وحيد علي عبد المجيد يكتب: الخليفة ميرغني محمد سعيد بركات.. الرحيل المر
وحيد علي عبد المجيد يكتب: الخليفة ميرغني محمد سعيد بركات.. الرحيل المر
هاتفني الأخ العزيز عثمان الحاج واخبرني بوفاة الخليفة ميرغني بركات اتيت معزيا أسرة الخليفة ميرغني فأصبحت المعزى حاولت أن أكون جلدا وأصبر الشيخ مبارك بركات الذي خبأة جذوة نوره وقوة
شكيمته في موقف كهذا.. انظر يمين اجد الشيخ مبارك اصرف مقلتاي الدامعتان عنه خوفا من حزنه
الذي اعياني انظر شمالي ترمق عيني الشيخ بابكر وامامي اجد ابناؤه ابراهيم وراشد وخلفهم الشيخ علي مبارك فاسرح في خيال جامح أن ميرغني امامي يمتلكني شعور بأن هؤلاء الناس سيلحقون بهذا الميرغني توا ربي تغمده برحمتك اتاك عبدا فقيرا
فاسكنه الفردوس الأعلى فمثله رقم لا ينسى ولا يطويه
التاريخ والحزن حين يأكلنا من الداخل لا نملك أمام
سطوته إلا الصبر والأنصياع قدر الاستطاعة ما تبقى
لنا من رمق لضرباته الموجعة في الروح تلك الضربات التي لا ترحم ولكن تأخذنا بين براثن الألم كثيرا وللحزن أسباب كثيرة غير أن أشدها قسوة على النفس ذلك الذي يطويك اثر رحيل شخص عزيز عليك وهناك
حزني يقذف بك بعيدا نحو الطرق المتعرجة من الوجع
ما اقساها من لحظات اشعر بأني أتداعى وبأن كلماتي عصية على الظهور أشعر بحزن غريب ينتابني
اشعر بقلبي يئن وانا عاجز عن الكتابة وفراق الأحبة جد مرهق والخليفة ميرغني له سيرة ومسيرة تقول بأنه
ولد قائدا وزعيما ويظل زعيما لا يعرف الغياب لأن أمثاله لا يعرفون الغياب.
فقدناه واسفاه صاحب التجارب والرأي السديد ذلكم
هو الخليفة ميرغني الذي كان نورا ساطعا وكان سيفا قاطعا وكان إنسانا وكان يحمل بين جنبيه نفسا عزيزة ابية ترى في المزلة عارا ذلك هو الإنسان الخليفة
ميرغني الذي لم يكن فقده فقد واحد ولكنه بنيان قوم تهدم وكان يحمل في قلبه تلك المشاعر وكثير من
الناس تحملهم الحياة وهم عالة عليها ولكنه الكريم
الذي كأنك تعطيه الذي أنت سائله ولو لم يكن له ي كفه غير نفسه لحاد بها وانه اعتلى من القمم
اسمقها وامتطى الخيول العالية مناكفا ومدافعا عن
الحزب الاتحادي الديمقراطي في صولات امتدت عقودا من الزمن وكان المشرف السياسي لغرب أم درمان ومستشار مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
اعمق حزن أشاهده ذات حزن تشعر بأن
هذا الكون ضيق جدا وان اتساع الرؤية ينغلق عليك
حتى لا تكاد ترى طريقا فتسود العتمة فيبدوا الكون أشد
ضيقا وانحسارا وتتسلل إلى روحك نبرة من ألم تحفر
أخاديها في روحك جروح عميقة لا تندمل ولا تقوى الأيام على احتمالها ليحملها قلبك الصغير طبت حيا
وميتا يا لهفي وحزني سادعوا الله لك لن ننساك لن ينسوك لأنك فيهم دوما عزا وشموخا وفخرا لأنك بينهم
الحمامة وغصن الزيتون وداعا زينة الرجال حزنت وفرحت الأولى لموتك والثانية لأن لك الجنة إن شاء الله فمن يحبه الناس يحبه الله وانطفأت شمعة طالما انارت للأهل والصحاب وطالما بثت فيهم روح المرح والبهجة فأضحت تىلكم النفوس بعد انطفائها عابسة كئيبة متأرجحة متالمة حزينة قلقة خط الأسى في جوهرها سوادا لن تنيره الأيام ما بقيت أيام وكنت ترى على وجوه الملأ ثمة اسى باىغ وانكسار نفس..
وبكاء وعزاء والقصيد خواء كانت بداية رسالة ورثاء
اخذت من وقتي اعظمه لاني في غاية الألم وعيناي
تمطر كالليل الدافق كتبتها بحسى وحواسي بنقطة من
دمي وخططتها بيراع مسكته بأنامل مرتعشة وغمسته في الدم ليجري علي قرطاس سطوره دموعي واهاتي
وزفراتي واهاتي ليعبر للجميع عما يختلج في نفسي
من حزن ألم وحسرة انت رجل فريد ومتفرد شفيق
حساس مخلص ثابت على المواقف مصلح مساعى الخير والسلام تجري في عروقك مجرى الدم لقد تالقت
وساعدت واحسنت وابدعت واعطيت وكفيت واوفيت
وابكيتنا يوم رحلت لقد نشأ في بيت تكتنفه عزة الإسلام
ويحفه المجد والشرف وطيب العنصر ألا هو منزل
والده الخليفة محمد سعيد بركات ووالدته الحاجة
نفيسة عليهما رحمة الله ما هذا اللفيف من الجمع الحزين عليك نواح وعويل نساء ودموع رجال غاليات حبا في شخصك.
مشهد الناس خشبة مسرح أمامي.. جيران.. معارف..
أصدقاء.. اخوان.. أهل أطفال.. كبار رجالات
المجتمع الكل ينوح بطريقته الخاصة استفتاء بأنك الطيبة والحنين يا لها من صفات تليق بك لن أوفيك حقا هو أصلا لك إلى جنات الخلد الخليفة ميرغني بركات ما دفناك ولكن بزرناك لتنبت في كل شبر
من الأرض. يذهب الأوفياء ويتركونا أيتام.
إنا لله وإنا إليه راجعون
والعزاء موصول
لأبنائه إبراهيم وراشد وابنته عبلة والدكتورة الإنسانة
العظيمة دكتورة سمر وبقية أبنائه والعزاء للشيخ مبارك
والشيخ بابكر بركات والشيخ علي مبارك والأستاذ عمر حجازي وجميع آل بركات والختمية.