عاطف محمد الحسن: نعمل في قناة الشروق بروح الإدارة الجماعية
أعد كل الشعب السوداني بأننا سنقدِّم خدمة برامجية أخبارية تكون مصدر فخرهم
قناة الشروق الفضائية مشروع إعلامي سوداني كبير كان يمتار بالمهنية وتميز بالنواحي الخبرية والدقة في المعلومة ..وهي قناة ذات تاريخ عريض وممتلئ بالجمال..وبكل تلك الخلفيات جلست (بعض الرحيق) مع الأستاذ عاطف محمد الحسن، الرجل الذي يتبوأ كرسي المدير العام.. وهو يجلس في وضعية لا يحسد عليها وهو مطالب بالكثير من الأفكار والرؤي الجديدة.. وفي هذه الجزء الثاني والأخير نستكمل بعض الأراء والمواقف والطموحات الكبيرة التي يخطط لها أن تصبح واقعاً ماثلاً ومعاشاً.
حوار: سراج الدين مصطفى
سيرة مهنية وخبرات ثرة
في الجزء الأول من حواري معه الذي نشر الأسبوع الماضي قال الأستاذ عاطف محمد الحسن، بأنه من أبناء مدينة أم درمان ويسكن في حي ودنوباوي ..ودرس كل المراحل الدراسية فيها ودرس في الهند اقتصاد وعلوم سياسية ثم درست القانون الدولي (part one) وبعد ذلك عمل في تلفزيون السودان وبعد ذلك هاجر لدولة الإمارات وعمل في القسم الاقتصادي في قناة الاقتصادية دبي وبعدها التحق بمجموعة mbc group وعمل في قناة العربية لمدة عشر سنوات، وتجوَّل ما بين العربية والحدث وبعد ذلك هاجر لبريطانيا والتحق بقناة العربي وعدد من مراكز البحوث الاستراتيجية.
قضية (التمويل) واهتمام الدولة:
وبسؤالنا له من خلال تجواله في بعض القنوات العالمية كيف يرى القنوات السودانية مقارنة برصيفاتها خارجياً؟ قال الأستاذ عاطف ما يلي: ( دعني أقول لك وبكل وضوح أن أكبر مشكلة تواجه القنوات السودانية هي قضية (التمويل) واهتمام الدولة ذات نفسها بمن ينتج الإعلام أو الكادر الإعلامي الذي يعاني ويكابد الحياة من خلال مرتبات في غاية الضعف، وهذا يؤكد بأن الدولة ليست لديها اهتمام بالإعلام والإعلامي وعلى الدولة أن تصرف على الإعلام بشكل واضح لأن هناك دول تصرف على الإعلام من خلال ميزانيات ضخمة وهناك دول عرفت بالقنوات .. ورسالتي للدولة أن تهتم أكثر بالإعلاميين وتهيئ لهم أسباب حياة ولومريحة نسبياً حتى ننتظر منهم عطاء ثر وكبير يخدم مجمل القضايا.
قناة لا يعمل بها إلا أصحاب الكفاءة
وبوصفه خبير إعلامي أو حتى مشاهد عادي متابع لها، سألناه بماذا كانت تتميَّز قناة الشروق؟ فقال المدير العام الجديد ( ما يميِّز الشروق عبر تاريخها أنها قناة لا يعمل بها إلا أصحاب الكفاءة ..وهي استقدمت العديد من الكفاءات الإعلامية الكبيرة وقامت بالصرف عليهم لتكوين رؤية بصرية عالية الجودة من حيث كل مكوناتها لذلك كانت أنموذجاً جيداً للقناة ذات الاحترافية والمهنية العالية.. ولكن أعود وأكرر أن قضية التمويل المالي ورواتب الموظفين هي التي تساهم في تعقيد المشهد فبدون صرف واضح لن يكون هناك إعلام حقيقي يؤدي دوره المطلوب.
بكل هذه الأحلام والطموحات، هل وجدت ما يعينكم على تطيبق تلك لأفكار الخلاقة؟
إلى هذه اللحظة التي أتحدث فيها معك تعتمد قناة الشروق كلياً في صرفها على وزارة المالية ولكن لدينا مجلس إدارة يضم اتحاد المصارف واتحاد أصحاب العمل وسوق الأوراق النقدية ووكيل أول وزارة الإعلام ولكن حتى الأن وزارة المالية الاتحادية هي الجهة الوحيدة التي تدفع للقناة.
وهل يكفئ ما تدفعه الوزارة لتسيير شؤون القناة؟
من المؤكد بأنه لا يكفئ وذلك لأسباب عديدة يأتي في أولها أن المبنى الذي توجد به القناة -حالياً- غير مكتمل ويحتاج لصيانة شاملة وكاملة حتى يكون مهيأ لاستقبال قناة بكافة مكوناتها من أستوديوهات وصالات تحرير ومكاتب للموظفين وضرورة تهيئة المكان بشكل لائق ..وقناة الشروق إلى هذه اللحظة أستديوهاتها غير مكتملة ونقوم ببث بعض البرامج وتسجيلها خارج أسوار القناة وأقرب مثال لذلك نادي النيل العالمي الذي تبث منه القناة برنامج (صباح الشروق) وحالياً بدأنا في بث برنامج (ظلال الأصيل) من داخل أستوديو القناة ونسعى بشكل متواصل على توطين بث برامج القناة كلها من خلال الأستوديوهات الخاصة بالقناة.
هل تعتقد بأن مشروع قناة الشروق الجديد فيه قدر من الإقناع للمسؤولين والمشاهدين؟
هو مشروع كبير وطموح وجداً وأعتقد بأنه مقنع جداً وفيه الكثير من الرؤى لتقديم خدمة برامجية جديدة ومختلفة.. أقول ذلك لأننا أستلمنا قناة ذات إرث وتاريخ وسمعة طيبة لذلك يجب المحافظة على ذلك الإرث الجمالي أولاً ثم البناء عليه من خلال تخطيط علمي سليم .. وهذا المشروع لا أقوده وحدي ..فهناك معي عبدالقادر الكتيابي والأستاذ جمال الدين مصطفى والدكتور أحمد الحاج وعدد كبير من الإعلاميين الكبار أصحاب التجارب لإعلامية الكبيرة.
هل تعتبر نفسك المخطط والمنظر الوحيد لمشروع قناة الشروق بشكلها الجديد؟
أنا يا أخي سراج لا أومن بالعمل الفردي أبداً ..وقناة الشروق -حالياً- تدار بشكل جماعي وتغطي على القرارات روح الجماعية ولا مكان فيها لهيمنة الفرد حتى ولو كان هو المدير العام .. والعلاقة ما بيننا كمنتسبين للقناة تسودها روح الاحترام والمحبة ونعمل بشكل أسري جداً وهذه الروج تجعلني متفائلاً جداً ببناء قناة مختلفة وقوية.
بصراحة ..من يشاهد قناة الشروق -حالياً- يعاني جداً في معرفة هويتها البصرية وخطها التحريري؟
نحن إلى الآن نتحسس مواقع أقدامنا ..ومشروع الشروق الكبير لم يبتد حتى الآن .. وكل ما يحدث -حالياً- هو نوع من التجريب ويمكن أن تقول بأنه (تفكير بصوت مسموع) .. وكما يقال (دي المناظر ..الفلم لسه) .. ولكن بحسب التخطيط ستكون القناة مناصفة ما بين الأخبار والبرامج ومع أننا نقدم -حالياً- فقط الموجز الإخباري ولكننا نسعى في مقبل الأيام لبناء شبكة الشروق الإخبارية التي تعتمد على شبكة من المراسلين داخلياً وخارجياً.
عرفت قناة الشروق بالمراسلين من الولايات.. متى ستعود هذه الميزة الخاصة بها؟
نخطط لأن تكون شبكة الشروق هي الناطق الرسمي باسم الأرياف والأقاليم وهذا لن يكون واقعاً مالم يتم بناء شبكة المراسلين وفتح تلك المكاتب الولائية مرة أخرى مع توفير كافة ما يعينها على أداء دورها بشكل واضح وفعَّال حتى تعكس الواقع الإنساني والحياتي لهذه الولايات.
بماذا يعد الأستاذ عاطف مشاهدي الشروق في نسختها الثانية؟
أنا لا أعد مشاهدي الشروق فقط، بل أعد كل الشعب السوداني بأننا سنقدم خدمة برامجية إخبارية تكون مصدر فخرهم. أولاً: من حيث شكلها وتصميمها وقضيتها .. ولأننا سننحاز للإنسان السوداني في كل مكان وسنكون لسان حال الهامش والأغلبية الصامتة.