من يجرؤ على الصمت !!
في الأخبار أن تجمع المهنيين يعلن عن جداول جديدة للمواكب والتظاهر والاحتجاجات، وبطبيعة الحال لن يعدم التجمع لافتة يتظاهر تحتها، فنحن الآن تعيش مواكب ما فوق الأربعين والأيام حبلى، كما العباسي، (يا بنت عشرين والأيام مقبلة ماذا تقولين في موعود خمسين)، فالشهداء أكرم من أن نتاجر بدمائهم سياسياً وحزبياً .
* يقول أهلنا في البادية (البلقى هواهو يضرّي)، فالرياح الآن تأتي كما تشتهي سفن الشيوعيين، وأفكار الشارع المسممة لا تقبل في هذه المرحلة إلا نداء التجمع وطبوله التي تعزف على وتر موسيقى الشهداء، غداً لا محالة تتكشف الحقيقية وتُفرز الألوان والأوزان والكيمان، فيمكن أن تخدع الآخرين لبعض الوقت.. و… و….
* والقصة لا تحتاج إلى كثير عبقرية، فتجمع المهنيين يسيطر عليه الشيوعيون، والشيوعيون لا يريدونها أن ترسو على بر، فهم يرفضون كل شيء، فحركة الرفيق عبد الواحد محمد نور لن تكون ضمن أي وثيقة سلام ولو أتت مبرأة من كل عيب، وبقية الرفاق الموزعون بعناية بين الكتل والفضائيات والتجمعات سيرفضون التوقيع على كل شيء، اللهم إلا التوقيع على الدفتر الثوري ومواكب وجداول تجمع المهنيين، فلا راية تعلو على رايات الكفاح الثوري ….
* وسترون… أن الشيوعيين لن ينتجوا شيئاً خلال الفترة الانتقالية، ولن يتركوا أحداً لينتج شيئاً أبداً، سيبددون هذه الفترة بآليات الكفاح الثوري من مواكب واحتجاجات واعتصامات وإضرابات واضطرابات ومتاريس، فلا يذهبون لإنجاز عمل ولا يتركون أحداً ليخرج إلى إنجاز أي شيء، فهذا الحزب الثوري لم يصمم من أول يوم للإنتاج والإعمار والتوافق، وإنما نهض أصلاً للكفاح الثوري والاحتجاجات وقيادة المعارضات، وانتهاز الفرص كما يفعل الآن مع ثورة الشباب والشابات …
* فإن لم يستطع الحزب الشيوعي تمرير كوادره تحت لافتة الكفاءات إلى طاولة الحكومة الانتقالية، كما فعل في حكومات جبهة الهيئات التي تكررت في تاريخ الثورات السودانية عدة مرات، فإن لم ينجح في ذلك، وربما لم ينجح في هذه المرة نظراً إلى إصرار الجميع على مبدأ حكومة المستقلين، ففي هذه الحالة ستتضاعف رغبته في قطع الطريق أمام الآخرين ليصنعوا فترة انتقالية مستقرة، يكون بمقدورها تسوية بعض الملفات سيما الملف الاقتصادي الملح، ومن ثم سيخرج المواطن إلى الشارع مرة أخرى تحت لافتة .. ليس هذا المنتظر.. فلا العدالة ولا العيش الكريم الذي خرجنا لأجله قد أنجز ….
* وستكون النهاية المحزنة… على أن ذات الشعب الذي خرج لجلاء العسكر وهو ينادي بالمدينة، ذات الشعب سيخرج لا محالة يبحث عن العسكر، ليس ذلك للتدهور الاقتصادي وتردي الحياة المعيشية فحسب، بل لتردي الأحوال الأمنية وزيادة المخاطر التي يمكن ان تهدد تمليك بنيان الدولة السودانية، وسيعيد التاريخ نفسه يوم أن خرج زين العابدين الهندي للإعلام ليقول عبارته المرعبة … والله لو خطفها كلب لما انتهرته.. و… و..