أبيض ضميرك.. كانت هناك مدرسة
عرض- أم بلة النور
بعد السيول والأمطار التي اجتاحت البلاد هناك مئات المدارس التي تأثرات جراء تلك السيول، ومع انطلاق العام الدراسي الجديد وجد عشرات التلاميذ أنفسهم دون فصول دراسية بعد انهيار مدارسهم، لاسيما ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل ومن تلك المدارس شكا سكان قرية أبيض ضميرك التي تقع على بعد 13 كيلو، جنوب كوستي بولاية النيل الأبيض، وكانت تحتوي على ثلاثة فصول، فقط، يتعاقب عليها التلاميذ من الصف الأول وحتى الثامن، فضلاً عن تلاميذ المتوسط، وكانت تحتاج إلى ست فصول إضافية لاستيعاب جميع التلاميذ، ولكن الآن تسببت السيول والأمطار الأخيرة في انهيار كامل للمدرسة ليصبح التلاميذ في العراء ولا يجدون حتى فصول من “القش” لتلقي تعليمهم الأساسي في حيرة من أمر أولياء الأمور الذين لا يملكون قوت يومهم بعيداً عن القدرة على إنشاء فصول درسية، وقال عدد من أولياء الأمور لـ(الصيحة) إنهم قاموا بمخاطبة محلية كوستي دون أن يكون هناك رداً شافياً، والآن مجبورين على التخلي عن التعليم وإرسال أبنائهم للحقول لمساعدتهم في الموسم الزراعي الحالي بالمناطق التي لم تجتاحها السيول .
وعبر (الصيحة) يناشدون الجهات الخيرية في إنشاء فصول درسية للتلاميذ حتى وأن كانت من المواد المحلية حتى لا يضيع عليهم العام الدرسي .
انهيار كلي
وفي حديثها لـ(الصيحة) قالت مديرة المدرسة أم جمعة موسى النور، إنها تدير المدرسة منذ ست سنوات، وكانت من القش وتنتهي الفصول مع انتهاء العام الدراسي لتنشأ من جديد، وتم بناء فصل واحد من المواد الثابتة وانهار بفعل الأمطار، وقالت إنها قدَّمت خطاباً للمدير التنفيذي لمحلية كوستي في العام السابق وتمت زيارة ميدانية، ولكن دون أن تثمر الزيارة بشئ، والآن قامت بإبلاغ مكتب التعليم ومدير المرحلة بمحلية كوستي عن انهيار المدرسة وأنها غير موجودة على أرض الواقع ولم يتم الرد حتى للآن، وأضافت أن المدرسة العام الماضي تضم ثلاث معلمات، فقط، ولا تتوفر لهن أبسط مقومات الحياة حتى مياه الشرب يتم جلبها من كوستي المدينة لاستخدامها للشرب على تعود المعلمات نهاية الأسبوع لغسل ملابسهن لعدم توفر المياه، ويعيشن حياة صعبة في ظل ضعف الرواتب وعدم وجود ميز خاص بهن وعدم الإعانة من أهل القرية الذين يحتاجون لتعلم أساسيات الدين والحياة .
بناء مؤقت
وقد جأر أولياء الأمور بالشكاوى مجدِّداً من انهيار المدرسة، والآن مضى أكثر من شهرين على العام الدراسي، وتم بناء فصل واحد من المواد المحلية، وقد اعتمدت المعلمات على الاستراحة المشيدة -أيضاً- من المواد المحلية في تدريس التلاميذ، وهي -أيضاً- غير قابلة للسكن وتفتقر لأبسط أساسيات الحياة، وعبر (الصيحة) يناشدون المنظمات الخيرية في بناء فصول دراسية تقى الأطفال تغلبات الفصول من حر وشتاء وأمطار الخريف، بعد أن فشلت محاولاتهم كافة في حث وزارة التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض من مد يد العون للمدرسة والمعلمات.