شرق دارفور: مستشفى الضعين.. الحال يغني عن السؤال!!
شرق دارفور: مستشفى الضعين.. الحال يغني عن السؤال!!
الضعين- أبو بكر الصندلي
يمثل مستشفى الضعين التعليمي المرفق الصحي الأول على مستوى شرق دارفور ويقدم خدمات عظيمة وجليلة رغم شح الإمكانيات، والمتتبع للازمات المتواصلة للمستشفى يجد أن معظمها قضايا تتعلق بأمرين “إما مشكلة إدارية أو مالية” وتمثلان أكبر التحديات التي تحول دون بلوغ المرام والأهداف المنشودة.
وأجرت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية تعديلات وتنقلات عديدة بهدف إصلاح وضع المستشفى إلا أنه ظل على هذا الحال منذ سنين، والأمر الأكثر إيلاماً التردي البيئي داخل المستشفى الذي تكررت المبادرات الطوعية والجمعيات للنهوض به ولكن دون جدوى نسبة لتكرار النفايات بالفعل اليومي والنشاط الروتيني.
ومؤخراً نظم المجلس الثوري السوداني- إحدى فصائل التحالف السوداني الذي يتزعمة حاكم غرب دارفور خميس عبد الله أبكر- حملة لنظافة المستشفى ركزت العمل على إزالة “الكوشة” الكبيرة بداخل المستشفى وأغلبها نفايات طبية تمثل مهدداً وخطراً على حياة المرضي والمرافقين لسرعة نقل العدوى ومعلوم الطرق المتبعة في التخلص من هكذا نفايات بعد فرزها ولكن الحال يغني عن السؤال.. (الصيحة) كانت حاضرة واستنطقت عدداً من الجهات وخرجت بهذه الإفادات:
قال المدير الطبي لمستشفى الضعين التعليمي د. متوكل أبو القاسم، إن النظافة مسؤولية الجميع، وحيا جهود جميع المبادرات الطوعية، وأضاف أن مبادرة النظافة من المجلس الثوري السوداني لفتة بارعة لنظافة المستشفى، وأقر بأن نظافة المستشفى تمثل هاجساً كبيراً لكافة الجهات سواء كانت إدارة المستشفى أو وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية وكل المواطنين من أجل جعل هذا المرفق كما ينبغي.
وقال د. متوكل إن المبادرات ظلت متواصلة طيلة الفترة الماضية، وخلال الأسابيع الماضية قامت منظمة الايت بتنظيم حملة نظافة كبرى نقلت خلالها النفايات لخارج المستشفى، وأضاف “لكن كما تشاهدون الوضع كما هو”، وتابه بأن أكبر التحديات تتمثل في عدم توفر محرقة طبية بمواصفات علمية تسهم في تجفيف النفايات على الرغم من جهود المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي قامت بتصميم محرقة سابقاً لكنها لم تكن بالمواصفات المطلوبة، بجانب عدم توفر الآليات لنقل النفايات.
وزاد “في هذا اليوم واجهنا مشكلة كيفية نقل النفايات على الرغم من التواصل مع الجهات ذات الصلة ولكن دون جدوى، الآن نعمل بجهد المقل”، وأردف “نحن سنعمل على نظافة المستشفى رغم قلة الإمكانيات”، وطالب السلطات الرسمية في حكومة الولاية بالاهتمام بالبيئة الصحية حتى لا تنعكس على المرضى والمرافقين، ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بتدريب الكوادر الصحية في مجال الإصحاح البيئي وهذا سينعكس بشكل جيد وإيجابي في كيفية التخلص من هذه النفايات.
من جانبها، قالت ممثل المرأة بالمجلس الثوري السوداني منى أبو بكر محمد، إنهم كشريحة شبابية ونسوية دائماً مبادرون في شتى المجالات سيما في عمليات الإصحاح البيئي من أجل تنمية المجتمع.
وأضافت أن النظافة تمثل أولوية قصوى في حياة المواطنين ابتداءً من المنزل والطرق والأهم المستشفى الذي يمثل المرفق الأول الذي يقدم الخدمة الطبية والصحية للمواطنين، وتأسفت لواقع المستشفى، وطالبت وزارة الصحة بالاهتمام بهذا المرفق الصحي الحيوي.
من جهته، قال القائد العسكري للمجلس الثوري السوداني بشرق دارفور العقيد طارق فضل الله آدم، إن هذه الحملة جاءت استشعاراً للمسؤولية تجاه الوطن، وأضاف “نحن أبناء هذه الولاية والمستشفى يقدم خدمات لجمهور كبير وواسع ونحن جزء من المستفيدين ورأينا وضعه الذي بين أيدينا لذلك أبت أنفسنا إلا أن ننظم حملة لنظافة المستشفى”.
وتابع فضل الله “قدمنا الدعوة لكافة الجهات للمشاركة في هذه الحملة ولكن للأسف السلطات الصحية ممثلة في إدارة صحة البيئة لم تلتزم بتوفير آليات نقل النفايات وهذا يمثل اخفاقاً كبيراً جداً”، وطالب الجميع بتضافر الجهود من أجل نظافة المستشفى.