علي يوسف تبيدي يكتب : الاتفاق الإطاري.. الأمل المُرتجى
9ديسمبر 2022 م
نوافذ التفاؤل انفتحت على مصراعيها بتوقيع الاتفاق الإطاري بين العسكر وقوى الحرية والتغيير التي انداحت على هدى وثيقة المحامين وبذلك تستعد البلاد لدخول مرحلة سياسية جديدة على أرض الواقع بعد إجراءات الفريق البرهان في اكتوبر 2022م، حيث يواجه أبطال الاتفاق الإطاري تحديات جَمّة تتمثل في انتشال البلاد من الانزلاق والتشرذم والانسداد السياسي والوقوف على فوهة بركان.
الاتفاق الجديد يكسر الجمود الموجود في المشهد السياسي ويحمل مقومات الاستقرار ومعالجة الاحتقان السياسي، من خلال الملامح والنقاط التي وردت في وثيقته الجديدة، حيث تظهر الانتصارات المتعلقة بمدنية الحكم وذهاب العسكر في حضنهم المعروف بعد أن آلت صلاحياتهم السابقة الى رئيس الوزراء المُرتقب الذي سوف يكون مسؤولاً عن إدارة الدولة من خلال صلاحيات واسعة تشمل جميع مناحي الحكم الشيء الذي كان مفقوداً في الفترة السابقة من عمر الانتقالية.
العسكر وقوى الحرية مناط بهما تحديات معاش المواطنين ومعالجة سياسات الاقتصاد المُتوحِّشة التي حوّلت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.. وأيضاً التنسيق بين القطاعات المدنية يجب أن تكون على قدر كبير من التجانس والتفاهم حتى تتسنى سلاسة دولاب الحكم، فالخلاف والتطاحن وتقاطع الأجندة يفتح طريق تعقيدات الحكم وظهور البثور على جسم الحكومة.
تلوح قضية المحاسبة وإنجاز العدالة ومحاكمة قَتَلَة الشهداء، فهي تستحق المعالجة الشفافة التي تضع الأمور في الإطار الأخلاقي والوطني والعدلي.
أيضاً من إيجابيات الاتفاق الإطاري تصميم القائمين على الأمر بضرورة منح الفرص لجميع القوى السياسية التي تريد الالتحاق بقطار العرس الجديد وهي عملية تنضح بالحكمة وسعة الأفق، وبذات القدر يجب على الذين يُعارضون الاتفاق الإطاري عرض رؤيتهم وتصوراتهم بشكل واضح في الاطار الوطني بدلاً من كيل الهجوم وتبخيس الاتفاق الاطاري، الذي جاء الى النور بعد مجهودات مضنية ومحطات صدامية وشد وجذب منقطع النظير.
المهمة السياسية التي سوف تقوم حكومة الاتفاق الوطني شاقّة ومُعقّدة ولن يكون الطريق الذي سوف تسير عليه مفروشاً بالورود.
سوف تحارب بلا هوادة من جميع الاتّجاهات على مستوى الداخل والخارج بالحراب التي سوف توجّه إلى صدرها كثيرة، ومن هنا يتوجّب على أهل الحكم الجديد الذي سوف يُشكِّل آخر مراحل الانتقالية التماسُك الجاد والتحلِّي بالصبر والحكمة والانحياز للأهداف الوطنية العليا ولا يختلف اثنان بأن حكم قطر مثل السودان ليس بالسهولة التي يتخيّلها البعض.
وقد يكون هذا الاتفاق الإطاري هو الأمل المُرتجى.