صلاح الدين عووضة يكتب: تميم!
بالمنطق
صلاح الدين عووضة
تميم!
وقال الشاعر:
إذا غضبت عليك بنو تميمٍ حسبت الناس كلهم غضابا
وقائل هذا البيت هو جرير..
وجرير شاعر من تميم؛ وكان بانتمائه هذا فخورا..
وأمير قطر اسمه تميم؛ وصار كل عربي – ومسلم – به الآن فخورا..
وأنا لم أكن كذلك من قبل..
وربما ذلك من منطلق المثل القائل (اللي ما يعرفك يجهلك)..
ما كنت لقطر كارهاً… ولا لأميرها..
وإنما – في المقابل – ما كنت فخوراً بأيٍّ منهما؛ بمظنة أنهم جميعاً سواء..
ولست في حلٍ من أن أشرح دلالة مفردة (جميعاً) هذه..
فهنالك قيود الروابط… والعلائق… واللباقة… والكياسة… والسياسة..
وذلك رغم إشادتي بأميرة قطر – موزا – من قبل..
وذلك حين أذهلني منها – أثناء زيارتها بلادنا – تواضعٌ… وثقافة… وبساطة..
بساطةٌ حتى في المظهر..
حتى لتحسبها أنيقةً من عوام النساء؛ وليست ثريةً من أميرات الثرى..
وكانت ذات عقلٍ أكثر ثراءً..
فحصرت همها في زيارة مناطقنا الأثرية لتقف على غابر حضارتنا..
والآن بلادها تحتضن مونديال كأس العالم..
فتبدى للعالم كله وجهٌ مشرقٌ للعرب – والإسلام – عبر وجه قطر..
وعبر وجه أميرها تميم..
ففرح الكثيرون فخراً؛ وغضب القليلون غيظاً..
ولم يجد القليلون هؤلاء ما يعيبون قطر عليه… فيما يلي إدارتها المونديال..
بل بدا كل شيء مذهلاً؛ وأكثر..
فبحثوا عن ضالتهم في توافه الأمور – والأخلاق – وسفاسفها..
ومنها قضية المثلية الجنسية..
فغضب الناس كلهم – من أسوياء البشر – لغضب بني تميم..
ونعني ببني تميم هنا تميم الأمير.. وتميم الانتماء… وتميم شبكات الجزيرة..
ونذكر مثالاً واحداً..
فمنتخب الألمان يحظى بتشجيعٍ من قِبَل ملايين العرب والمسلمين..
ومنهم شخصي كاتب هذه السطور..
غير أنه فقد كثيراً من هذا التشجيع عقب إشارة لاعبيه المستهجنة تلك..
المستهجنة – بكسر الجيم – لموقف قطر من المثلية..
والمستهجنة – بفتح الجيم – من تلقاء محبي (الماكينات) من المحافظين..
وبالمناسبة؛ حتى دول الغرب فيها محافظون..
كما أن العديد من دول الغرب هذه تفاخر بدينها المسيحي وتذكره في دساتيرها..
ثم يرفض بعض مواطنينا الإشارة لديننا في دستورهم..
بل ويرفضون حتى وضع البسملة أعلى مسودة دستورهم كجماعة قحت..
ويذكر أحدهم – وهو جعفر حسن – عذراً أقبح من الذنب..
فقد استشهد بوثيقة صلح الحديبية كمرجع لتجاهل بسم الله الرحمن الرحيم..
ونسي أنه وُضع بدلاً منها عبارة باسمك اللهم..
كما نسي أن الطرف الآخر من معادلة الصلح هذه كان مشركو قريش..
والمشركون هؤلاء رفضوا اسم الله..
فمن هم – يا ترى – المشركون الرافضون لذكر اسم الله في دستور بلادنا؟..
ونجحت قطر في امتحان تنظيم المونديال..
نجحت كما لم تنجح فيه أي دولة من قبل… طوال تاريخه المديد..
ونجحت في امتحان الثبات على المبادئ..
فعذراً بني تميم أن لم أكن أحبكم من قبل؛ شعباً… وجزيرةً… وأميرا..
وقديماً قال جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميمٍ حسبت الناس كلهم غضابا..
والغاضبون لغضبهم الآن – في كل الدنيا – بعدد الفرحين لفرحهم..
وأنا منهم!.