(10) أيام في الشرق: الدعم السريع.. تنسيق مع الأجهزة النظامية وأدوار مجتمعية
شرق السودان- صلاح مختار
أكثر من عشرة أيام، وقف فيها وفد إعلامي من الدعم السريع على واقع القضايا التي تعمل فيها قوات الدعم السريع بالمنطقة، ورغم أن الزيارة كما وصفها رئيس الوفد الرائد د. نجم الدين عبد الله إسماعيل، مدير إدارة الإذاعة والتلفزيون بدائرة الإعلام بقوات الدعم السريع: إن الزيارة استكشافية، ولكنها أرسلت رسائل إيجابية وتضامن مع الدعم السريع، أكدت لحمة وتلاحم القوات النظامية في تأمين وسد ثغر السودان. تلك المضامين كانت حاضرة في كل اللقاءات التي تمت والتي حرص فيها الوفد أن يلتقي بكل الجهات الرسمية والمعنية بقضية اللجوء والتهريب وتجارة البشر, كذلك الزيارة استكشفت واقع الحال والمجهود الكبير الذي تبذله قوات الدعم السريع في الجوانب الاجتماعية والإنسانية في جميع قطاعات المجتمع. ورغم أن مدة الزيارة اختصرت على تلك القطاعات، إلا أنها أفسحت مجالاً واسعاً غير مرئي على قضايا أخرى لا تقل عن التهريب والاتجار بالبشر.
رسائل مهمة
الزيارة في مجملها أرسلت رسائل مهمة مفادها وحدة القوات النظامية, وهي كانت محصلة اللقاءات الرسمية بولايات الشرق, حيث أكد قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية اللواء محمد عثمان محمد حمد، أن الأجهزة الأمنية بالولاية تعمل في انسجام وتناغم تام من أجل بسط الأمن والاستقرار, وقال لدى استقباله وفد الدعم السريع الإعلامي الزائر للولاية أن الولاية تشهد استقراراً كبيراً بعد الصراعات القبلية التي حدثت مؤخراً، وأبان أن القوات المسلحة موجودة في مناطق الاحتكاكات للحد من أي توترات بين القبائل، وذلك بالتواصل مع العمد والنظار، وثمَّن الجهود المقدَّرة التي تقوم بها قوات الدعم السريع لاستباب الأمن والاستقرار، إلى جانب أدوارها المقدَّرة في الجوانب المجتمعية وقيادة المبادرات في عدة مجالات. ومن جانبه قال العقيد الدكتور رامي آدم الطيب، قائد قوات الدعم السريع بولاية البحر الأحمر، إنهم يعملون بتنسيق تام مع الأجهزة الأمنية لبسط هيبة الدولة وإزالة الظواهر السالبة وفض النزاعات القبلية، وأبان الجهود التي قاموا بها في مكافحة الهجرة غير الشرعية والمخدرات والاتجار بالبشر إلى جانب مبادراتهم في الجوانب المجتمعية والخدمية.
القوات النظامية في قضايا التهريب والاتجار بالبشر تعمل في بوتقة واحدة
تناغم تام
فيما قال والي كسلا خوجلي حمد، إن قوات الدعم السريع بكسلا تعمل في تناغم تام مع الأجهزة النظامية الأخرى وتسد ثغرة مهمة في محاربة الهجرة غير الشرعية ومكافحة المخدرات والإتجار بالبشر، خصوصاً أن الولاية تحدها دولتين إثيوبيا وأرتيريا تشتعل فيها حرب التقراي التي أدت لنزوج المئات نحو المعسكرات. وأشاد الوالي بدور قوات الدعم السريع في الحماية من تسلّل اللاجئين من معسكرات اللجوء، مؤكداً أن قوات الدعم السريع أسهمت في استباب الأمن والسلام ودعم التعايش السلمي والمصالحات بالولاية. وقال خوجلي: إن قوات الدعم السريع لعبت دوراً في حماية الاقتصاد وحسم المهدّدات الأمنية التي تواجه البلاد وحقّقت العديد من الضبطيات للسلع المهرَّبة والأسلحة خصوصاً وأن كسلا تحادد دولتين. وأضاف: “نتمنى من نائب رئيس مجلس السيادة أن يساهم معنا في رفع المعاناة عن مواطني كسلا في الكوارث السنوية المتجدّدة جراء فيضانات القاش وأن يسهم في برامج التنمية والخدمات الأساسية من صحة وتعليم، لأن الولاية تحتاج لمثل إسهاماته التي يقوم بها في الولايات الأخرى”.
تنسيق وتعاون
من جانبه قال قائد قطاع كسلا بالإنابة المقدَّم محمد محمد علي منصور، لدينا انفتاحات في عدد من المواقع بالولاية لدينا تنسيق مع كل القوات النظامية في لجنة أمن الولاية ومشاركات مع بقية القوات, وقال: كلنا نعمل جسماً واحداً وتنسيقاً تاماً وتواصلاً مستمراً مع كل الإدارات الأهلية بالولاية النظار والعمد بالولاية، كذلك للدعم السريع دور كبير في مكافحة التهريب بالتنسيق مع إدارة مكافحة التهريب بالولاية, مبيِّناً أن كل القوات العاملة في هذا المجال تعمل بتنسيق وتناغم تام. في مكافحة المخدرات من خلال مبادرة مكافحة المخدرات بالولاية.
المسؤولية المجتمعية
وعدَّد منصور مشاركات الدعم السريع مع مجتمع الولاية في أعمال النظافة وإصحاح البيىة والمياه وعدد من المشاركات، وقال: سيكون لدينا مشاركات مع المجتمع تقوم بتقديم أدوار في إطار مسؤوليتها المجتمعية تجاه مجتمع الولاية, وشكر قيادة قطاعات الشرق لتوفير الإمكانيات ممثل في قائد قطاعات الشرق لواء مضوي حسين ضو النور، بجانب القيادة على مستوى الشرق، وحيَّا كل مجتمع كسلا والمجتمع الرياضي والأهلي, مشيراً لاتساع الحدود مع دولة أريتريا وأثيوبيا, وقال: لدينا عمل مشترك في مكافحة التهريب. مبيِّناً أن ولاية كسلا من الولايات الحدودية تكثر فيها نشاط تهريب السلع بكل أنواعه. وأضاف: نحن في الدعم السريع لدينا تنسيق مع كل القوات النظامية بجانب انفتاحنا على مواقع معينة حسب المواقع الَموكلة من قيادة خلال الفترة الماضية في مكافحة التهريب، حيث تمت ضبطيات للعربات المسروقة، حيث تم ضبط (١١) عربة مسروقة في كسلا. وقال: إن كل العمل يتم بصورة متكاملة مع الأجهزة النظامية الأخرى. وقال منصور: لا توجد تحديات تذكر، فقط هناك كميات كبيرة من اللاجئين تحتاج إلى تضافر الجهود للحد منها. وأكد أن حجم التهريب بالولاية كبيرة ومنتشر في جميع أرجاء الولاية, وأن مسألة التهريب آفة مستديمة منتشرة في كل أرجاء الولايات التي تعاني من التهريب, وقال: نحن نتعاون مع القوات النظامية ونشارك بفاعلية للحد من الظاهرة, لأنها مضرة بالاقتصاد القومي.
فض النزاعات
وأوضح منصور أنه في مجال السلم والمصالحات المجتمعي شاركت قوات الدعم السريع مع القوات المشتركة في عمليات فض النزاعات بين القبائل وكذلك شاركنا في لجان المصالحات مع حكومة الولاية، وكنا فاعلين في كل عمليات السلم والمصالحات المجتمعية، أما في مجال الصحة والتعليم أكد مشاركة الدعم السريع في عمليات إصحاح البيئة في المدارس بجانب عمليات إصحاح بيئة في عدد من أحيا المدينة بمشاركة شباب المنطقة ولجان الخدمات والتغيير، والدعم السريع يجد قبولاً كبيراً من المجتمع، وقال: قبل يومين سلَّمنا نادي الميرغني كسلا مبلغ مقدَّر من قائد الدعم السريع كان له أثر كبير في دفع نادي الميرغني التأهل للدور التأهيلي الممتاز، وقال: عاهدناهم بالدعم حتى وصود النادي للدوري الممتاز لأنه ممثل الولاية الوحيد.
ظلال سالبة
وفي ذات السياق أكد مدير جهاز المخابرات ولاية القضارف العميد عبد المنعم محمد, أن الحرب الإثيوبية في إقليم التقراي ألقت بظلالها على الولاية، مشيراً للآثار الاقتصادية والصحية التي تقع على المنطقة، وقال: بفضل جهود القوات النظامية المشتركة أدت للحد من تلك الظواهر، ورأى عبد المنعم أن ولاية القضارف ذات خصوصية حدودها واسعة مع إثيوبيا ولها حدود مع دولة أرتيريا، وقال: تلك مسألة لها مردود أمني على المنطقة، وأكد أن القوات النظامية في قضية التهريب والمتاجرة بالبشر تعمل في بوتقة واحدة وانسجام تام بجانب ذلك مشاركة قوات الدعم السريع والشرطة والجيش وجهاز المخابرات في الأطواف الخاصة بتأمين موسم الحصاد كذلك محاربة الظواهر السالبة.
زراعة آمنة
فيما كشف والي القضارف محمد عبد الرحمن محجوب، عن تمكن الولاية لأول مرة من زراعة آمنة في منطقة الفشقة بفضل الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة في تأمين المنطقة، وقال: لأول مرة يموَّل الموسم الزراعي مبكراً والذي يعني هناك أمن غذائي وهو أمن للسودان. وتوقع الوالي زيارة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو، قريباً للولاية لتدشين حصاد السمسم، وقال: هناك عمل مشترك لتأمين الحصاد، مشيراً للأطواف التي تقوم بها القوات النظامية في هذا الصدد. وعبَّر عن شكره للدعم الذي قدَّمه حميدتي لإنجاح الموسم الزراعي.واعتبر الوالي انتشار المخدرات بصورة كبيرة حاجز يؤرق حكومة الولاية، مشيراً إلى ضعف الإمكانات لمواجهة المهرِّبين ولفت الانتباه للأعداد الكبيرة للاجئين بالولاية، حيث يقدَّر عددهم بـ(6) آلاف لاجي، بالمعسكرات مشيراً لمشكلة المياه التي ظلت تعاني منه الولاية، مؤكدًا أن مشروع الخط الناقل للمياه شارف على نهايته بتمويل من البنك الأفريقي للتنمية. وشدَّد الوالي على ضرورة مساهمة المجتمع الدولي وتقديم الدعم الكافي فيما يتعلق بقضية الهجرة، وقال: نقوم بمجهودات كبيرة تجاه الحد من الهجرة التي تتزايد بشكل كبير بشكل يومي، ولكن العائد صفر.
إشادات واسعة بدور الدعم السريع في مكافحة المخدرات وحماية الشباب من مخاطرها
تأمين الموسم
وأكد قائد قطاع القضارف بقوات الدعم السريع العقيد يوسف إبراهيم محمد بلال، مشاركة قوات الدعم السريع في تأمين الموسم الزراعي مع بقية القوات النظامية، مشيراً إلى وجود أطواف على المشاريع لمنع النهب أو التهريب والتعدي على الزراعة، وأبان أن قوات الدعم السريع عملت على تأمين امتحانات الأساس والثانوي، بجانب تنفيذ برنامج السقيا للمدارس والمستشفيات، وقال: إن القوات حققت رضًى تاماً وسط المجتمع. وأشار إلى مساهمة الدعم السريع مساهمة كبيرة في تأمين بعض المناطق لمنع المشاكل والتفلتات الأمنية بمشاركة القوات المشتركة في كل المتحرِّكات وتمشيط كل المناطق المشتبة ومحاربة الظواهر السالبة، مشيراً إلى دعم قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، للمواطنين لمشاهدة كأس العالم وتدشين البرامج بالولاية التي وجدت استحساناً كبيراً وسط الشباب. وأكد أن وجود قوات الدعم السريع ساهم في استقرار الأوضاع انعكس على سير الحياة التي تمضي بصورة طبيعية.
حفظ الأمن
أكد ناظر قبيلة الأرتيقة بمحلية سواكن بولاية البحر الأحمر الناظر محمد الأمين أرتيقة، وقفتهم القوية خلف الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب مجلس السيادة من أجل حفظ الأمن والاستقرار ودفع مسيرة السلام، جاء ذلك لدى استقباله اليوم بداره الوفد الإعلامي لقوات الدعم السريع الزائر لولايات الشرق. وأشاد ناظر الارتيقة بجهود قوات الدعم السريع في الجوانب المجتمعية والخدمية والإنسانية وتطرَّق لمواقف الفريق دقلو، القوية تجاه الإدارة الأهلية وتكريمها بإشراكها في فض النزاعات بين القبائل وإقامة المصالحات وحقن الدماء. وقال: إن مشاكل البلاد تحل بالحوار والتكاتف وتغليب مصلحة الوطن، ومن جانبه تطرَّق الرائد الدكتور نجم الدين عبد الله إسماعيل، مدير إدارة الإذاعة والتلفزيون بدائرة الإعلام بالدعم السريع للتاريخ الحافل لمنطقة سواكن والأدوار الوطنية للبطل عثمان دقنة، وثمَّن الأدوار الكبيرة التي قامت بها الإدارة الأهلية في نبذ العصبية ومحاربة الكراهية ورتق النسيج الاجتماعي، وتمنى أن يسود الوطن الأمن والاستقرار والسلام.
إنجازات الدعم
وأوضح المهندس محمود إدريس تيراب، الخبير والمحلِّل السياسي أن الدعم السريع بولاية كسلا محط احترام وتقدير ومحبة كل مواطني الولاية بمختلف خلفياتهم القبلية، مبيِّناً أن إنجازات الدعم السريع في كسلا بدأت عندما نجح في احتواء القتال القبلي الذي اندلع هناك بين قبيلتي النوبة والبني عامر، مؤكداً أن قوات الدعم السريع نجحت في الفصل بين الطرفين المتقاتلين، لأنها كانت مقبولة جداً منهم جميعا فاحلت السلام والأمن والاستقرار في ربوع الولاية، لافتاً إلى أن الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة وبما يمتلك من خبرات ومعارف ومقدرات في المصالحات القبلية استطاع في وقت وجيز إنجاز اتفاق صلح القلد بين النوبة والبني عامر الذي أوقف كل خطابات الكراهية بين المكوِّنين وساهم في إرساء السلام المجتمعي بينهم فساد الأمن والاستقرار الولاية بعد أن فقدته ردحاً من الزمن. وقال تيراب إنه كان لتدخل الوحدة الطبية للدعم السريع في كسلا لمحاربة حمى الكنكشة التي عانى منها مواطن كسلا لفترة طويلة من الزمن، كان لذلك التدخل أعظم الأثر في نفوس المواطنين هناك في وقت أحجمت فيه كل المنظمات الوطنية من التدخل هناك خشية العدوى بالمرض. وأضاف تيراب، إن إحدى أعظم إنجازات الدعم السريع بكسلا نجاحه في مكافحة التهريب وانتشاره على طول الحدود مع دولة أريتريا، منوهاً إلى أن ذلك الانتشار ردع المجرمين وعصابات الهجرة غير الشرعية وتجار المخدرات، مشدداً على أنه وبفضل انتشار الدعم السريع في ولاية كسلا لم يعد السودان دولة ممر أو مقر لتجار المخدرات أو تجار البشر.
خطر المخدرات
إلى ذلك أشاد الخبير في الحكم المحلي الضي سليمان الزين، بجهود قوات الدعم السريع قطاع البحر الأحمر في حماية المجتمع من خطر المخدرات واستحسن الشراكات المتعددة التي قامت بها هذه القوات مع إدارة لمكافحة المخدرات، ومنظمات المجتمع المدني، بغرض التصدي لظاهرة انتشار المخدرات وسط الشباب من خلال استخدام التوعية والإرشاد بخطورة المخدرات على المجتمع. وقال: إن انتشار قوات الدعم السريع على الحدود ووجودها على المعابر، مكّنها من إحباط معظم عمليات تهريب المخدرات العابرة، وكذلك عمليات نقل المخدرات من مناطق الإنتاج إلى المدن.وأكد أن قوات الدعم السريع بفضل هذه الجهود على الحدود لعبت دوراً مهماً في حماية المجتمع من خطر المخدرات، والجريمة التي تستهدف تدمير عقول الشباب، وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والأمني.
تظاهرة ثقافية
وكانت قوات الدعم السريع قطاع البحر الأحمر نظمت خلال الشهر الجاري تظاهرة ثقافية كبرى بالكورنيش الرئيس لمدينة بورتسودان، بالتعاون مع منظمة “عتاب” الثقافية، في إطار فعاليات مكافحة المخدرات تحت شعار (عوافي _سلام) تسابقت واحتشدت له جماهير البحر الأحمر، التي أشادت بدور قوات الدعم السريع في مكافحة المخدرات وحماية الشباب من مخاطر الملوِّثات العقلية. وقال د. أبوالقاسم حسنين، خبير طب المجتمع، إن تعدد مهام قوات الدعم السريع جعلها تلعب دوراً مهماً في مكافحة المخدرات، من خلال وجودها في المداخل والمعابر الرئيسة وميناء بورتسودان، وأضاف: إن انتشار المخدرات وسط الشباب مسألة مقلقه جداً، لأن استهداف عقول الشباب يدمِّر المجتمع بأثره، من خلال تفشي العنف والسلوك الإجرامي والجريمة المنظمة، وكذلك ارتفاع نسبة الموت بالحوادث المرورية، إضافة إلى توقف عجلة الإنتاج والانهيار الاقتصادي والأخلاقي.