عبد الله مسار يكتب: الأخ الصديق
قال الإمام الشافعي إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة، فشد يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعبٌ ومفارقته سهلة.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خير من أخ صالح فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسّك به.
وقال الحسن البصري إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأنّ أهلنا يذكِّروننا بالدنيا وإخواننا يُذكِّروننا بالآخرة ومن صفاتهم الإيثار.
قال لقمان الحكيم لابنه يا بني ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخاً صادقاً، فإنما مثله كمثل شجرة إذا جلست في ظلها أظلتك وإن أخذت منها أطعمتك وإن لم تنفعك لم تضرك.
قيل إنّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مرض ذات يوم ولزم الفراش فزاره صديقه الإمام الشافعي رحمه الله فلما رأى عليه علامات المرض الشديد أصابه الحزن فمرض الإمام الشافعي أيضاً فلما علم الإمام أحمد بذلك تماسك نفسه وذهب لرؤية الإمام الشافعي في بيته، فلما رآه الشافعي قال مرض الحبيب فزرته فمرضت من أسفي عليه.. شفي الحبيب فزارني.. فشفيت من نظري إليه.
إن الصحبة الصالحة والصديق الوفي والأخ الصالح نعمة من نعم الله، حافظوا على إخوانكم فهم عطر حياتكم.
فقال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا).
وقال الإمام ابن القيم مفسراً هذه الآية (يأبى الله أن يدخل الناس الجنة فرادى فكل صحبة يدخلون الجنة سوياً).
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصحبة الصالحة التي تأخذ بأيدينا وتشد من أزرنا، وتنفعنا في ديننا ودنيانا بالنصح جواده وإلى الخير قواده وتدخلنا الجنة زمراً.