شمس السودان التي لا تغيب: قناة الشروق.. نسخة جديدة على المحك!!
تقرير- سراج الدين مصطفى
قناة ذات حضور لافت
قناة الشروق الفضائية واحدة من الأجهزة الإعلامية السودانية التي حققت حضوراً لافتاً في الفضاء الإعلامي، واستطاعت في فترة وجيزة أن تحصد أكبر قدر من المشاهدين والمتابعين بفضل جاذبية برامجها واهتمامها الكبير بشؤون وأخبار الولايات ولعلها كانت القناة الوحيدة التي لها مكاتب ومراسلون في كل ولايات السودان مما منحها وضعية خاصة وأصبحت لسان حال إنسان الريف والهامش .. بكل ذلك الإرث الجمالي تبوّأت قناة الشروق مكاناً رفيعاً كجهاز إعلامي يمتاز بالصرامة المهنية .. ذلك كان حالها ما قبل ثورة ديسمبر والتغيير الكبير الذي طرأ على المشهد السياسي والإعلامي .. حيث توقفت القناة تماماً عن البث وأصبح شعارها (شمس السودان التي تغيب) مجرد شعار بلا واقع .. كما عانى العاملون في القناة بسبب عدم رواتبهم لفترة طويلة .. ولعل قناة الشروق تعتبر واحدة من (الأموال المستردة) التي تمت إدارتها عبر سياسات (لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو).
عادت قناة الشروق للفضاء مرة أخرى عبر إدارة جديدة وملامح مختلفة يراهن عليها من استلموا سدة الإدارة والتي يتبوّأ فيها الأستاذ عاطف محمد الحسن منصب المدير العام .. وهو شخصية تغيب عنها الكثير من المعلومات بسبب غيابه وهجرته خارج السودان، حيث كان يعمل في تلفزيون السودان وبعد ذلك هاجر لدولة الإمارات وعمل في القسم الاقتصادي في قناة الاقتصادية دبي، وبعدها التحق بمجموعة mbc group وعمل في قناة العربية لمدة عشر سنوات وتجوّل ما بين العربية والحدث، وبعد ذلك هاجر لبريطانيا والتحق بقناة العربي وعددا من مراكز البحوث الاستراتيجية.. وبعد عودته للسودان قام بتقديم أوراقه ضمن مجموعة أخرى وبحكم علاقاته القديمة والمتجذرة، طلب منه البعض التقديم لإدارة التلفزيون القومي، ولكن تمّ إسناد أمره للأستاذ لقمان أحمد وبعدها تمّ تعيينه كمديرعام لقناة الشروق.
قضية التمويل المالي
الوضع الاقتصادي الراهن من المؤكد بأنّ له بعض التأثيرات السلبية ويظل التمويل معضلة كبيرة تُواجه القناة بنسختها الجديدة .. حيث يقول المدير العام للقناة الأستاذ عاطف (أكبر مشكلة تواجه القنوات السودانية هي قضية (التمويل) واهتمام الدولة ذات نفسها بمن ينتج الإعلام أو الكادر الإعلامي الذي يُعاني ويكابد الحياة من خلال مرتبات في غاية الضعف، وهذا يؤكد بأنّ الدولة ليس لديها اهتمام بالإعلام والإعلامي، وعلى الدولة أن تصرف على الإعلام بشكل واضح، لأن هناك دولاً تصرف على الإعلام من خلال ميزانيات ضخمة، وهناك دول عُرفت بالقنوات.. ورسالتي للدولة أن تهتم أكثر بالإعلاميين وتُهيئ لهم أسباب حياة ولو مريحة نسبياً حتى ننتظر منهم عطاءً ثرا وكبيرا يخدم مجمل القضايا.
شبكة إعلامية متكاملة
قناة الشروق في الفترة السابقة توفر لها تمويل كبير جداً ساهم في أن يضعها في مقدمة القنوات السودانية، وهي كانت من القنوات ذات المشاهدة العالية، وتميّزت بخدمة برامجية متقدمة من حيث الأفكار البرامجية والتغطية الإخبارية الكبيرة وشبكة المُراسلين وإنتاج البرامج الخاصة بالمنوعات وبالثقافة والفنون.. وفي ظل تشابه القنوات السودانية من حيث الطرح والمحتوى، كانت قناة الشروق تتقدّم عليهم جميعاً، لأنّ تصميمها البرامجي مختلفٌ جداً، وذلك ما جعلها في موقف وموقع الريادة.. ولكن الشروق في ملمحها الراهن تُخطِّط إدارتها الجديدة في جعلها شبكة إعلامية متكاملة:
مشروعات وطموحات كبيرة
وبحسب تصريح مدير العام “هو مشروع كبير نحلم بتطبيقه واقعياً وذلك من خلال شبكة إعلامية أشاد برؤيتها التخطيطية البروفيسور علي شمو والذي أثنى على المشروع”.. وفي هذا المشروع الجديد سوف نتوقّف في مكتبة الشروق القديمة وتوظيفها جيداً، لأن بها إرثا كبيرا لا يمكن التعامل معه كبرامج موجودة في المكتبة فقط، ولكن نريد توظيفها بشكل جديد، والشبكة أيضاً تحتوي على قنوات (الشروق ون) و(الشروق تو بلص)، وهناك مشروع قناة أيضاً ناطقة باللغة الإنجليزية، من خلالها نُريد أن نخاطب الآخر لأنّ القنوات الأخرى تخاطب الداخل، وأيضاً مشروع الإذاعة الخاصة بالشروق، ولديّ رؤية خاصة حولها سوف يتم تطبيقها، وهناك أيضاً مركز للبحوث الاستراتيجية يضم عددا من الخبراء في المجالات المختلفة، وهناك مشروع المجلة والذي هو أيضاً سيكون ضمن المُخطّط الكلي لمشروع شبكة الشروق.