ياسر عرمان في إفادات الراهن على الـ(الواتس اب):
السودان الآن يعيش أوضاعاً مُعقّدة غير مسبوقة
المرحلة الانتقالية لن يستقيم أمرها ما لم تُحَل قضية الحرب
لن أكون في أي جهاز تنفيذي في الفترة الانتقالية أو غيرها
لو أردنا السلطة لشربنا القهوة في الخرطوم منذ زمن بعيد
لا ضير في ذهاب أي عضو من المجلس العسكري ليُكوّن حزباً سياسياً
المجلس العسكري ليست له حاضنة أو قاعدة شعبية
مجيء الجبهة الثورية إلى أديس انتصار لوحدة قوى الحرية والتغيير
يجب عدم الاستهانة بتضحيات الآخرين مهما اختلفنا معهم
بدون الحركات لن يتم إيجاد مدخل جدي لإصلاح الترتيبات الأمنية
لا أريد لعب أي دور في مجلسي (السيادي) و(الوزراء)
رصد: الصيحة
في رده على سؤال حول ما يجري من تفاوض بالعاصمة الأثيوبية حالياً بين قوى الحرية والتغيير، والجبهة الثورية بإحدى مجموعات التراسل الاجتماعي (واتس اب) والخاص بوصف ما يجدري بأنه محاصصة بين مكونات الحرية والتغيير، قال الأمين العام للحركة الشعبية والقيادي بالجبهة الثورية ياسر سعيد عرمان أن السودان الآن يعيش في أوضاع معقدة غير مسبوقة لم تواجهها الدولة السودانية، مشيراً إلى أن مجيء الجبهة الثورية إلى أديس أبابا هو كان انتصاراً لوحدة قوى الحرية والتغيير غض النظر عن الآراء التي تطرحها الجبهة الثورية.
وطرح عرمان الكثير من الأفكار والآراء خلال مداخلته هذه، … “الصيحة” تعميمًا للفائدة تنشر نص (المداخلة)…
أوضاع معقدة
يقول عرمان: (أنا لا أرد علي الحملات المسمومة خاصة وأن هناك مجموعات استهدفتنا لفترات طويلة لتشويه صورتنا كحركة وكأفراد وأشخاص، وهناك أفراد بعينهم داخل الحركة تم التركيز عليها، وزيارتنا الأخيرة للخرطوم التي قمنا خلالها بزيارة موقع الاعتصام أعطى رسالة واضحة والشعب السوداني يعلم نحن كحركة أو أفراد أننا وقفنا مع كافة القضايا وأنا دخلت الحركة الشعبية منذ ثلاثة وثلاثين عاماً.
وحول ما يدور في أديس أقول إن السودان الآن يعيش في أوضاع معقدة غير مسبوقة، لم تواجهها الدولة السودانية خلال الستين عاماً الماضية، والوضع الحقيقي الآن الدولة السودانية تكون أو لا تكون، ذهبت إلى السودان ولمدة 12 ساعة، كنت معتقلاً لدى الاستخبارات، وبعدها مع جهاز الأمن، وقبل دخولي المعتقل وخروجي منه تعلمت الكثير، ورأيت الكثير واستمعت لأشخاص كثيرين.
النقطة الأولي: الجبهة الثورية، هي مؤسس من المؤسسين لقوى الحرية والتغيير، ولها أهمية في قوى الحرية والتغيير الى جانب أهميتها في بناء الدولة، وبناء الأمة، لأن إدارة التنوع في السودان تحتاج إلى مثل هذا النوع من العمليات السياسية طويلة الأمد والعمل المشترك الذي بدا منذ التجمع الوطني الديمقراطي، ويستمر، وأي محاولات نبيلة من السودانيين في أن يجدوا مراكز مشتركة وطنية لحل قضاياهم .
لا شق ولا طق
السؤال هو، هل الجبهة الثورية تتجه تجاه المجلس العسكري لحل قضاياها، أم تتجه لقوى الحرية والتغيير كحليف يجب ان يكون حليفاً استراتيجياً، دار حديث طويل في هذا الشأن وتحدث قادة الجبهة الثورية حديثاً عقلانياً وأحياناً بغضب حول ما يجري من عملية الانتقال في الخرطوم والتفاوض وما يحدث.
عملية الانتقال ليست الأولى، تمت عملية انتقال في العام 1956 ، وقال فرانك ويل قرنق، بعد أن طلبت الأحزاب الكبيرة والقوى السياسية وزعماء الاستقلال الميامين الذين نكن لهم الاحترام، وفي ذات الوقت يحق لنا انتقادهم، طلبوا من النواب الجنوبيين، وصوّت النواب الجنوبيون حتى يأتي الاستقلال كاملاً ما فيه ” شق ولا طق”، مثل صحن الصيني، كما قال الزعيم إسماعيل الأزهري بعده طلب من النواب الجنوبيين أن يقدموا مقترحاً بالفدرالية إذا أرادوها، وقال فرانك ويل قرنق: لا نضمر للسودان الشر، ونحن وطنيون ولكن إن لم يستقيم أمرالسودان لن يستقيم أمر السودان والجنوبيين لن يستطيعوا أن يمرروا مقترحاً في هذا البرلمان ولن يكونوا أغلبية طالما الشمس ظلت تشرق من الشرق، حذر النواب من أن عدم الاستجابة لمطلب الفدرالية والذي قيل إنه سوف يُنظر إليه بعين الاعتبار أنه سوف يؤدي إلى خروج الجنوب مثلما خرجت باكستان من الهند.
طريقان فقط
جئنا إلى أديس، ومهمتنا الرئيسية أن الجبهة الثورية يجب كمؤسس لقوى الحرية والتغيير أن تكون في داخل قوى الحرية والتغيير، وأن تتفاوض عبر قوى الحرية والتغيير، ولا تضعف الموقف التفاوضي لقوى الحرية والتغيير، وهذه قضية إستراتيجية لأنه في حال تكوين منبر لحل قضايا الحرب، وآخر لقضايا الديمقراطية، المجلس العسكري سيتحكم في المنبرين. وقلنا للمجلس العسكري كثيراً إن في قضايا الانتقال أمامك طريقان، طريق الثورة، والثورة المضادة، عليك أن تختار، لان المجلس العسكري ليست له حاضنة أو قاعدة شعبية مهما حاول، وجربها الرئيس السابق من قبل، وشراء زعماء القبائل أو زعماء الطرق الصوفية لن يفيد، هذه الحياة السياسية تعتمد على الأحزاب السياسية، ولا ضير في أن أي شخص من المجلس العسكري يذهب ليكون حزباً سياسياً، هذه قضية أولى، لذلك مجيء الجبهة الثورية إلى أديس أبابا كان انتصاراً لوحدة قوى الحرية والتغيير غض النظر عن الآراء التي تطرحها الجبهة الثورية.
مكونات وتنظيمات
والجبهة الثورية مكونات وتنظيمات، ولها الحق في طرح ما ترى من رؤى، والجبهة الثورية تنظيم متميز، وهذه القوى الموجودة لها جيوش مهما سخر الناس منها، والآن في السودان توجد خمسة جيوش، وهناك جيوش قطاع خاص تمويلاً وقيادة، وهذا الحديث معروف، الآن السودان ليس بوضعه القديم، الآن في القوات المسلحة السودانية رغم وقوفنا ضدها طوال الوقت لأنها حاربت حروباً داخلية ضد القوميات، والقوات المسلحة فقدت 21% من قوتها الرئيسية بخروج الجنوبيين و13% بحربها في جبال النوبة و34% بحربها في دارفور.
استعراض قوى
ما يطلقه البعض في “السوشال ميديا” لن يحل القضية، مالك عقار هو قائد لجيش كان معه قبل شهر، واستعرض قوته داخل النيل الأزرق، وكل هؤلاء قدموا تضحيات كبيرة حتى من أسرهم بمن فيهم مالك عقار نفسه، وهناك أكثر من 150 ألف نازح ولاجئ داخل جنوب السودان وفي اثيوبيا بما في ذلك إخوان مالك عقار، وكذلك مني أركو مناوي، أنا لا أحجر على أي شخص يطرح رأيه مني يطرح ما يطرح، لكني لا أخونه يجب عدم الاستهانة بتضحيات الآخرين مهما اختلفنا معهم في الرؤي السياسية، نفس الطلقة التي أصابت المواطنين في ميدان الاعتصام هي التي أصابت هؤلاء، وعلى المؤرخ أن يسجل ضحايا الطلقات بنفس القيمة، لأن هذه الثورة بدأت منذ أكثر من ثلاثين عاماً وأنا منحاز لا بهوادة لقضايا الهامش، لأنها جزء من قضايا بناء الأمة والدولة السودانية، ومن غير أن تنصلح، وإن لم تكن لدينا نظرة صائبة لن يكون ذلك، كيف لهذه الجيوش أن تدخل في الترتيبات الأمنية، كيف يتم ذلك عبر ترتيبات سياسية، وكيف يشعر قادة هذه الجيوش بالأمن والحرية حتى يؤدوا مهامهم، أنا جئت من الخرطوم معصوب العينين وضد إرادتي، دكتور جبريل إبراهيم الذي أختلف معه في كثيرمن القضايا وأتفق أو أختلف معه لا استطيع أن أجرده من التضحيات التي قام بها، نحن لكي نوحد أنفسنا لم نذهب إلى أي دولة أو أي معسكر، نحن منظمة سودانية وطنية بها سودانيون وطنيون عملوا لفترات طويلة، هم الذين مولوا هذا المؤتمر في أديس وضم كل الناس من دكتور الأصم الذي هو أصغرنا سناً إلى أكبرنا سناً، هذه قضايا مهمة وبدون الحركات لن يتم إيجاد مدخل جدي لإصلاح الترتيبات الأمنيةز
الإقليم الآن نبهنا إلى عدم انهيار البنية الأمنية من انفراط عقد الدولة حتى لا ننضم إلى نادي دول من الأقيلم نعرفها، السودان بلدنا رغم غضبنا من مشروع الإسلام السياسي الذي جاء به المؤتمر الوطني، هناك إسلاميون تحدثوا ضد هذا المشروع وآخرون راغبون في التغيير، وسنستجيب لصوت العقل لبناء تحالف وطني كبير يسع الجميع للوصول إلى سودان جديد قائم على المواطنة بلا تمييز، وأن يلعب كل من هو في أديس دوره بصبر فيما يلي المواطنة بلا تمييز.
نشكر قوى الحرية والتغيير على صبرهم في الحوار، الحديث عن المحاصصات هناك آليات للانتقال في السلطة، الانتقال من الحرب للسلام يحتاج لآليات محددة، يجب مناقشتها ومناقشة كيفية اتخاذ القرار، وقضايا النازحين واللاجئين حتى لا تغيب والربط بين الانتقال الديمقراطي والسلام كيف يتم، أنا مع الكفاءات، ومع مدنية الدولة، لكن مدنية الدولة ماذا تعني إن لم تعنِ المواطنة، والكفاءات لدينا تجارب سر الختم الخليفة، ماذا فعل، وكذلك الجزولي دفع الله، يجب أن نتأكد من يحاسب الكفاءات.
وهناك قضية أخرى هي قضية قيادة قوى الحرية والتغيير أثناء الفترة الانتقالية من يحاسب رئيس الوزراء، ومن الذي يعطيه السياسات، ومن الذي يدافع عنه إذا أخطأ رئيس الوزراء وذهب بعيداً، لا يمكن أن نترك السلطة كالبوفيه أي شخص يأتي يملأ صحنه ويغادر، لابد أن تكون هناك قيادة سياسية لهذا التحالف تحفظ قضايا الثورة وتحقق أهدافها وتمضي بالثورة إلى الأمام.
تمت مناقشة الهيكل، وتم الوصول إلى هيكل شبه متفق عليه. هذه قضايا مهمة خلال الثلاث سنوات سيتم صراع طويل مع الدولة العميقة، ولن تنتهي الدولة العميقة إلا بإيجاد جبهة موحدة مع اختلافنا مع الآخرين في الحركات التي نعتبرها حركات مهمة نرحب بوجودهم، هم ليسوا بجزء من قوى الحرية والتغيير، لكن مرحب بهم ومن حقهم، وقيادتهم موجودة ومطروحة، ويجب حلهان في بندقية ما في بندقية، هذه القضايا لن تغيب، هذه الثورة بها قضايا غير مثارة مثل تهميش الشباب والنساء، وتم التطرق له، لا توجد مشاركة فعلية للنساء رغم تضحيات النساء، نحن نريد أن نوحد ولا نفرق، في جزء من قيادتنا مشاركة وجزء من القيادة في الداخل والخارج، الحديث عني أنا هذه الطلقة لن تصيبني بأي شيء والضرب في التختة نمرة أربعة غير مؤثر، والسلطة التي جئنا بها بنضالات الشعب السوداني وممهورة بتوقيع الحركة الشعبية فقط عندما جئنا الخرطوم، وهناك شهود كثر منذ البداية، كنت لا أريد أن أشارك في هذه السلطة، وكنت من الذين شاركوا في قرارات تعيين الوزراء في كافة اللجان، وسبق أن عرض عليّ سلفاكير أن أكون وزير شؤون القصر ومدير مكتبه في الخرطوم رفضت ذلك أكثر من مرة، وكذلك رفضت وزارة الخارجية بعد دينق ألور. رفضت خمس وزارت لم ولن أكون في أي جهاز تنفيذي في الفترة الانتقالية أو غيرها، الغرض الرئيسي هو السودان وتوحيده على أسس جديدة، نعلم القضايا الكبيرة ونعلم أن تجاهل القوميات وهذه القضايا هو الذي أضرّ بنا وجئتُ لأديس لأناقش هذه القضايا، جئنا في هذا العالم لفسحة قصيرة تتعلق بهذه القضايا، دخلت العمل السياسي وعمري 16 عاماً ولي 41 عاما في العمل السياسي 8 منها في الحزب الشيوعي 33 عاماً أمضيتها في الحركة الشعبية، ليس لدينا أي أسف، لم نعمل ضد شعبنا، عملنا بنية خالصة لإعادة بلادنا كقوى خير في الإقليم، وفي العالم كل ما يدور أطروحات، صحيح أن قادة الجبهة الثورية طرحوا أن مراكز السلطة من مجلس سيادي ومجلس وزراء وبرلمان كيف يضمن قادة الجبهة الثورية أن يكون هناك تحول تجاه حل قضايا الحرب والنازحين واللاجئين والمواطنة، وكيف تتم الترتيبات الأمنية، والمرحلة الانتقالية لن يستقيم أمرها ما لم تحل قضية الحرب ليس فقط مع الجبهة الثورية بل من هم خارج الجبهة الثورية من حركات.
هناك قوى شبابية تريد أن تعيد وجه السودان، ولا أريد أن أشوش عليها، ولا أريد أن ألعب أي دور في المجلس السيادي أو مجلس الوزراء، لو أردنا السلطة لشربنا القهوة في الخرطوم منذ زمن بعيد.