تقرير: عبد الوهاب أزرق لازم
ظلت ولاية جنوب كردفان، ومنذ اندلاع الصراع في جنوب السودان في العام ٢٠١٣م، تحتضن اللاجئين الفارين من هناك بعد اشتعال نيران الحروب عقب الانفصال من الدولة الأم نتيجة استفتاء فاقت الـ٩٠٪.
تدفُّق اللاجئين من جنوب السودان إلى ولايات السودان الحدودية شكَل ضغطاً على الخدمات في الولايات والمحليات على قلتها، فعاشت محليات الليري، أبوجبيهة، تالودي، التضامن بجنوب كردفان وضعاً استثنائياً وتحدياً حقيقياً، وهي تستقبل جموع اللاجئين الذين شاركوا المواطن خدمات المياه والصحة والاقتصاد فأصبحوا فوق طاقة المجتمع المضيف والمحليات، مما جعل المنظمات الدولية والوطنية تقدم الدعم والسند للاجئين والمجتمعات المضيفة معاً عبر توفير المأوى والغذاء وخدمات المياه والصحة.
وتتأرجح التقديرات الكلية لتواجد اللاجئين بجنوب كردفان، إلا أن مدير إسكان اللاجئين بجنوب كردفان العميد ركن معاش/ خليفة تركاوي أكد لـ (الصيحة) أن اللاجئين يتواجدون بكثافة في محليتي الليري وأبو جبيهة في معسكرات دار بتي، السراجية.
وأضاف: تم حصرهم بالبصمة ويقدر تعدادهم الآن بـ٤٠٠٢٣ لاجئاً منهم ٣٥٢٣٣ مسجل بالبصمة و٩٢٧٢ غير مسجلين بالبصمة، وجاري التسجيل، وأكد تقديم الخدمات لهم من المنظمات.
وأوضح مدير إدارة المتابعة والتقييم بمعتمدية اللاجئين الاتحادية، محمد نور الدين محمد عثمان، عقب زيارته لولاية جنوب كردفان، ولقائه والي الولاية (للصيحة)، أن زيارته شملت ولايات كردفان والنيل الأبيض، وقال: قدمنا خلال لقاء والي جنوب كردفان تنويراً عن أهداف الزيارة وأوضحنا له أنها تأتي لتفعيل الأداء للوصول لتطوير العمل لزيادة الكفاءة الإدارية والتنفيذية، ومعرفة ما هو مطلوب تجاه اللاجئين بالتشاور مع المكاتب الفرعية بالولايات، وأخذ التوجيهات من الوالي وتنسيقها حسب ما هو مطروح وتقييم الوضع للفترة اللاحقة لتحقيق الأهداف الإنسانية.
وتابع: يتم تسجيل اللاجئين حسب الاتفاقيات، وأردف: سعت المعتمدية لإصدار بطاقات اللجوء الحديثة للحد من اللجوء الكلي.
وكشف عثمان أن ما تقدمه المنظمات الدولية لا يتعدى الـ(35%) مما هو مخطط له، وعزا ذلك للأزمة المالية التي جاءت لأسباب سياسية، وأضاف: جاري العمل للاستفادة من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء لتحقيق استدامة التنمية كما حدث في ولاية النيل الأبيض بمشاريع الإعاشة، وقال: نسعى لتفعيل الخطة الخمسية في المناطق المتأثرة باللجوء لتعويض المواطنين.
وأردف: تأتي الزيارة في إطار ترفيع الخدمات إلى أعلى معدل للحد الأدنى للمعايير، وتسهيل وتسويق البرامج للاستقطاب، وأشار للخدمات المتمثلة في التعليم والصحة العلاجية والوقائية بجانب مشروعات المياه وسبل كسب العيش، وزيادة نسب المواطن وبناء المدارس حسب الأعداد الكلية بالمنطقة.
وتنشط مفوضية شؤون اللاجئين في عقد سلسلة من الاجتماعات بولاية جنوب كردفان لأهميتها باعتبارها من الولايات التي تحتضن أعدادا كبيرة من اللاجئين، وعقدت اجتماعًا مع والي جنوب كردفان اللواء ركن رشاد عبد الحميد، وناقشت معه العديد من القضايا التي تخص اللاجئين الوافدين لولايته وكيفية تقديم الخدمات الضرورية لهم.
المفوض السامي للاجئين بكادقلي هنري كارا عقب لقائه والي جنوب كردفان قال لـ (الصيحة): عقدنا اجتماعاً مع الوالي، وقدمنا تنويرًا بسيطاً عن مهام المفوضية وعملها الأساسي، وهي تقدم خدماتها إلى العائدين واللاجئين في أماكن تواجدهم، وتقدم الخدمات إلى المجتمعات المضيفة وتشمل التعليم، الصحة، والمياه.
وأضاف: توجد الخطط التي تخدم كل المجتمعات معاً. ولفت لوعد والي جنوب كردفان اللواء ركن رشاد عبد الحميد وتوجيهه بتذليل كل الصعاب التي تعترض العمل، ووصف الاجتماع بالمثمر، وسادت فيه روح طيبة وأثمرت كل الجهود.
ويرى مراقبون، أن محليتي الليري وأبوجبيهة هما اللتان تحتضنان أعداداً كبيرة من اللاجئين، وهنالك أعداد أخرى بمحليات الولاية، وبأعداد أقل يتقاسمون الخدمات مع المجتمعات المحلية.
ويرى البعض أن هنالك بعض الممارسات السالبة التي تحدث في المعسكرات لقربها من سكن المواطن، ويطالب السكان بإبعادها وقيام المعسكرات حسب المواصفات العالمية.
تظل قضية اللاجئين بجنوب كردفان هاجساً يؤرق الولاية وهي التي تعيش وضعاً استثنائيا، وأثرت الحرب على كل المجالات الحياتية، وتحتاج إلى توفير الخدمات لمواطنيها تنسيهم سني الاقتتال.