اميمة عثمان تكتب : (احساس ميت )
الخرطوم : الصيحة ..منوعات
فقدت الاحساس بالاتجاهات الحادة التقليدية والتي تجعل العالم مربعا يمشي علي أربعة ارجل, أو يحلق بأربعة أجنحة, أصبح العالم بالنسبة لي دائرة محكمة تعتلي صهوة الطوفان. أسرجتني جذوة المعارك والكتابة والقراءة, ونفاذ بصيرة العذاب, واحباطات العام والخاص…..
,فولجت الي مصلاة التأمل. وأصبحت لعبتي العبثية المفضلة مرواغة ما يواجهني من أقنعة ونزعها بغتة أو خلسة, كما يفعل الحواة ثم تسمية وتحليل ما وراء الأقنعة بطول حجم قامة العذاب.
هاشم صديق .
الكتابة … حالة روحانية سامية عليه ، ؛ تنطق أحرفها عن روح الكاتب وأعماقه ؛ حسآ وعقلآ ، فتفشى أسراره وأذواقه وأحواله الباطنة ..
الكتابة إستغراق كلي …فناء في المحسوس المدرك وإرتفاع في عوالمه الخفية .
بعضُ ما نَمُرُّ به من أحْداثٍ تتحدَّى ” الزمكنة ” وتبقى خارج قوانين المألوف ترواح مكانَها بأعماقِنا بين شدٍّ وجذبٍ واستِقامةٍ وانْحِناء ونبقى أسرى لها تُشَكِّلنا كيفما شاءت مظهرًا وجوهرًا ، تَجعلنا نتمنى
أن لو كان بمقدورنا أن نمزِّقَ صفحاتها ، ألا يقولون نأنَّ الحياةَ كتاب ……
عندما نفقد الاحساس بالعالم من حولنا تصبح كل الفصول واحده
نحن في الحقيقة نحكم على الطقس من برودة و دفئ من خلال طقسنا الداخلي فسيظل الشتاء بارداً ( قانون طبيعي) لكننا يمكننا أن نراه بارداً جالباً لمشاعر الوحده و الضيق أو بارداً رومانسياً يخلق عاطفة تجاه غطائك
و سيظل الصيف حاراً ( قانون طبيعي) ولكن يمكننا أن نراه حاراً خانقاً زاهقاً للروح أو حاراً تجاه احساسنا بالاشياء .
العالم الحقيقي بداخلنا .. إذا طاب من الداخل ، طاب كل شئ بالخارج .. بمعنى آخر .. الخارج مرآة للداخل ….