت عام 1992 الى فرقة هزار المسرحية. بعدها انضم الى فرقة نمارق المسرحية وتواصلت مسيرته إلى الآن ممثلاً محترفاً ومقدماً لكل أنواع الدراما، مع تركيز خاص على المسرح، حيث قدم أعماله المسرحية في كل ولايات السودان بمُدنها وقُراها.
(2)
كتبت عن سيد جرسة لأنه يتوفر على تجربة تجيب على أكثر أسئلة المسرح والمسرحيين تعقيداً ونعني سؤال الالتزام وسؤال الجمهور وسؤال التمويل وسؤال المسرح كمهنة ومورد اقتصادي.. وحسن يوسف حمد الشهير بسيد جرسة اغتنت تجربته وتنوّعت على مستوى الأدوار التي قدمها في الكوميديا و”الدراما”، بدأ من شخصيته التلفزيونية التي صارت له اسماً واصبح يُعرف بها وهي شخصية (سيد جرسة) والتي صور فيها حالات مختلفة في قالب كوميدي لشخص يجد صعوبة في مكابدة متاعب الصوم لدرجة الهلع والجرسة، مروراً بشخصيته في مسلسل “آخر قطار” والتي لعب فيها دور الجاسوس الذي يخون وطنه لمصلحة الإنجليز، وشخصيته في مسلسل “التصفية” كرجل مخدرات، وشخصيته كشرطي في مسلسل “وضاعت الشواطئ”، وشخصيته في فيلم “ودارت الأيام” والتي لعب فيها دور ميكانيكي تتركه خطيبته بضغوط من والدتها لتتزوج من سمسار يضارب في العملة.
(3)
وغير هذا من الشخصيات المتنوعة والتي بعضها يتّسم بالكثير من التعقيدات أو ما يعرف بالشخصيات المركبة كشخصياته في مسلسل “أقمار الضواحي” ومسلسل “الشيمة” ومسلسل “طائر الشفق الغريب”، يُضاف لهذا، شخصياته المسرحية العديدة والمتنوعة كما في مسرحيات “الناس العملوا قروش” و”رجال آخر زمن” و”بدور الساب” وغيرها.
إن الممثل حسن يوسف وعبر هذا الكم من الشخصيات الكثيرة والمتنوعة، ينهض في أدائه التمثيلي على قدر كبير من التلقائية والبساطة في الأداء، مديراً وبشكل خلاق لهذه الاختلافات بين الشخصيات والتي تجمع بين “الشرير” و”الطيب”، بين “البسيط” و”المركب”، والأهم من كل هذا، مقدرته الفائقة في الاستحواذ على المشاهدين والمشاهدات، الأمر الذي أتاح له الدخول إلى عالم النجومية من أوسع الأبواب.
(4)
سيد جرسة وبلا جدال واحد من أهم نجومنا الكبار.. في ذات سياق التنوع نشير الى انه عمل ممثلا في اعمال ثلة من كتابنا ومخرجينا الكبار في المسرح والتلفزيون، فقد عمل على سبيل المثال ممثلا في المسرح في أعمال الكُتّاب بدر الدين هاشم والطاهر شبيكة ومحمد شريف علي وعبد اللطيف الرشيد وذو الفقار حسن عدلان ومحمد محيي الدين وعادل محمد خير، ومن الأجيال الجديدة احمد عجيب، ومع المخرجين في المسرح عمل مع المخرج الكبير مكي سنادة والمخرج عثمان قمر الأنبياء والمخرج جهاد عبد المجيد والمخرج أحمد رضا دهيب والمخرج أسامة سالم، أما في التلفزيون فقد عمل ممثلاً في اعمال الكُتّاب هاشم صديق وعبد الناصر الطائف والفاتح البدوي وجعفر سعيد واحمد رضا دهيب، ومع مخرجي التلفزيون عمل مع المخرج الكبير فاروق سليمان والمخرج الفاتح البدوي والمخرج قاسم أبو زيد والمخرج مجدي مكي والمخرج حسن كدسة والمخرجة سلوى درويش.. لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن الفنان حسن يوسف له تجارب في الإخراج والإنتاج، فقد أنتج مسرحيتي “سماسرة خمسة نجوم” و”رجال آخر زمن”.
(5)
يحمد للفنان حسن يوسف أنه ظل يعمل في صمت، وأنه كان ولا يزال متحرراً من أي ادعاءات زائفة، فمسيرته محمية بعشقه الأبدي لفن المسرح، ذلك العشق الذي جعله يمثل كل تلك الشخصيات وجعله يجوب الكثير من مدن وقرى السودان مُغامراً بجسده وروحه ووقته وماله مثل ما فعل سلفه الفنان القدير أستاذنا الفاضل سعيد.. وأنا أكتب عن الفنان حسن يوسف حمد الشهير بـ”سيد جرسة” احتفاءً بالفرادة والمثابرة والإيمان بدور المسرح/ الدراما، والعمل على نشرها رغبةً في توزيع المعرفة والمُتعة لكل المُواطنين.