منكم وإليكم
محمد عثمان الرضي
عودة مولانا الميرغني والتوقيت الحرج
عودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي والزعيم الروحي لطائفة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني الى البلاد بعد غياب دام لقرابة الـ9 سنوات.
عودته إلى البلاد في هذا التوقيت تحديداً، الهدف منه احتواء الخلافات التي نشأت بين أنجاله جرّاء مواقفهم تجاه المستجدات السياسية.
الخلافات بين أنجاله عميقة، ولربما احتواؤها يحتاج إلى زمن طويل، وذلك لتعنت مواقفهم وعدم التراجع عنها.
والعقبة الثانية التي تواجه مولانا الميرغني تتمثل في عدم وحدة الحزب الاتحادي الذي يشهد حالة من الانقسام الحاد.
لا أتوقع أن تكون ثمرات هذه الزيارة كبيرة كما يتوقعها محبوه ومريدوه، وما عاد الزمان نفس الزمان الذي كان يأمر فيه مولانا فيُطاع من دون نقاش، وخلافات أنجاله خير دليل على ذلك.
عامل السن والغياب الطويل عن السودان، حرم مولانا الميرغني من معرفة أدق التغييرات التي حدثت خلال الفترة الماضية.
من المفترض ان ينظر إلى هذه الزيارة بواقعية وموضوعية، وبعيداً عن العواطف الجياشة والمحبة الزائدة لمولانا الميرغني.
الجيل الذي يقود المظاهرات في الشوارع ليس لديه الرغبة ان يعرف عن الأحزاب التاريخية وقادتها، لأنها لا تمثله ولم تشكل وجدانه.
للأسف الشديد هذه الاحزاب التاريخية وبالذات حزبا الأمة والاتحادي تم توريثها لأبنائهم ويسيرون بنفس عقلية أجدادهم في الحكم وحتى اليوم وغدا ستكون هذه العقلية العقيمة المتحكمة فيهم، ناسين بذلك أن الزمن قد تجاوزهم تماماً.
زمن الإشارة والاتباع المطلق ولى ولن يعود وسيكون البقاء لمن يحترم العقول ويقدرها وينزل الناس منازلها.
الشعارات البراقة والهتافات الحماسية لا تبني وطنا، ولا تخلق قيادات واعية يعتمد عليها في إحداث تغيير إلى الأفضل.