تلويح حزب الأمة بنفض يده وهجوم الشيوعي.. عقبات في طريق التسوية
الخرطوم- الطيب محمد خير
بدأت بذور العراقيل تنمو في طريق العلمية السياسية التي قاربت خط النهاية بدرجة متقدمة، بعد تمكن القوى السياسية من التفاهم فيما بينها بمفاهيم ومبادئ وبرامج سياسية، ضيِّقت من الشقة بين الفرقاء ولا سيما قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والمكوّن العسكري بجود وسيط أجنبي لإنهاء الازمة السياسية.
في ظل هذا التفاؤل الذي يسود الساحة السياسية بنهاية الأزمة برز حزب الأمة القومي محذراً، من مغبة وضع العراقيل أمام الحل السياسي، الذي تسعى إليه القوى السياسية الوطنية وهدَّد في بيان له بنفض يده من العملية السياسية حال استمر العنف والاستهانة بحرمة الدم والاعتقالات وتقييد الحريات وسياسة الكيل بمكيالين باستمرار الطرف الانقلابي في المراوغة، مشيراً إلى أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية يناقض شروط تهيئة المناخ العملية سياسية ذات المصداقية بما يناقض إعلان المكوِّن العسكري التوجه نحو الحل السياسي الذي قابلته القوى السياسية بالترحاب واجتهدت في هندسة الحل السياسي المفضي إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الحكم المدني وتحقيق مطالب الشعب السوداني الذي يقف متسائلاً بعد ضاقت خانق المعاش عليه إلى متى يستمر الوضع على هذا الحال ومن هو صاحب العصا السحرية لحل هذه الأزمة؟
وكعادته سارع الحزب الشيوعي بإرسال اتهاماته التي لم ينقطع سيلها ووجهها هذه المرة باتجاه المخابرات المصرية التي جزم في بيان له بالتدخل لدعم الانقلاب العسكري في البلاد من خلال داعمها لتحالف الاتحادي الأصل مع حركات جوبا، وتكوين القيادة الموحدة لقوى الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية برئاسة جعفر الميرغني، وقفز الحزب الشيوعي مباشرة للكشف عن اقتراب تنفيذ مشروع التسوية بدعم خارجي عبر الإعلان الدستوري، قال بأنه معد زوراً باسم اللجنة التسييرية لنقابة المحامين ولم يغفل الشيوعي إبراز موقفه المقاوم لكافة الحلول المطروحة بدعوته لقيام أوسع تحالف رافض للتسوية و مقاومة لما سماها بسياسة السلطة الانقلابية من أجل إسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديموقراطي .
وقال الأكاديمي والمحلِّل السياسي عبدالرحمن أبو خريس، لـ(الصيحة): واضح أن حزب الأمة يسعى للترتيب لخروج آمن من التسوية السياسية بما يحفظ له ماء وجهه، لأن القتل لم يتوقف لا العنف تجاه المتظاهرين في الشارع، ولا المكوِّن العسكري ينفض يده من الاتفاق بالعكس ظل في حالة حديث بالموافقة عليه والترحيب بالحل السياسي، لكن المشكلة في الكتلة المدنية، إذ لم يكن لها أي إجماع على ما يعرف بالعملية السياسية التي طرحتها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، والإجماع الذي وجدته الوثيقة الدستورية 2019 أكثر بكثير، وبالتالي واضح تلويح حزب الأمة بنفض يده من العلمية السياسية نتيجة إحساسه بالخوف من الشارع الذي وقف ضدها، ففكر في حيلة للانسحاب بطريقة تحفظ له كينونته وماء وجهه أمام جماهيره .
تساءل أبوخريس، صمت حزب الأمة عن القتل في التظاهرات والعنف في التصدي لها طوال الفترة الماضية التي تجاوزت العام، ولماذا رغم إلمامه بكل مايحدث من تصدي للتظاهر والمواكب والقتل وقبل بالجلوس مع المكوِّن العسكري ليعود للتهديد بنفض يده، فهذا مبرِّر واهٍ وغير مقبول من حزب الأمة الذي أحس بأن الشارع تجاوزه مع حلفائه وبالتالي عاد ليرتب للتراجع عن الخطوة التي خطاها بطريقة غير محسوبة، ووجد أن الكثير من القوى السياسية تقف خارج العملية السياسية التي كان أحد مهندسيها، وخسر الرهان على الشارع الذي رفض التسوية وأصبح لزاماً عليه تعديل هذا الخطأ بما يحفظ له ماء وجهه، محملاً المكوِّن العسكري مسؤولية خروجه، لكن الذي تراجع هم حلفائه من المدنيين.
وقال المراقب العام للحزب الاتحادي الأصل هشام الزين، لـ(الصيحة): إن مسالب الحزب الشيوعي أنه جبل على كيل الشتائم والسباب لكل من يخالفه الرؤية والرأي ويدمغه بصفة العمالة للأجنبي، وهذا سلوك مشين ومن المعيب أن يقوم به حزب في قامة الحزب الشيوعي بكل تاريخه وعراقته، فأصبح على الدوام يتوهم بأنه وصي على الوطنية فظل يصفنا بالعمالة وكذلك حلفاء الأمس، من قوى الحرية والتغيير بعد قنع منهم وتأكد باستحالة تنفيذ أجندته عبرهم اتجه لوصمهم بالعمالة ويبتكر المصطلحات في وصفهم تارة قوى الهبوط الناعم وأخرى التسوية ويصوِّر نفسه بأنه الوطني الوحيد في الساحة وكل من يخالفونه خونة وعملاء، هذا سلوك مراهق ومشين لاينبغى أن يصدر من حزب سياسي يريد أن يكون له وزن في الساحة.
وأضاف هشام: الحزب الشيوعي يقدِّم على هجوم الآخرين حتى يواري سقوطه في وجدان الشعب السوداني بما اغترفه من جرائم بإراقة دماء الشعب السودان وحادثة بيت الضيافة مثبتة وموثقة له وهو يرعي الشمولية ويؤسس لها ويدافع عنها وانقلاب مايو لم ينمح من ذاكرة الشعب الذي أقدم عليه عندما أحس لا ثقل جماهيري ومستقبل له في السودان وكل ما يجيده الحزب الشيوعي -الآن- كيل الاتهام وإثارة الخلافات فقط ليبرر هروبه من مواجهة الاستحقاق الانتخابي الذي يعلم يقينا لا حظ له فيه.