نقر الأصابع
سراج الدين مصطفى
خواطر مونديالية..
(1)
أتابع عن كثب وبشغف، مباريات كأس العالم بدولة قطر والتي كان لمنتخبها الأسبقية في الخروج عن المحفل الذي تنظمه.. وهذا الخروج المبكر لا يعيبها لأنّ منتخبات مثل ألمانيا وبلجيكا خرجت أيضاً من الدور الأول.. ولكنه بالطبع اكتسبت خطوة للأمام في تفهم طبيعة اللعب والاستعداد للبطولات الكبيرة بحسابات ومفاهيم مختلفة.
(2)
في البطولات السابقة من كأس العالم كانت تحتشد بالنجوم والأسماء الكبيرة بدايةً من بيليه والإنجليزي جورج بست في بطولة 1966 وفرانز بكنباور والأرجنتيني ماريو كمبس هداف بطولة 78 والى جيل سقراط وزيكو ثم الأسطورة مارادونا وتوهجه المثير في بطولة 86 .. ثم بعد ذلك زين الدين زيدان والظاهرة رونالدو وتيري هنري ورونالدينو .. والعديد من الأسماء الكبيرة التي كانت تمنح كأس العالم طعماً مغايراً.. ولكن نسخة فيفا قطر افتقدت للنجم الخارق رغم وجود ميسي وكريستيانو رونالدو والفرنسي كيليان امبابي .. فميسي ورونالدو يعيشان آخر أيامهما في المستطيل الأخضر وافتقدا كثيراً من الشغف رغم حوجتهما الاثنين للفوز ببطولة ككأس العالم لتضعهما في مصاف بيليه ومارادونا.
(3)
للمرة الثانية على التوالي، يخرج منتخب المان شافت من الدور الأول للبطولة .. حيث بارح بطولة روسيا ووقتها كان بطلاً للعالم واقتلع الكأس من أرض البرازيل والتي فاز عليها وفي أرضها 1/7 .. ولكن المنتخب الحالي يعتبر الأضعف وافتقد للكثير من ميزات الكرة الألمانية التي تعتمد على الجماعية والانضباط التكتيكي مع وجود أسماء كبيرة لها القدرة على صناعة الفارق .. وظهورها بهذا المظهر البائس في البطولة الحالية هو مؤشر على ضعف البوندسليجا والتي ظلّ بايرن ميونيخ يحتكرها في السنوات السبع الأخيرة .. وهذا الدوري الضعيف ومع هذا التنافس الأحادي ومع غياب المُحترفين الألمان أصحاب المُستويات الرفيعة أصبحت ألمانيا تترنح وتتهاوى في معظم البطولات الكبيرة.
(4)
صحيح أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ والأسماء وتنحاز لصاحب العطاء .. ولكن خروج منتخبات مثل ألمانيا وبلجيكا وصعود منتخبات مثل كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وبولندا وسويسر الى الدور الثاني .. هو صعود لمنتخبات تفتقر للأداء الجمالي والتي ليس في مقدورها أن تمنح البطولة طعم التنافسي الحقيقي .. وربما يبدأ الحقيقي على البطولة بدايةً من دور الثمانية حينما تتساقط تلك المنتخبات الواحد تلو الآخر .. وذلك عين ما سيحدث في مقبل المباريات لتستعيد البطولة بعض بريقها التنافسي .. لأن النتائج التي جاءت عبر الصدف لن تتكرّر في دور الثمانية، حيث لا يمكن أن تهزم تونس فرنسا ولا الكاميرون يمكن أن تهزم البرازيل ولا يمكن لليابان أبداً ان تهزم ألمانيا.. فتلك مراحل لا تقبل نتائج الصدفة والتي يحتملها الدور الأول فقط.
(5)
بتقديري الخاص أنّ المنتخب الفرنسي سيحتفظ ببطولته ويحقق إنجازاً وإعجازاً كبيراً.. لأنه منتخب يملك كافة الاشتراطات والمطلوبات للفوز بالبطولة في وجود مدرب شاطر مثل ديدي ديشان ولاعبين بقيمة امبابي وعثمان ديمبلي ونجم الوسط رابيو والدينمو جريزمان .. كلها عوامل قد تُساعد فرنسا في الاحتفاظ باللقب إن كنت أملك إحساساً بعيدًا بأن هزيمة السعودية للأرجنتين ستكون هي الجذوة التي سوف تجعلها تمضي إلى منصة التتويج وشخصياً أتمنى ذلك حتى يختم ميسي مشواره ببطولة تضعه بمحاذاة بيليه ومارادونا.