الجيش سينأي عن السياسة وسيحمي الانتقال.. كيف؟
الخرطوم- آثار كامل
أكد البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش أن القوات المسلحة ستفي بوعدها بالنأي عن السياسة، وستعمل على حماية المرحلة الانتقالية. مؤكداً إن الشعب السوداني يتطلع إلى توافق وطني تشارك فيه كل القوى السياسية وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة.
كما جدَّد البرهان خلال لقائه بمفوَّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، قبل يومين، تعهده بخروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية والالتزام بعملية التحوُّل الديموقراطي لحل الأزمة الراهنة في البلاد، وأكد البرهان الالتزام بعملية التحوُّل الديموقراطي من خلال العملية السياسية الجارية، وخروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية وإتاحة الفرصة للقوى السياسية لتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة.
ولكن كيف سيحمي الجيش عملية الانتقال وهل سيكون هنالك انتقال حقيقي ليحميه الجيش؟
إظهار الجدية
يرى أستاذ العلوم السياسية طارق الحسن في حديثه لـ (الصيحة) أن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أعلن الكثير من المرات عن انسحاب الجيش من العملية السياسية، والتزامها التخلي عن الحكم مباشرة بعد حدوث توافق بين المدنيين على تشكيل حكومة جديدة و أضاف بأن البرهان أظهر جدية الجيش في ذلك، ولكن نجد أن البرهان متمسِّك بحدوث توافق المدنيين، ونوَّه بأن البرهان دائماً يظهر الجدية لأنه يراهن على عدم توافق المدنيين، وإذا لم يحدث التوافق فسيبقى البرهان أطول فترة ممكنة في السلطة، وبذلك يصوِّر للداخل والخارج أن الأزمة لم تعد مرتبطة بالجيش، بل هي صراع بين مدنيين، لذلك على القوى المدنية التوافق حتى تتم عملية إخراج الجيش من العملية السياسية والتفرُّغ لحماية الانتقال الذي يتحقق في عودة العسكر للثكنات وحراسة الحدود والقيام بعملية أمنية متكاملة .
فقدان الثقة
اعتبر محمد علي، أستاذ العلوم السياسية في حديثه لـ(الصيحة) أن فقدان الثقة بين المكوِّن العسكري والمدني لازال يسيطر على الجو العام بالرغم من توقيع اتفاق إطاري بينهما، ونوَّه بأنه بغض النظر عن حديث البرهان عن خروج الجيش من العملية السياسية وكيفية الخروج، فنجد أن هناك محاذير في التعامل معه فأصبح أي حديث يطلقة البرهان ينبغي أن تدرسه القوى المدنية لمعرفة مدى المصداقية، مشيراً إلى ضرورة خطوات تنفيذية وعملية لمواجهة تحدي الانتقال وضمان خروج الجيش والعمل على حماية الانتقال.
انهيار الوضع
بدوره قال أستاذ العلاقات الدولية حامد يس، في حديثه لـ(الصيحة) بأن حماية الانتقال تتمثل في انتقال السلطة للمدنيين وحماية الجيش لها عبر القيام بالأدوار العسكرية التي تخص الجيش، وأضاف بأن الوضع الحالي معقّد مابين إنجاز تسوية واتفاق سياسي، ونجد أن مشروع التسوية الجاري مابين القبول والرفض من قبل الفاعلين السياسيين والأحزاب، لذلك الأمر يحتاج لكثير من الوقت، وأشار يس إلى أن البرهان لازال يطلق الأحاديث فقط ،ولانرى أي تنفيذ على أرض الواقع وضرب مثلاً بحديثه خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، حيث أكد في كلمته خروجهم من العملية السياسية وترك المساحة للقوى المدنية، بجانب حديثه في العديد من المحافل العسكرية بحطاب وخلال لقائه المفوَّض السامي لحقوق الإنسان، وخلال تنويراته لقواته وضباطه، ولكن لا نرى تنفيذاً على أرض الواقع، مشيراً إلى أن المطلوب -الآن- تحديد حقيقي للموازين وتوفر الثقة وتحديد الأولويات، لأن الأوضاع لا تحتمل استمرار النزاع.