محمد ضرار يكتب: كيف يُصنع الفنان؟
على السجية
محمد ضرار
كيف يُصنع الفنان؟
تابعت في الأيام القلايل الفايتة انتقادات واسعة للزملاء (الفنانين) وهم يمارسون أبسط حقوقهم الإنسانية بذهابهم لدولة قطر لحضور فعاليات كأس العالم.
في تقديري _الشخصي _ما تم من انتقاد لهؤلاء الشباب لا يصب _ بكل حال من الأحوال _ في خانة الانتقاد الفني لأن معظم الكتابات تتحدث عن أن الذهاب لكأس العالم لا يصنع فناناً، ولكن هنا دعوني اتوقف قليلاً لأسأل، كيف يُصنع الفنان؟
الفنان إنسان حرٌّ مستقل متأمّل واثق، لديه فضول جامح لاكتشاف خبايا هذا الوجود، يمضي وقتاً طويلاً في التفكّر في عظيم صنع الخالق المصوّر لكلّ جميل. شخصيّته مزيج من الإبداع والاتّزان والعبقرية تارةً، والجنون والهوس تارةً أخرى. هو الشخص الذي يحتفظ طوال حياته بنصاعة وتلقائيّة انطباعات وأحاسيس الطفولة، وهو الشخص الذي لم تصبه البلادة ولم يتكيف أبداً مع هذا العالم، بل ينقل عليه في غير ما تعبٍ عينينِ بريئتينِ وشغفا وعقلاً متجرّداً. الفنان غارق في الجنة المؤنسة، حيث تتجلى أسرار الحياة الغامضة التي ليست أقلّ سراً وخفاءً من الفنّ ذاته، يجتذب بألوانه البراقة كلّ مظاهر الرقيّ والجمال، وكلّ فنان يصنع لنفسه بصمةً متفرّدةً في دنيا الفن.
الفنان طاقات إبداعية تتجدد كل لحظه لخلق منتوج إبداعي متوازن يلامس الوجدان، لذلك أنا اختلف تماماً مع كل من يرون أن ذهاب بعض (الفنانين) الشباب لكأس العالم لا يصنع منهم فناناً، من منطلق تجدد الأفكار والاحتكاك ومن خلال المخزون البصري الممكن يتكون لأي فنان موجود الآن في دولة قطر ويشاهد في هذه الفعالية هذا الأمر سوف ينعكس إيجاباً على المنتوج المستقبلي بكل تأكيد.
هل أصبحنا على (سجيتنا) دوام الانتقاد و (التنمر) والسخرية والاستهتار بكل الأمور؟
هل محرم على (الفنان) التمتع بأبسط الحقوق الإنسانية؟
تلويحه وداع
تخاصم يوم وتصالح يوم
احترت معاك أعملك ايه
قول لمخاصم زعلان ليه
جارحنى
جفاك حارقني بي نار
فؤادي معاك والله احتار
اعملك ايه.. اعملك ايه
أهو ليك ليالي تدلل وعملت مخاصم
وليك أيام جفيت أحبابك وما بتسأل
لاشافوك ولا قلت كلام
جارحني جفاك حارقني بي نار
فؤادي معاك والله احتار