عبد الله مسار يكتب: من عظماء بلادي.. الزعيم إسماعيل الأزهري
وُلد السيد إسماعيل الأزهري في أم درمان في ٢٠ أكتوبر ١٩٠٠م، وهو ينتمي للسيد إسماعيل الولي بمدينة الأبيض، وهو بديري دهمشي، وله صلة قرابة بالسيد مصطفى البكري أحد أحفاد الشيخ محمد البكري، أحد رجال الطرق الصوفية في السودان، أول من سكن حي السيد البكري ببيت المال في أم درمان، وجده أيضاً الشيخ البدوي صاحب قبة العباسية بأم درمان.
وُلد الزعيم الأزهري في بيت علم ودين، درس الأوسط في مدني والتحق بكلية غردون عام ١٩١٧م، ولم يكمل تعليمه بها، عمل مدرِّساً في عطبرة الوسطى وأم درمان، وذهب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت مُبتعثاً ورجع منها عام ١٩٣٠م، تم تعيينه في كلية غردون.
اُنتخب أميناً عاماً لمؤتمر الخريجين في عام ١٩٣٧م، تزعّم حزب الأشقاء الذي كان يدعو إلى الوحدة مع مصر، تولّى رئاسة الحزب الوطني الديمقراطي ومن بعد الحزب الاتحادي الديمقراطي عام ١٩٥٢م.
اُنتخب رئيساً لمجلس الوزراء، ثم تولّى رئاسة مجلس السيادة في عام ١٩٦٥م.
كان عضواً للبرلمان السوداني لدورتين مُنتخباً من دائرة أم درمان الغربية.
الأزهري أعلن الاستقلال من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م ورفع العلم السوداني في أول يناير ١٩٥٦م ومعه الأستاذ محمد أحمد محجوب عن حزب الأمة، ثم سقطت حكومته وقامت حكومة عبد الله خليل.
بعد انقلاب عبود في ١٩٥٨م تمّ اعتقاله في ١٩٦٤م، وقامت ثورة مايو ١٩٦٩م واُعتقل أيضاً، ومات وهو بالسجن في ٢٦ أغسطس ١٩٦٩م.
الزعيم الأزهري كان يسمى أبو الاستقلال، لأنه بذل جهداً كبيراً لينال السودان استقلاله في الفاتح من يناير ١٩٥٦م، وكان له القدح المعلى في ذلك، بل غيّر توجُّه الاتحاد مع مصر لما رأى رغبة أغلب أهل السودان في الاستقلال.
عُرف الأزهري بتواضعه وزهده، بل عُرف بأمانته، حيث مات وهو مديون، وعُرف بغزارة علمه ومعرفته، وعُرف باحترامه وتقديره وعرفانه لأهل السودان.
الأزهري رجلٌ ذو قامة وطنية عالية، تعرّض لأذى جسيم في سبيل قيادة السودان إلى الاستقلال، وكان محبوباً لجماهير الشعب حتى هتفوا (حرّرت الناس يا إسماعيل الكانوا عبيد).
قاد الأزهري فحول رجال الرأي والسياسة في السودان، وواجه جبروت الطائفية بعنفوان شديد، ثمّ تحالف معها لصالح أهل السودان. عُرف عن الزعيم الأزهري ابتعاده عن شخصنة الأمور وصغائرها، كان كبيراً في كل شيء، قاد أنبل وأعرق وأعرف الرجال.
ساهم مساهمة فاعلة في صناعة وتكوين منظمات إقليمية كبيرة كمنظمة دول عدم الانحياز، وكان شريكاً ومُشاركاً في مؤتمر باندونغ الذي أسّس لدول عدم الانحياز، حيث وضع عَلَمَاً أبيض أمامه، ليُعلن أن السودان موجودٌ وإن لم يكتمل استقلاله.
رأس وفد قيادات السودان التي سافرت إلى بريطانيا لمقابلة الملكة، حيث جلس لبرهة في مقعد المملكة وجاء رجال المراسيم يقولون سيدي الرئيس هذا المقعد مُخصّصٌ للملكة، فقال قولته المشهورة لم تحتملوا جلوسنا في مقعد ملكتكم لبعض دقائق، كيف تجلسون على رؤوسنا سنين عدة!!
كان الأزهري زعيماً بمعنى الكلمة، وكان أباً لخمسة بنات وابن واحد.
الأزهري من أعظم رجال السُّودان.. نسأل الله تعالى له المغفرة والجنة.