شبح الإقصاء.. يعيق التوصل لاتفاق بين كتلتي الحرية والتغيير
الخرطوم- الطيب محمد خير
دعا المتحدث باسم الكتلة الديموقراطية محمد زكريا، في بيان لتوسيع نوافذ تواصلهم غير المباشر مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وتطويرها للقاءات مباشرة للوصول إلى حلول.
وطالب بيان الكتلة الديموقراطية بضرورة تنفيذ اتفاق جوبا المبرم في أكتوبر 2020م، منبِّهاً إلى خطورة عدم تنفيذه وتأثيره على بروتوكول الترتيبات الأمنية مما سيزعزع الاستقرار ويجدد النزاعات حال عدم تنفيذ اتفاق السلام.
وفي ذات السياق أعلنت الحرية والتغيير رفضها لأي تقارب مع القوى السياسية المنضوية في تحالف الكتلة الديموقراطية بدعوى دعمها للحكم العسكري، ولكن الحرية والتغيير لجأت لاستثناء حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان ورجحت إمكانية التواصل معهما بطريقة منفصلة، وقال المتحدث باسمها، والأمين العام لحزب الأمة القومي، الواثق البرير، إن الحرية والتغيير لا تمانع في التواصل مع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بنحو منفصل.
في موازاة ذلك أعلن رئيس اللجنة السياسية للحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية مني أركو مناوي، رفضه مخاطبة الكتلة الديموقراطية باسم أطراف السلام من أي جهة محلية أو دولية، عازياً ممانعة الحرية والتغيير المجلس المركزي والآلية الثلاثية في الجلوس المباشر معهم ككتلة للتحاور لا شتراطات المكوِّن العسكري بعدم التعامل مع الكتلة الديموقراطية عدا حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، مؤكد رفضه للتسوية السياسية الجارية بين المجلس المركزي والمكوِّن العسكر التي وصفها بالغامضة و مفروضة على الطرفين من المجتمع الدولي، وتخوَّف مناوي تأثيرها (التسوية) على اتفاق جوبا خاصة في جانب الترتيبات الأمنية.
من جانبه رفض المراقب العام للحزب الاتحادي للحزب الديموقراطي الأصل (أحد مكوِّنات الكتلة الديموقراطية) هشام الزين، حديث الناطق باسم الحرية والتغيير الواثق البرير، عن رفضهم الجلوس مع الكتلة الديموقراطية وقبولهم التحاور معها مجزأة ووصفه بأنه هزيان من يعرض خارج الحلبة.
وأبدى هشام استغرابه متسائلاً في حديثه لـ(الصيحة) من الغرابة أن يتم رفض الجلوس مع الكتلة الديموقراطية بحجة أنها مؤيدة للانقلاب وداعمة للعسكريين، فمن المستغرب أن يعتبر المجلس المركزي التقارب مع المكوِّن العسكري جريمة يعاقب عليها بعزل من يتقارب معه، وفي الوقت نفسه يلتف ويجلس في طاولة واحدة مع العسكريين ومحاورتهم، مبيِّناً أن مايصدر من المجلس المركزي تجاهنا من عداء لا تفسير له إلا بأنه غِيرة سياسية .
وأضاف هشام قوى الحرية والتغيير المركزي لا تملك أي مستند رسمي يثبت إدعاءه بأنها هي التي صنعت الثورة حتى يعتبروننا ليس قوى ثورة ومواطنون درجة ثالثة، وهم أثبتوا فشلهم رغم أنهم منحوا فرصين في حمدوك الأولى والثانية وأضاعوا الثورة وهم السبب في الانقلاب بفشلهم كقوى سياسية موتوره شعبياً.
من جانبه قال القيادي بقوى الحرية والتغيير بشرى الصائم لـ(الصيحة): إن أساس الصراع الدائر بين الكتلتين من على السلطة وكل يريد أن ينفرد بإقصاء الآخر وذاك يقاوم .
وأضاف الصائم: ما يدور من مراشقات كلامية وتبادل اتهامات بطريقة صبيانية بأنه لا أجلس مع هذا الطرف لأنه داعم للعسكريين وانقلابهم، ويعود في ذات حديثه قبل أن يغادر منصته ليقول بقبوله الجلوس مع جبريل ومناوي، كيف يستقيم هذا عقلاً؟ أليسوا هم ضمن من اتهمتم وبالتالي هذا يصنف صراعاً من أجل السلطة وليس لحل قضايا البلاد وإخراجها من الدائرة الشريرة مع مواطنيها التي أقعدتها بسبب الكيد السياسي، فالحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية أن كانت داعمه للانقلاب فالمجلس المركزي أفشل الثورة، بالتالي لا طرف يزاود على الآخر فهذا سبب الانقلاب وذاك داعمه، وواضح الطرفان يعملان ضد الثورة وهدفهما الحكم والوصول إليه، لكن الحركات تريد الحفاظ على ما نالوه من سلطة عبر اتفاق جوبا وفي المقابل المركزي يريد الانفراد بالسلطة بدليل حديث البرير الرافض للتقارب مع الكتلة الديموقراطية، لكن من الغرابة حديثه عن إمكانية لقاء مكوِّناتها منفردة، يعني عندما تكون منفردة غير داعمة للانقلاب وتدعمه وهي في الكتلة أم في أي سياق، هذا الحديث، يفهم، فواضح يريد إضعاف الكتلة بتجزئتها في لقاءاته حتى ينفرد بالسلطة ويعطي مكوِّناتها الفتات في النهاية هذا صراع من أجل السلطة ولا ناقة للوطن والمواطن فيه ولا جمل.