حميدتي.. الحديث وراء السطور
بعد انتقاده سياسة الكيل بمكيالين مع المتظاهرين
حميدتي.. الحديث وراء السطور
الخرطوم- الطيب محمد خير
أعلن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) تأييده للتسوية السياسية الجارية وحدَّد موقفه بصورة قاطعة في خطابه أمام ملتقى الإدارات الأهلية بقاعة الصداقة بأنه مع التغيير والشباب المتظاهرين، وقال: حتى لو شتمونا، مشدِّداً على أهمية الوصول إلى حل بين السودانيين والعمل معًا من أجل نهضة هذه البلاد، مؤكداً أن السودان لن يعود إلى ما كان عليه قبل العام 2018م.
وانتقد الفريق حميدتي سياسة الكيل بمكيالين في تعامل السلطات مع المتظاهرين، بفتح الجسور أمام بعض المتظاهرين، وإغلاقها أمام الآخرين، واصفاً ذلك بسياسة كيل بمكيالين بطريقته المبسطة في خطاباته الجماهيرية (إن التعامل به خيار وفقوس)، متهمًا جهات لم يسمها بمساعدة متظاهرين للوصول إلى القصر الجمهوري وسط الخرطوم ومنع آخرين، وأضاف هؤلاء متظاهرين وهؤلاء متظاهرين كلهم عندهم مطالب.
جاءت ردة الفعل من قبل تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي على الخطاب بتعليق القيادية عبلة كرار التي اعتبرت حسب صحيفة (الجريدة) تأييد الفريق حميدتي للتسوية السياسية الجارية تأكيد على نفاذ صبره، وأنه زاهد ومستعد للحل السياسي وتسليم السلطة للمدنيين، قاطعاً بأن موقف و تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي، هي نفسها لم تختلف منذ ترحيبه بالدستور الذي طرحته تسييرية المحامين وإعلان دعمه للحل السياسي، متهماً أطراف أخرى في المكوِّن العسكري بالتلكؤ والتباطؤ في المضي قدماً بالعملية السياسية.
ووصفت عبلة حديثه حول منع المتظاهرين من القصر وإقراره بذلك الأمر يعتبر تقدماً في المواقف ودللت على ذلك ببروز قوى لا وزن لها تم إفساح المجال لها للتظاهر.
ولم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها الفريق حميدتي موقفه المؤيد للحل السياسي والداعم لخروج المكوَّن العسكري من العملية السياسية وترك أمر الحكم للمدنيين وأن تتفرَّغ القوات المسلحة لأداء مهامها، وكان حميدتي قد أصدر بياناً في يوليو الماضي، قال فيه إن الأزمات التي تهدِّد البلاد في وحدتها وسلامتها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، وتحمَّلا للمسؤولية الوطنية والأخلاقية قرَّرنا إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية أن يتحاوروا ويتوافقوا دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية، وقرَّرنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين وأن تتفرَّغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون.
وقال القيادي بحزب الأمة القومي عبدالجليل الباشا لـ(الصيحة) إن حديث الفريق حميدتي هذا يؤكد ثباته على ما أعلنه صراحة من قبل بموافقته مع الفريق البرهان على خروج المكوِّن العسكري وعودة الجيش للثكنات وتسليم السلطة للمدنيين، ثم جاء تأييدهما للوثيقة التي أعدتها اللجنة التسييرية لنقابة المحامين هذا أعطى العملية السياسية دفعة قوية للمضي للأمام.
وأضاف الباشا بالتالي أرى أن حديث الفريق حميدتي المؤيد للتسوية السياسية ويتماشى مع موقفه الذي أعلنه وداعم له لكن في النهاية تظل الكلمات غير كافية ونحتاج لترجمة هذه الكلمات لفعل ليؤكدها، وأشار إلى حديثه عن التعامل مع المتظاهرين بين ازدواجية الموقف داخل المكوِّن العسكري في التعاطي مع الواقع السياسي الماثل الآن ونحن في القوى السياسية يهمنا الوفاء والالتزام بتنفيذ بما جاء في البيانات والتصريحات الصادرة بشأن انسحاب المكوِّن العسكري من العملية السياسية، وهذا يكون بالتوقيع على الاتفاق الإطاري الذي يعبِّر عن الواقع العملي من خلال الجوانب المتفق عليها ومن ثم التوقيع على الاتفاق النهائي الذي يحقق مدنية الدولة خلال الفترة الانتقالية.
وقال الناطق باسم تجمع المهنيين د.الوليد على أحمد لـ(الصيحة) أن حديث الفريق حميدتي أن لم يتبعه ببيان بالعمل سيظل استهلاك، لأن النظام البائد لايزال موجود في كل مفاصل الدولة بشقيها المدني والأمني والمؤسسات الاقتصادية، وبالتالي لا جدوى للحديث عن عدم العودة لما قبل 2018 طالما أن النظام البائد لايزال موجود يحكم.
وأشار الوليد إلى أن رؤيتهم في تجمع المهنيين أن أي عملية سياسية أو تسوية لا تتضمَّن مبدأ المحاسبة الانقلابيين لن يكتب لها النجاح ولن تكون أفضل من الحكومتين التي كان على رأسها حمدوك في الفترة الماضية .
من جهته قال الناطق باسم حزب البعث عادل خلف لـ(الصيحة) هذا الحديث جاء من أعلى مراكز السلطة من الرجل الثاني وعليه أن يقرن قوله بالعمل وأن يتخذ إجراءات وتدابير لإيقاف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع المتظاهرين، وإيقاف إعادة تموضع الإسلاميين في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية على رأس كل ساعة وتمكينهم مالياً وسياسياً بإعادة نقاباتهم، وأضاف: نحن الآن في حاجة لإقران القول بالعمل وهذه هي الفرضية الغائبة في المشهد، وزاد: أنا لا أتحدث أو أعلق على خطاب حميدتي وإنما أتحدث عن سمة عامة في المشهد.