نقر الأصابع
سراج الدين مصطفى
على طريقة الرسم بالكلمات
الراحل محمد سراج الدين
بحسب نظرية (الكم) لم يقدم الموسيقار الراحل محمد سراج الدين عدداً كبيراً من الأغاني، والأغنيات المعروفة له هي (تباريح الهوى) لمحمد ميرغني و(الشجن الأليم) و(واللا أيام يا زمان) و(من بعيد لبعيد) لمصطفى سيد أحمد، تلك الأغنيات قليلة جداً ولكن إذا أسقطنا نظرية (الكيف) عليها فهي أفضل من مائة أغنية بمنطق (الكم) أغنيات امتازت بالتجديد على مستوى مفردتها الموسيقية وتركيبتها اللحنية، ولعل أهمية محمد سراج تتمركز حول قيادته للتجديد الموسيقي من خلال التلحين أو التدريس في مجال الموسيقى، ويكفيه أنه قدم للشعب السوداني الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد.
علاقة خاصة
جمعتني بالراحل محمد سراج الدين علاقة يمكن أن أسميها بالخاصة.. فهو كان من الشخصيات المقربة لي.. وكان يناديني بكلمة (يا أنا) لأنه اشتهر في الوسط الفني باسم (سراج) .. جمعنا الاسم وجمعتنا دار الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى والتي كان هو سبباً في دخولي لها والتصاقي بمجتمعها حتى أصبحت واحداً من أفرادها.. لذلك أنا ممتن له وأحفظ له الكثير من المواقف، لذلك تجدني افتقده بشدة وافتقد مداعباته وطيبة قلبه الكبير.
كتاب شعراء الأغاني
أستعد خلال الأيام القادمة لطباعة كتاب (شعراء الأغنية السودانية.. توثيق ما أهمله التاريخ) في الجزء الأول من هذا الكتاب حاولت أن أضيئ على شعراء لهم إبداع غنائي حاضر ولكن سيرهم الذاتية غائبة، ولو توقفنا كمثال في الشاعر (عزيز التوم).. نجد أغنيته (ليل الشجن) تشكل حضوراً باهياً في الوجدان السوداني وربما يحفظها كل الشعب ولكنه لا يعرف حتى اسم شاعرها وقصة تأليفها، وكذلك الشاعر مبارك عبد الوهاب شاعر أغنية (حياتي حياتي) التي يتغنى بها عميد الفن الراحل أحمد المصطفى، وكذلك الشاعر (علي ابراهيم خليل) شاعر أغنية (مساء الخير يا الأمير) أو الشاعر (عبد الجبار عبد الرحمن) شاعر أغنية (مكتول هواك يا كردفان) التي يتغنى بها الدكتور عبد القادر السالم، ونموذج آخر مثل الدكتور بشير عبد الماجد شاعر أغنية (كنوز محبة) التي لحنها الموسيقار بشير عباس وتغنى بها الراحل زيدان ابراهيم.. وقصدت كذلك أن يشمل التوثيق حتى الفنانين الذين تغنوا بتلك القصائد، وكان لزاماً علي أن أتوقف في بعض سيرتهم الذاتية واستعراض البعض منها بما يخدم فكرة التوثيق.
قصدت أن أتوقّف في تلك الأسماء التي لا يوجد لها أي ذكر في بطن الكتب أو كل الوسائل الإعلامية بما فيها الأسافير المنتشرة، كانت رحلة مضنية من البحث والتقصي للبحث عن المعلومة.. ولكني حاولت.. وكنت حينما تصعب المعلومات (أزيد إصراراً) كما قال عبد القادر الكتيابي في رائعته لمحتك.. هذا الكتاب هو مجرد محاولة فقط وستتبعه محاولات في الجزء الثاني بإذن الله حتى أرفع الظلم عن بعض المبدعين الذين لم تهتم بهم كل وسائل الإعلام.
عبد اللطيف خضر ود الحاوي.. رائد التحرر الموسيقي
ولد عبد اللطيف خضر الموسيقار الأبرز وأشهر عازف للأكورديون في حي البوستة بأم درمان عام 1941م، ودرس المراحل الدراسية الأولية بأم درمان والثانوية بالأحفاد ثم نال دراسة متخصصة في علم الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة.. تأثر بالمبدعين الذين كانوا يقطنون الحي وما أكثرهم فعلى سبيل المثال هناك الشاعر عبد الله حامد الأمين والشاعر محمد يوسف موسى والصحفي ميرغني البكري.
دخل ود الحاوي الإذاعة السودانية من أوسع الأبواب وفي الأصل كان إعجابه كبيراً بالموسيقار برعي محمد دفع الله ويعتبر من أعز أصدقائه له الرحمة وكان برعي يمثل قدوته في المجال الموسيقي وهو من الذين قدموا له العون وكان كلما صافح لحناً قدمه له وعندما كان لا يعجبه اللحن يقول له إن هذا اللحن لا يشبهك واعمل حاجة أجمل ليعيد النظر في اللحن.. سافر ود الحاوي إلى القاهرة بغرض التأهل أكثر في مجال الموسيقى وكان حينها يعمل بالإذاعة السودانية ويدرس بسلاح الخدمة أو ما يُعرف الآن بسلاح الموسيقى على أيام الموسيقار أحمد مرجان الذي تخرجت على يديه أجيال من رموز الموسيقى السودانية، كما درس ود الحاوي بموسيقى الشرطة أيضاً، فكرة الدراسة بالقاهرة جاءت من قبل إدارة أوركسترا الإذاعة وكانت المجموعة تضم برعي محمد دفع الله ومحمد عبد الله محمدية والعاقب محمد الحسن واستمرت ثلاثة أعوام.