الفاتح كرمي يكتب: (قوس الحضرة.. في محراب الغناء والموسيقى)
تأملات
الفاتح كرمي
(قوس الحضرة.. في محراب الغناء والموسيقى)
لو أتينا لمحاكاة الفنون عموماً وبخصوصية فن الغناء والموسيقى لوجدنا أن للفن رسالة دعوية تتسم بالإنسانية السمحاء.
فمائدة الفنون دسمة بجميع (المكملات الغذائية) الضرورية للحياة والروح وبالنظر للحياة وإيقاعها المتناغم لوجدنا أن الحياة عبارة عن لحن نوتاته الأخلاق الإنسانية وتنمية الروح بكل ما هو جميل.
فقط علينا أن نتمعن ونعي ما ينتظم بداخل المثلث الأضلاع وزواياه المتقابلة القصيدة،، اللحن،، الأداء وزواياه الشاعر،،الملحن،،المغنى فالقصيدة عصب الحياة بإرشادها وإشاراتها لنا
واللحن هو رحيق وشهد حلو الطعم جميل المذاق.
والمغني هو الطاهي المضياف وصاحب الدعوة للتناول ولأمثل على ذلك في أمثله مصغره :-
لو أعيش زول ليه قيمه أسعد الناس بوجودي .. لنرى ما بها من دعوة للفضائل والتراحم ونكران الذات والتعاطف
زي نضارة غصن طيب كل يوم يخضر عودي،،، إلى أن يصل وأبقى شجرة ظليلة وارفة تحتي ناس نايمين غلابة.. ولو أعلم طفل يافع لسه ما عرف الكتابة
ذاك قاسم الحاج (حرفاً) ويوسف حسن الصديق (لحناً) وعبد العزيز العميري (غناءً)
وخاف من الله على قلبي..إسماعيل حسن (حرفاً).. محمد وردي (لحناً وغناءً)
وأنت يا الصابر وعند الله جزاك.
قول قول صباح الخير وأبدأ يومك بالتحية ،،،
ولقمة العيش الهنية تبدأ بي كسب الحلال ،،
محمود تاور (غناءً).. (العمل ده رسالة سامية ليها دلالة) لأحمد شاويش لحناً وغناءً.
لو تمعَّنا في سياق تلك الحروف لوجدنا فعلاً أن الحياة ما هي إلا لحن متناسق لكلٍ منا دور فيه لو تم أداؤه بأريحية المغني (المؤدي) للأغنية لاكتملت سعادة الجميع.
كم هائل من الأغنيات تحمل في حروفها وطياتها شفاءً للنفس وعشق للحياة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعيشها.. حتى الغناء للوطن في شخصية المحبوبة ابتداءً من عازة في هواك.
وبطبع الإنسان نفسه عاشق للحركة بجمال انتظامها..وإيقاع الإنسان الداخلي منذ بواكير الطفولة يعشق الإرشاد والتوعية بالتراكيب اللحنية.
فليتجمَّل قوس قُزح الحضرة في مجمل ظهوره بألوان طيف الغناء والموسيقى، فهو داعياً للتفاؤل وتنمية الروح بجمال الإنسانية.. فللفن ألق.. وفضيلة.. وهو الحياة.