محاولة إبعاد جبريل من التفاوض.. ما وراء الحدث؟
"العدل والمساواة": لن تثنينا هذه العوارض وماضون في التفاوض
“الحرية والتغيير”: نطلب بالمزيد من ضمانات الحماية والحرية الكاملة
“المؤتمر السوداني”: ما حدث لن يُغيّر من صورة إثيوبيا راعية التفاوُض
متابعة: مريم أبشرــ النذير دفع الله
أسفرت تحركات سريعة للوساطة الأفريقية ممثلة في رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي والبروفيسور محمد حسن ولد لباد من إنقاذ موقف حرج دخلت فيه مباحثات الوساطة ووفد الحرية والتغيير مع عناصر الجبهة الثورية إثر قرار أمني فوري قضى بغبعاد د. جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة من مقر إقامته بفندق راديسون مقر التفاوض، وإقامة وفد الحركة، حيث أفلحت الوساطة بمساعدة مساعٍ من قوى الحرية والتغيير في إعادة جبريل مرة أخرى لمقر التفاوض.
هذا ما حدث!
وفق مصادر قريبة من المباحثات بأديس أبابا، تحدثت لـ (الصيحة) أمس، فإن الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة تم سحبه والوفد المرافق له من باحة فندق راديسون مقر التفاوض حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً بتوقيت السودان، الثانية عشرة ونصف بتوقيت أديس دون ضوضاء أو جلبة من شأنها إحداث ربكة في الفندق، وقال شهود عيان لـ (الصحية)، إن الكثير من المراقبين لمسار التفاوض اعتقدوا أن جبريل خرج مغاضباً أو أن هنالك شيئًا غير مُرضٍ قد مسّ الرجل، وليس أمر إبعاد من السلطات الأثيوبية.
وقالت المصادر إن جبريل تم ترحيله لمطار أديس أبابا قبل أن تشرع الوساطة في إجراء تحركات ماكوكية سريعة مع السلطات الأثيوبية المعنية وأفلحت تحركات الوساطة في أن تصل إلى مكتب رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد الذى سارع بإبطال مشروع قرار الإبعاد، وتمت إعادة جبريل مرة أخرى إلى مقر التفاوض بفندق راديسون، وأكدت أن عملية إبعاد خليل وملابسات إعادته إلى مقر التفاوض لم تتجاوز الساعة.
بيان الحركة
حركة العدل والمساواة السودانية، أوضحت في بيان لها أمس ملابسات إبعاد د. جبريل إبراهيم من المفاوضات، وجاء في البيان أن السلطات الأمنية الأثيوبية شرعت صباح أمس في أديس أبابا في إجراءات إبعاد رئيس حركة العدل والمساواة السودانية د. جِبْرِيل إبراهيم محمد، ووفد الحركة المشارك معه في اجتماعات قوى الحرية والتغيير في أديس أبابا، وبدأت في عملية نقلهم إلى المطار توطئة لإبعادهم، إلا أن تدخل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السيد موسى الفكي والوسيطين الآفروإثيوبي البروفسير محمد الحسن لباد والسفير محمود درير أدى إلى إبطال عملية الإبعاد، وعاد الوفد إلى مقر إقامته مع بقية قوى الحرية والتغيير، فيما ظلت كل قوى الحرية والتغيير في انتظار تصريحات السفير محمود درير للاستماع إلى ما يبرر ما حدث وتقديم ما يلزم من ضمانات لوفد قوى الحرية والتغيير من حيث أمن الوفد وحريته في اتخاذ ما يراه من قرارات دون تدخل من أي طرف. واكدت حركة العدل والمساواة أنها ماضية في طريقها لتحقيق السلام العادل الشامل ودولة المواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية.
سوء تفاهم
ورفض الدكتور جبريل إبراهيم بعد عودته إلى ردهات الفندق الخوض في تفاصيل ما جرى له ووفده المرافق من قبل السلطات الأثيوبية، وما أفاد به هو أن ما حدث سوء تفاهم من قبل الإثيوبيين تمت معالجته بالسرعة المطلوبة.
وعلمت (الصيحة) أن جبريل انخرط فور وصوله الفندق مع رصفائه في الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير والوساطة في مباحثات اللجنة السياسية ولجنة إعادة الهيكلة، وأكدت ذات المصادر من أديس أبابا أن التفاوض يمضي بصورة طبيعية في شكل مائدة مستديرة، ولم يحدث أي تعطيل، سيما وأن الروح المعنوية للمفاوضين عالية ومصممين على إكمال المهمة بنجاح، والتوصل لتفاهمات بصورة سريعة ومُرضِية.
دعوة العشاء
مصادر إعلامية أوضحت أن دعوة عشاء أقيمت بأديس أبابا على شرف الدكتور جبريل مساء أمس الأول ربما هي ما دفعت السلطات الأمنية الأثيوبية باتخاذ قرار طرد جبريل ووفده على وجه السرعة وإبعاده من أديس لجهة عدم رغبة السلطات الأمنية في أديس أبابا تواصل تلك الجهة صاحبة دعوة العشاء مع وفد العدل والمساواة لولا تدخل الوساطة.
وقالت المصادر إن الأطراف المفاوضة من قوى الحرية والجبهة الثورية اتفقوا على كافة بنود مذكرة التفاهم الخاصة بالإعلان السياسي والدستوري وإدارة المرحلة الانتقالية وتبقى فقط الإعلان عنه بعد أن بشرت به كل وسائط الإعلام، غير أن اتصالاً هاتفياً وفق الراوية الإعلامية أجراه الدكتور جبريل عقب العشاء الذي شهده بعض المسئولين القطريين أبلغ فيه الوساطة رفضه لما تم، الأمر الذي أدخل الوساطة في حرج، وأشارت المعلومات إلى أن السلطات الأثيوبية رصدت اتصالات لجبريل مع أطراف قطرية تتحدث عن عرقلة الاتفاق، وضعف الوساطة الإثيوبية، ومن ثم داهمت السلطات الأمنية مقر إقامة جبريل وأبلغته أنه شخص غير مرغوب فيه، وتم اقتياده إلى مطار أديس الدولي حيث بدأت إجراءات الترحيل، قبل أن تتراجع السلطات الأثيوبية عن الخطوة استجابة للوساطة الأفريقية.
اعتذار أبي أحمد
نائب الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني مالك أبو الحسن قال (للصيحة)، إن ما حدث من تصرف لجبريل إبراهيم ليس على المستوى السياسي، وإنما كان تصرفاً من بعض الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن اعتذار رئيس الوزراء يمثل خطوة جيدة، بل وعد بتشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث، وأضاف أبو الحسن أن أثيوبيا هي الآن راعية الاتفاق، تعمل بصورة جيدة من أجل التوصل لعملية سلام في السودان.
وكشف أبو الحسن أن أعضاء التفاوض من قوى إعلان الحرية والتغيير قد شرعوا في حزم حقائبهم حال لم يتم إرجاع جبريل إبراهيم، مشيراً إلى أن ما حدث هو من أجهزة محددة، ولكن تلافت القيادة الأثيوبية الخطأ، موضحًا أن الوفد انخرط في التفاوض منتصف النهار بصورة طبيعية، وما تم لن يؤثر على صورة إثيوبيا كدولة راعية لهذا الاتفاق والمفاوضات، ولن ينتقص من الدور الكبير الذي لعبه رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد .