إبراهيم محمد إبراهيم يكتب: إلى متى؟
نيل الأوطار
إبراهيم محمد إبراهيم
إلى متى؟
طالت فترة التفاوض بين قحت والمكون العسكري للوصول إلى تسوية سياسية تُخرج البلاد من هذا الوضع المزري الذي نعيشه. طال انتظار الشعب السوداني وهو يمني نفسه بفرج قريب. ما من يوم تشرق فيه الشمس إلا وتجد عددا كبيرا من المواطنين أمام المكتبات. ومتابعة وسائل الإعلام المختلفة عسى أن يجدوا خبراً أو يسمعوا عنواناً يبشر بدنو ذهاب هذه الأيام المُرة والمأساوية التي يعيشها المواطن. أسوأ سنة تمر على الشعب السوداني منذ الاستقلال، ضاقت علينا الأرض بما رحبت بسبب الأوضاع والفتن القبلية. والهشاشة الأمنية. المواطن لا يحس ولا يشعر بالأمن داخل العاصمة، دعك من الولايات، بل وداخل منزله. أبرزها جريمة القتل المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في حي بري امتداد ناصر وسط الخرطوم الأسبوع المنصرم، بالإضافة لضنك العيش وغلاء الأسعار تشرّد كثير من الأسر، (عظمة الله وقدرته) تتجلى في تسيير أمور الشعب السوداني في هذه الفترة. بلد بلا حكومة وبلا ميزانية. اقتصاد متدهور توقف عدد كبير من الشركات والمصانع. كساد في التجارة لا بيع لا شراء، متوسط صرف المواطن ستة آلاف جنيه وهو لا يستطيع إدخال ثلاثة آلاف جنيه. والآن لا يوجد إحساسٌ ملموسٌ بمعاش الناس من فرقاء الأزمة السياسية. المكون العسكري في الفترة الماضية صرّح بخروجه من العملية السياسية، بل حتى من التفاوض، وترك الساحة للمكون المدني بتشكيل حكومة كفاءات للفترة الانتقالية، ثم يعود مجدداً للجلوس للتفاوض ومناقشة بنود وثيقة المحامين.
أما المكون المدني فيه شركاء متشاكسون، الحزب الشيوعي هو الأكثر تطرفاً وبقية الأحزاب لا حول لها ولا قوة. المجلس المركزي للحرية والتغيير بين الفينة والأخرى يُفاجئنا بتصريح جديد، أحياناً يصرح بقرب التسوية السياسية بوثيقة خاصة وتشكيل حكومة خلال أسبوعين، نفرح قليلاً ثم يأتوا بتصريح جديد بأن مسودة نقابة المحامين هي الأصل الذي تبني عليها التسوية السياسية واعتمدتها الآلية الثلاثية وبعدها بأسبوعين فقط تشكل حكومة الفترة الانتقالية، يمضي الأسبوعان ولا جديد. ثم يصرح أحدهم بتوقيع اتفاق إطاري الأيام المقبلة. والآن تجاوزنا الأسبوعين، لا اتفاق.. ما ادري إلى متى تستمر بنا هذه الدوامة… الشعب السوداني هُلك من الصبر، لا يستطيع أن يتحمّل أكثر من ذلك.ثم تأخير التسوية السياسية قد يطيل أمد الحكم العسكري، ويفتح الطريق لأنصار النظام البائد لأنهم يعملون ليلاً ونهاراً من أجل العودة للحكم. هم الآن يخرجون الشعب السوداني في مسيرات تُندِّد بانتهاك الأحكام الشرعية، ورد الكرامة وتهويل الأوضاع السياسية بأن البلد تستعمر من جديد ونحو ذلك.
ومن ناحية أخرى، سوء الأوضاع المعيشية تجعل المواطن يكره التغيير ويفقد الثقة في كل القوى السياسية سواء كانت قحت أو غيرها، لأن الجوع (كافر) كما يقولون.
فلذلك نصيحتي للمجلس المركزي للحرية والتغيير الإسراع ثم الإسراع في تكوين حكومة بأي حال حتى تخرج البلاد من احتمالات لا يحمد عقباها.
نسأل الله تعالى الفرج القريب.