طرائف الوسط الفني: حينما قال خليل للموصلي (خليني بغني بي ترابي ده)

(1)

في زمان ما ليس ببعيد .. كانت الساحة الفنية ذات نقاء خاص وذلك النقاء كان سبباً في إنتاج الكثير من الأعمال الإبداعية .. ولعل الوسط الغنائي تحديداً كان يتسم بعلاقات حميمة وروابط اجتماعية كانت سبباً في أن تكون الأغنية السودانية راسخة وذات جذور تغوص في باطن أرض الإبداع .. وتلك النفوس الراضية والمُطمئنة كانت هي ذات سببها في إنتاج بديهي لبعض الطرائف واللطائف وبعض المواقف الطريفة.

(2)

المواقف بالطبع كثيرة لا تُحصى ولا تُعد .. واليوم نتوقّف في بعض المواقف التي حكاها الموسيقار الكبير يوسف الموصلي .. وكانت تحديداً مع الفنان الراحل خليل إسماعيل وهو كان بغير عذوبة صوته وجمال أغنياته كان معروفاً بأنه شخصية ساخرة وصاحب بديهة حاضرة تصنع النكتة من أبسط المواقف.

(3)

ويحكي الموصلي، من طرائف الراحل خليل اسماعيل معي، أذكر أنني دعوته للغناء ومعه بعض الزملاء المغنين في مناسبة خاصة وكانت وصلته الأخيرة ولكن قبلها مباشرةً قامت (كتاحة).. فلما توقّفت قلت له (تخش الحمام) ونجيب ليك (بشكير) فرفض وقال لي (بغني بي ترابي ده.. هسع الناس القاعدين ديل كلهم في زول فيهم مشى استحمّ).. فتركته يغني ولما غنّى قامت كتاحة من رقيص الجمهور بشقيه.