السر إبراهيم حمزة يكتب: قطر المباني والمعاني
أعدّت قطر لكأس العالم 2022 كل ما يخطر ببال الإنسان من مبان، حيث جهزت ملاعب لكرة القدم غير موجودة على مستوى الدول العظمى، كما جهزت الفنادق والاستراحات والأسواق والمنتزهات. والحدائق والمطاعم والقهاوي على أحدث طراز، مما جعل كثيراً من اللاعبين والمدربين والجمهور وقادة الدول يبدون إعجابهم الشديد بهذا الإعداد الممتاز غير المسبوق في تاريخ كأس العالم منذ نشأته.
أما في الجانب الآخر، وهو الأهم، بعثت رسالة لكل العالم بأن كأس العالم ليس للمتعة من حيث مشاهدة المنافسات بين الفرق المختلفة التي جاءت من كل حدب وصوب، ولا للتنزه، بل ليعرف سكان المعمورة بأن الإسلام هو دين التسامح والمحبة والعدل والمساوة بين بني البشر، وعبرت عن ذلك أولاً بالتعامل الطيب من حيث الاستقبال الرائع، وكرم الضيافة، واحترام الوفود التي جاءت لتشاهد كرة القدم وللسياحة، لكنها تفاجأت بكأس عالم آخر فيه المعاني السامية لرسالة الإسلام، وذلك عبر الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على سماحة الإسلام وعدل الإسلام والمساواة بين الناس، أي لا فرق بين عجمي وعربي، والتعامل الطيب (الدين المعاملة)، ومنعت كل عمل يسيئ إلى هويتهم الدينية والأخلاقية، حيث منعت الطائرة التي كانت تقل لاعبي فريق ألمانيا التي تزيّنت بعلم المثليين من النزول في مطار الدوحة، حيث رجعت الطائرة إلى مطار دولة عربية لتستبدل بطائرة أخرى، وقالت لهم بمعنى آخر، الدوحة مطار يستقبل الأخلاق الحميدة والمثل القيِّمة، ومنعت شركة للخمور تعاقدت مع منظمي كأس العالم بأن لا تبيع الخمور، وتحمّلت قطر الشرط الجزائي، أي دفعت للشركة مال التعاقد حتى لا تحتسى الخمور في أرض قطر الطاهرة الطيبة.
قامت قطر بعمل عظيم وهو وضعت ميكروفونات على أركان الملاعب ليسمع اللاعبون والجمهور الأذان، وأمرت الحكام بأن لا يستمر اللعب والأذن يؤذن، وهذه رسالة لغير المسلمين بأن المسلمين يقدسون ويحترمون كل ما جاء في دينهم الحنيف ولا يجاملون في ذلك، قطر نموذجاً.
سخر الله سبحانه وتعالى لقطر قائدا في قامة أميرها تميم بن حمد بن خليفة حفظه الله ورعاه وسدّد على طريق الحق والخير خطاه وبارك في مسعاه لنصرة الإسلام والمسلمين، وليس ما قام به هذا الأمير من إعداد ممتاز لكأس العالم للمن والاذى والشهرة، وإنما يرسل رسالة للعالم بأن قطر بلد إسلامي يحترم الأديان ولا يقبل في دينه الدنية، وان الإسلام دين المحبة والسلام وليس ديناً للإرهاب كما يدعي أعداء الإسلام.
أما بالنسبة لفريق قطر لكرة القدم لو هزم مائة هدف، فإن قطر أحرزت مليار هدف من النوع الذهبي (الرسالة السامية).
بارك الله في أمير قطر، وفي أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة، وحكومته الرشيدة وشعبه العظيم حفظهم جميعاً من كل مكروهٍ وسُوءٍ.