كلام في الفن.. كلام في الفن
مكارم بشير:
ما من شك أن برنامج أغاني وأغاني ساهم بقدر فاعل في تقديم الفنانة مكارم بشير ونقلها من المنطقة المظلمة إلى عالم الشهرة والأضواء والنجومية، وهي فنّانة تمتاز بصوت جيد وقدرات أدائية عالية، ولكن مكارم بشير لم تستفد من الأرضية التي صَنعها لها برنامج أغاني وأغاني وظلت موسمية الظهور ولم تتطوّر من تجربتها خلال رفدها بالأغنيات الجديدة.
ود الحاوي:
إذا تأمّلنا جميع الألحان التي قدّمها ود الحاوي نجدها تجتمع تحت عنوان واحد هو التحرُّر، فأصبحت القاعدة أنّه لا توجد قاعدة، فقد تحرّر ود الحاوي في قطعه الموسيقية من القوالب القديمة للموسيقى البحتة والتي كانت تضم التراث الشعبي والحقيبة والطنبارة وكل الأشكال الكلاسيكية القديمة.. وظلّت تلك الأشكال سائدة حتى تفنن ود الحاوي في تكسيرها واحدة وراء الأخرى.
زكي عبدا لكريم:
الأستاذ الفنان الكبير زكي عبد الكريم واحدٌ من أساطين الطرب والغناء في هذا البلد.. قدم للوجدان السوداني أغنيات فارعة على شاكلة (حلاة بلدي) والتي أصبحت وكأنّها النشيد القومي تردد في كل المحافل، وذلك بغير الغناء العاطفي الذي قدمه.. لذلك يظل زكي عبد الكريم واحداً من رموزنا في مجال الموسيقى والغناء.. ويكفي أنه الذي قال (إتعاهدنا على الحنية.. نقضي عمرنا محبة شديدة).. إنها كلمات أقوى من كل المواثيق والعهود.
الدكتور عبد القادر سالم:
الفنان الذي اعتبره نسيج وحده.. وهو صاحب تجربة خاصة ولونية كانت جديدة على الغناء السوداني.. كان سفيراً حقيقياً لكردفان في الخرطوم.. قدم إيقاعات منطقته وأبرزها للعالم.. فهو رغم تقادُم السنين لم يحِد عن لونيته التي جاء بها.. لذلك أصبح رقماً فنياً من الصّعب تجاوزه.. وعبد القادر سالم نموذج حقيقي للقائد الإنسان الذي يصلح أن نطلق عليه سفير الإنسانية في الوسط الفني.
محمد الأمين:
أكثر ما يُميِّز محمد الأمين هو جديته والتزامه الصارم بتقديم ما هو غير معهودٍ، فهو منذ أن تغنى بأغنية (وعد النوار) أصبحت تجربته الغنائية بمثابة فتح وطفرة في مسار الأغنية السودانية، وشكّلت تلك الأغنية وقتها علامة فارقة وأصبحت رمزاً للتجديد باعتبار أنّ الألحان وقتها دائرية وتقليدية ويغلب عليها طابع ألحان الحقيبة، ولكن وعد النوار تميزت (بموتيفة) جديدة ولازمات مختلفة غيّرت من النمط السائد وقتها.