ياسر زين العابدين المحامي يكتب: قطاع السُّكّر “ح نبنيهو”
في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
قطاع السُّكّر “ح نبنيهو”
كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة
مؤكداً صناعة السكر بالنزع الأخير…
أزمات إنتاجية، تشغيلية، عدم توفير
مرتبات العَمَالة…
مُتأخِّرات مالية، عدم توفر قطع الغيار
عجز عن إيفاء ديون متراكمة…
أسباب لا تحتاج لدرس عصر، معلومة
لدى راعي الضأن بالخلاء…
لم تعد شركة السكر السودانية مُؤهّلة
لإنتاج واستيراد السكر…
الحكومة مشغولة، غارقة لأذنيها في
مشكلات ولود…
انهار قطاع السكر، الأمر مُمتدٌ لأبعد…
نعم قبل الثورة، المصانع كانت بمرحلة
الموت السريري…
مَن يتحمّل الوزر الأكبر الإنقاذ وهذا لا
يعفي من جاءوا بعدها…
تراجع الإنتاج من (٨٠) ألف طن مُقارنةً
بالربط المقدّر (١٢٠) ألف طن…
مخازن خالية من سلعة السكر ما عدا
(٧) آلاف طن خاصّة بالعاملين…
عدد الآليات ضعيفٌ أنتج (٢) ألف طن
بدلاً من (٥) آلاف طن باليوم…
استخدموا الزيت الراجع للتشغيل…
عجز عن استيراد الزيوت والفيرنس…
بأحد المصانع تخمر عصير القصب…
تحوّل لمولاص بسبب عدم استخدام
الفيرنس…
والمعارك دائرة، فالوزير (مدني)…
أقال مدير الشركة، عيّن مكانه آخر…
وُضع المديرون السابقون بالرف…
مضت المصانع بخط الموت السريع…
يعرفون القطاع يمضي لحتف أنفه…
وضعه بأسوأ حالاته، ويلفظ الأنفاس…
للفساد قبل، بعد الثورة، فساد الإنقاذ أدهى وأمر…
لسُوء الإدارة، اللا مبالاة، سُوء الطوية…
بنك السودان بناءً على قرار من وزارة
التجارة، أصدر المنشور رقم ٢٠٢٠/٢٠…
قضى بعدم استيراد السكر إلا بمُوافقة
الوزارة…
فمهد العودة للتصاديق وبيعها بمبالغ
خيالية…
تحمّل المواطن الكلفة هذه…
شركة السكر السودانية بتاريخها…
عام (٢٠٢١) فشلت باستيراد طن واحد..
لكنها خدعت وزير التجارة، بادعائها
استيراد كميات سُكّر مهولة…
أكّدها الوزير للإعلام فكان مُدّعاةً للسُّخرية…
الشركة السودانية لتوزيع السُّكّر…
ترجّل مديرها العام، مُقدِّماً استقالته أول أمس…
عرف أنّه يصارع طواحين الهواء…
ولم تعد هناك صناعة للسُّكّر للأسف…
وما أفسده الدهر لا يصلحه العَطّار…
الوطن مُمدّدٌ، مسجيٌّ، يلفظ أنفاسه..
يتحلّق أبناؤه حول جيفة عفنها مزكم للأنوف…
ما همّهم غلابى، فُجعوا من ظلام الهم
على أبوابهم…
وعودهم بعد الثورة، جنة، رخاء باذخ..
بدلاً من سماع صراخ الوجع سنسمع
صوت الماكينات…
وبدلاً من الهدم سوف نبنيهو حَدّادي
مَدّادي…
لا بالضجّة بالرادي، ولا الخُطب الحماسية…
كُلُّهُ أضغاث أحلام، وخيبة مُريعة…
اليوم صناعة السُّكّر سبقتها الزراعة…
وووو، وغيره…
إذا لم نَعِ ما يجري، الكارثة قادمةٌ
غداً سنُشيِّع الوطن لمثواه الأخير…