الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، والده العوام شقيق السيدة خديجة بنت خويلد، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وُلد في مكة وهو رابع أو خامس من أسلم، وهو زوج السيدة أسماء بنت أبوبكر الصديق ذات النطاقين.
الزبير بن العوام من أعظم المقاتلين في التاريخ وأمهرهم، وكان من أمهر من يُقاتل بالسيف، بل كان يُقاتل بسيفين في وقت واحدٍ، وكان لا يُدانيه في ذلك إلّا خالد بن الوليد.
وكان يُلقّب بالمارد الملثم. لشدة قوته وضخامته، وكان اسمه يرعب الكفار قبل ملاقاتهم، وكان ضخماً، مفتول العضلات، وكان رجلاً طويلاً إذا ركب على فرسه وصلت رجلاه الأرض، وهو مِمّن هاجر إلى الحبشة في رحلة المسلمين الأولى ولم يمكث فيها طويلاً.
وكان هو من نزلت على صورته الملائكة الذين قاتلوا مع جيش المسلمين في بدر، وهو قاتل في أغلب المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأشهر ذلك لما أرسله سيدنا عمر ليكون مدداً ونصرة لعمرو بن العاص عند فتح مصر، حيث اشترك في معركة حصن بابليون، حيث تحصّن الروم في قلب مصر في حصن بابليون لمدة سبعة أشهر عجز فيها جيش عمرو بن العاص من اختراق هذا الحصن وفتحه وفتح المدينة.
وعندها أرسل عمرو إلى الخليفة عمر بن الخطاب يطلب مدداً من رجال المهمات الصعبة في الجيش الإسلامي، فأرسل إليه الخليفة عمر رضي الله عنه الزبير بن العوام ومحمد بن سلمة.
ولما وصل الزبير مصر قام بتسلق الحصن وصاح الله أكبر، وعندها هرع الروم من ثكناتهم من هول المنظر العجيب، واستطاع فتح باب الحصن ودخل المسلمون الحصن وفتحت القاهرة.
إنّ الزبير بن العوام كان بطلاً من أبطال الأمة، كان يهابه الفرسان، وكان نصيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم منذ الهجرة إلى المدينة، وكانت زوجته ذات النطاقين هي التي تأتي النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر الصديق والدها بالطعام وأخبار قريش.
إنّه من أعظم قادة هذه الأمة الأشداء.
ألا رحمه الله رحمةً واسعةً وأدخله فسيح جناته.